حيدر المكاشفي

حيدر المكاشفي يكتب: أحاديث شيطانية!!

 

اهتمت احدى الصحف القطرية، بالتصريح الذي أدلى به البكري أبو حراز رئيس الجمعية الروحية السودانية، الصحيفة نقلت عن أبو حراز اعلانه هجرة الجن من السودان دون ان يحدد وجهة تلك الهجرة، عازيا الهجرة إلى سوء الاحوال الاقتصادية، وقابل ناشطون حديث أبو حراز بسخرية واسعة، باعتباره حديث انصرافي من الخزعبلات، وقد صدقوا ولكن لم يكن مثل هذا الحديث الخزعبلي يصدر لأول مرة من أبو حراز، وانما سبقه اليه للأسف قيادات في النظام البائد، حيث سادت بينهم من قبل أحاديث ومجادلات حول الجن والشياطين والأبالسة أعادها للذاكرة حديث أبو حراز..

نذكر منها ذاك التلاسن الذي وقع بين كادرين من الكادرات القيادية بالمؤتمر الشعبي هما بشير آدم رحمة واسماعيل حسين من جهة، والكادر القيادي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي من الجهة الأخرى، وذلك حين استل هذا الأخير لسانه وأطلق على اخوانه السابقين كلمات رصاصية مؤداها أن الشعبي مستعد للتعاون مع الشيطان من أجل إسقاط الحكومة، وكان رد الفعل الطبيعي من الآخرين أن يخرجوا ألسنتهم أيضا ويطلقوا منها الصواريخ المضادة، حيث قال أحدهم ما معناه ان المؤتمر الوطني قد إحتكر كل الشياطين واستحوذ عليهم تماما ولم يترك لأحد شيطانا ليتحالف أو يتعاون معه، ومضى الآخر على ذات النسق وقال مخاطبا قطبي (إنت أمسك لينا الشيطان ونحنا مستعدين للتعامل معه وزاد نحنا لاقين شيطان) وقد صدق في هذه، فلم يعد في هذا البلد شيطان أو ابليس أو جن حقيقي من النوع الذي ورد ذكره في القرآن الكريم وكتب الفقه والتفسير،

ولنا كدليل على ذلك، واقعة وقصة..الواقعة التي تدلل على أنه لم يعد هناك شيطان أو جن على أرض السودان، هو ان من كان قد اقترح في مؤتمر علمي اقتصادي ان يستعين نظام الحكم بالجن لخدمته، قد زهد من خيرا في الجن فترك البلاد وهاجر، وبالمناسبة ان صاحب نظرية الاستعانة بالجن لخدمة نظام الحكم هو أخ الكاتب الصحفي المعروف والمشهور اسحق فضل الله، والذي يبدو أنه عندما عجز ويئس عن تحضير أو ايجاد أي جن ليؤدي هذا الدور غادر البلاد وهاجر، وأظنه لم يدر أن الجن نفسه قد سبقه بالهجرة، كما تحكي قصة الطرفة التي تقول إن المردة والشياطين والأبالسة والجن قد شوهدت في مطار الخرطوم وهي تتأهب للمغادرة خارج البلاد عن بكرة أبيها، وعندما سئلوا عن سبب مغادرتهم البلاد بلا عودة، تباروا في ذكر جملة من الأسباب والشواهد والمشاهد والمواقف والممارسات مما لا يمكن حصره سوى في عبارة جامعة ملخصها أن البلد قد امتلأت بغيرهم من الشياطين والأبالسة والجن ولم يعد لهم ما يفعلونه فيها بعد هذا الحشد فآثروا السلامة والهجرة الى بلاد اخرى في حاجة الى خدماتهم،

غير أن أطرف ما قيل كان لأحد الشياطين الشباب الذي قال تعبيرا عن ضيق الحال ان أحد الفقراء أعد لنفسه كسرة جافة معطونة في الماء وعندما هم بالأكل سمى الله فقلت له (ياخ يأكل ساكت هو الجاي ياكل معاك كسرتك المعتتة دي منو)،ويقال أن الشيطان كان منزعج جدا وهو يغادر السودان لأن الكيزان جاحدين بالجميل كما قال، فبعد أن علمهم كل فنون الاحتيال والسرقة والنهب واصابوا الثراء الفاحش صاروا يكتبون لافتة على قصورهم تقول (هذا من فضل ربي) بينما الحقيقة أنه كان من فضل الشيطان، وقيل أيضا أن نافع ومعاهو إبليس قاعدين يفكروا فى خطة شيطانية جديدة، إبليس وسوس لي نافع بشئ، نافع قال ليهودي قديمة أنا عندى ليك فكرة جيب أضانك، إبليس بعد ما سمعها قال لي نافع (إتقي الله ياخي)..

 

 

 

صحيفة الجريدة

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى