محمد عبد الماجد يكتب: الحزب الشيوعي يمنح حميدتي شهادة تقدير
(1)
(حدَّدَ الحزب الشيوعي طبيعة الصراع الدائر في الساحة السياسية الآن، وقال عضو اللجنة المركزية للحزب صدقي كبلو، إن الصراع القائم الآن هو صراع حول السلطة والموارد بين الحركة الإسلامية وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، مشيراً إلى أن دقلو منذ سقوط نظام الجبهة الإسلامية وضع نفسه في حالة عداء مع الإسلاميين. وأضاف أن الحركة الإسلامية تغفر الذنوب جميعاً إلا لمن يكفر بها. واعتبر كبلو في تصريح لـ(الحراك) تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر هو امتداد لسلسلة انقلابات الحركة الإسلامية، لافتاً إلى أن مشاركة حميدتي في الانقلاب كان ذكاءً خارقاً من البرهان وجره في طريق العداء مع الثوار ومحاولة لفصله عنهم بصورة كاملة، مشيراً إلى أن العداء بين الثوار وحميدتي لم يكن وليد اليوم وبدأ عقب فض اعتصام القيادة العامة، جازماً بأن انقلاب 25 أكتوبر وسع الهوة بين الدعم السريع والثوار. وشدد كبلو أن الحركة الإسلامية تسعى لتصفية أي تيار مسلح معادٍ لها الآن، ونوه بأن مصير حميدتي ومجموعة من المجلس المركزي سيكون الإعدام والتصفية والتشريد والانتقام ومصادرة ممتلكاتهم، حال عودة الحركة الإسلامية للسلطة مجددًا).
هذا التصريح اعلاه خرج من الحزب الشيوعي وليس حزباً اخر وهو تصريح جاء على لسان القيادي البارز بالحزب وعضو اللجنة المركزية صدقي كبلو لصحيفة الحراك السياسي…(ارجو قراءة التصريح مرة اخرى).
التصريح يعني ان الحزب الشيوعي غير مختلف معنا .. او بصورة اوضح مع (الاتفاق الاطاري) لأن الحزب الشيوعي قال بأن مصير حميدتي ومجموعة من المجلس المركزي سيكون الإعدام والتصفية والتشريد والانتقام ومصادرة ممتلكاتهم، حال عودة الحركة الإسلامية للسلطة مجددًا وذلك يعني ان هذه المجموعة التى سوف يكون مصيرها الاعدام والتصفية حال عودة الحركة الاسلامية للسلطة هي التى تصارع وتهدد الحركة الاسلامية… وهي التى يجب ان ترفع لها القبعات …قلتم انتم ولم نقل نحن.
الحزب الشيوعي اعطى بهذا التصريح حميدتي (شهادة تقدير) عندما اكد الشيوعي ان حميدتي من يومه ضد المؤتمر الوطني وان الرجل غدر به وورط في فض مجزرة الاعتصام وفي انقلاب 25 اكتوبر بعد ذلك… وان الرجل على عداء مع الحركة الاسلامية.
اظن لو ان حميدتي نفسه قيل له قول كلمة في حقك تثبت (ثوريتك) لما احسن بمثل هذه الطريقة التى جاء بها كبلو والحزب الشيوعي السوداني.
(2)
السؤال الذي نوجهه للحزب الشيوعي السوداني وللقيادي البارز بالحزب وعضو اللجنة المركزية صدقي كبلو هو – ماذا سوف يكون موقف الحزب الشيوعي او مصير قادته اذا عادت الحركة الاسلامية للسلطة؟ .. علماً بأن مصير حميدتي ومجموعة من المجلس المركزي حسب رؤية الحزب الشيوعي وكبلو سيكون الإعدام والتصفية والتشريد والانتقام ومصادرة ممتلكاتهم.
هل تطابق او تشابه مواقف الحزب الشيوعي مع المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية بصورة عامة في هذا الوقت يمكن ان يجعل الحركة الاسلامية تنظر للحزب الشيوعي نظرة اخرى (نظرة حب ومودة وعيش ومواقف متشابهة)!! غير نظرة الحركة الاسلامية لحميدتي وبعض قيادات المجلس المركزي في الحرية والتغيير؟
هل انتهى العداء بين الحزب الشيوعي والحركة الاسلامية ليتحول عداء قيادات النظام البائد لحميدتي وبعض قيادات الحرية والتغيير؟.. علماً ان هذا شرف يحسب لحميدتي والحرية والتغيير!!.. وهو امر يجب ان يجعل الحزب الشيوعي يراجع مواقفه.
ما الهدف الذي يريد ان يوصله صدقي كبلو من هذا التصريح؟ .. هل هو تحذير لحميدتي والحرية والتغيير لكي لا يمنحوا الحركة الاسلامية فرصة للعودة ؟ ام هو تهديد وتخويف لهم من اجل التراجع؟
ويبقى السؤال الاهم .. ما هو دور الحزب الشيوعي وموقفه والبلاد تمر بهذا المنعطف الخطير؟ هل سيكتفي الحزب الشيوعي بدور (الرقيب) والمعارضة من منازلهم والتعليق على الاحداث.
الحزب الشيوعي دائماً في مثل هذه المواقف هو الذي يتصدر وهو الذي يتقدم وهو الذي تنتظره الاعدامات والتصفية والملاحقات لا حميدتي .. لأول مرة نشاهد الحزب الشيوعي بهذا الضعف وهو لا يدري ماذا يفعل ؟ حيث ينتظر الحزب الشيوعي (الفعل) ليخرج (ردة الفعل) والحزب الشيوعي دائماً كان في موضع (الفعل) لا (ردة الفعل).
(3)
بغم
اعتقد ان تصريح صدقي كبلو لخص لنا كل شيء .. وأغنانا عن الكثير من القول والكلام والانتقاد ، فهل ينتبه الحزب الشيوعي؟
اننا في انتظار عودة الحزب.
نفتقد الآن الحزب الشيوعي … اننا نفقده تماماً.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة