محمد وداعة

محمد وداعة يكتب: أحمد .. و حاج أحمد

 

هل البيضة من الدجاجة ، أم الدجاجة من البيضة ؟

اتفاق برهان – حمدوك أفضل من الصيغة الحالية ، إذا حدث اتفاق

خلاف كبير بين الفريقين فيمن يحق لهم التوقيع ،

الإعلان السياسىيالمتداول يتطلب تعديل قانون القوات المسلحة ، الدعم السريع ،الشرطة و الأمن

د. عبد الله حمدوك حظى اختياره بإجماع لا نظير له من الحرية و التغيير، و قطاعات واسعة من الشعب السوداني

ما بين أحمد .. و حاج أحمد سالت دماء ، و أهدرت مليارات الدولارات و تعطلت الفترة الانتقالية و زادت حالة البلاد و العباد سوءآ ، و بالرغم من أن اتفاق برهان – حمدوك جاء بعد شهر على الانقلاب ، و كان من الممكن أن يكون مدخلآ معقولآ لحل الأزمة السياسية التي تسببت في الانقلاب ، و كان يتيح فرصة كبيرة للاتفاق على اتفاق سياسي جديد ، مع إدخال التعديلات الضرورية على الوثيقة الدستورية ، و المرجعية التي يمثلها رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك باعتبار أن اختياره تم بإجماع لا نظير له من الحرية و التغيير، و قطاعات واسعة من الشعب السوداني ، و كان ذلك الاتفاق سيقطع الطريق على العقوبات التي فرضت على البلاد ، و كان سيجنب البلاد التدخلات الخارجية الكثيفة ، و ينهي حالة الاستقطاب المتنامية وسط القوى السياسية السودانية ، الفرق في المتداول الآن بعد إزالة الخطوط الحمراء ، كالفرق بين أحمد .. و حاج أحمد ،

جاء إعلان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلوعن وجود وثيقة سرية ( مقفولة في الأدراج ) ، و اعترافه إنه من الموقعين عليها ، وبالطبع لم يكشف عن محتواها مع تأكيده التمسك بها ، و على نفس المنوال بيان مجموعة المركزي الذي أكد إن هناك اتفاقاً بعدم الكشف عن المفاوضات بينهم و بين الكتلة الديمقراطية بهدف الوصول لاتفاق سياسي جديد ، بالرغم مما درجوا عليه من تعهدات سابقة ( سنطلع جماهير شعبنا على كل جديد ) ، كل ذلك يثير تساؤلات مشروعة لماذا هذه السرية في أمر يخص الشعب السوداني و يحدد ربما مسار العملية السياسية ، إلا أن يكون عودة مسرح اللامعقول و إضفاء إثارة و تشويق على المشهد السوداني ،

أكثرمن نسخة متداولة تحت عنوان ( الاتفاق السياسي ) ، وهي بافتراض صحتها ، لم تتجاوز مضمون الوثيقة الدستورية 2019م ، و لم تزد على اتفاق ( برهان – حمدوك ) ، و لا اختلاف جوهري بين الاتفاق الإطاري ، و الإعلان السياسي للكتلة الديمقراطية ، مع الأخذ في الاعتبار المتناقضات الخطيرة التي احتوت عليها ، وهي حصيلة ( دمج ) فقرات من الإطاري ( مجموعة المركزي ) مع فقرات من إعلان الكتلة الديمقراطية ، مع الإبقاء على الامتيازات التي حصلت عليها قوات الدعم السريع بموجب الاتفاق الإطاري ، وهي ( يكون رأس لدولة قائدآ أعلى لقوات الدعم السريع ) ، مع فقرة لم تكن موجودة في الاتفاق الإطارىي، و الإعلان السياسي للكتلة الديمقراطية ، تقرأ ( ينشأ جهاز للأمن الداخلي بالتشاور مع القوى الموقعة على هذا الإعلان السياسي ، …. الخ)، وهذا البند يقتضي إنشاء قانون ينظم عمل جهاز الأمن الداخلي ، كما يتطلب ذلك تعديل قانون جهاز الأمن و المخابرا ت، و قانون الشرطة ، و لا يمكن إسناد قيادة القوات المسلحة و قوات الدعم السريع الى رأس الدولة بدون تعديل قانون القوات المسلحة و قانون قوات الدعم السريع ، وهذا يتطلب وجود هيئة تشريعية بقانون غير موجود ، و بلا شك فإن هذا الوضع يقود الى جدل قديم ، هل البيضة من الدجاجة ، أم الدجاجة من البيضة ؟

خلاف و صراع إمتد لأكثر من عام ، تخللته عداوات ، و لاءات ، تمسكت فيه مجموعة المركزي بدستور جديد لا أحد يعلم كيف سيتم الاتفاق عليه و على الآلية التي تجيزه ، و حتى قبيل هذه المفاوضات السرية كانت الكتلة الديمقراطية متمسكة بوثيقة 2019م ، وهو موقف وفقآ لفقهاء الدساتير يتطلب تعديلات فرعية يتيحها سريان الوثيقة الدستورية حتى الآن ، لأن التعديلات الفرعية مضمونة بحضور أغلبية الثلثين من السلطة المؤسسة ،

في تقدير كاتب هذه السطور فإن رفض مجموعة المركزي لتوقيع عسكوري و أردول ، ممكن يقابله رفض الكتلة الديمقراطية لتوقيع عرمان ، فكلاهما كان ضمن قوى الحرية و التغيير ، و كلاهما انشأ تنظيمآ جديدآ ، و كانا فيما مضى في تنظيم واحد .

 

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى