تحقيقات وتقارير

استضافة أسمرا لمؤتمر أهليّ.. إدارة أزمة الشرق من الخارج

وصف مراقبون تحركات بعض الجهات القبلية والاستعانة بدول أجنبية تطور خطير يثبت حالة اللادولة وغياب هيبة الدولة، واعتبر البعض زيارة وفد قبلي أهلي إلى إريتريا لحضور مؤتمر لحل قضية الشرق دون إخطار الحكومة تدخل سافر من أسمرا في الشؤون السودانية، ويعكس أطماع حكومتها في الاستيلاء على شرق السودان بواسطة مجموعات تحمل الجنسية الإريترية .

 

وأفادت مصادر دبلوماسية، بأن السلطات السودانية أبلغت الحكومة الإريترية رفضها لاستضافة مؤتمر أهلي وسياسي يهدف إلى حل الأزمة بشرق السودان، وكانت  السلطات منعت الخميس، وفداً أهلياً وسياسياً من الوصول إلى إريتريا للمشاركة في ملتقى يرعاه الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، لبحث قضايا الشرق. وأوقفت الوفد الذي يضم نحو 112 شخصاً في منطقة “اللفة” الواقعة في ولاية كسلا على الحدود مع إريتريا بحجة عدم تلقي مسؤولي المعبر أوامر  من الحكومة المركزية بعبور وفد شرق السودان. وضم  الوفد عدداً مقدراً من العمد والنُظار وقيادات سياسية، أبرزهم ناظر عموم الهدندوة محمد الأمين ترك وممثل لناظر عموم البني عامر، ومساعد الرئيس المعزول موسى محمد أحمد إضافة إلى رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داوؤد.

 

وقال الباحث والمهتم بشؤون القرن الأفريقي د. الصافي سيد أحمد إن خطوة أسمرا في إعلان مؤتمر لحل مشكلة شرق السودان، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن إريتريا هي من تدير أزمة الشرق بواسطة مجموعات تدعي بأنها سودانية، وأضاف في حديثه أن الشكوك كانت تساورهم إزاء منح عدد كبير من  اللاجئين الإريتريين الجنسية السودانية، في عهد النظام السابق بواسطة مجنسين إريتريين يتقلدون مناصب دستورية رفيعة، مشيراً إلى الأطماع الإريترية في الأراضي السودانية وزعمهم المكرر بأحقيتهم في إدارة الإقليم الشرقي. وحذر سيد أحمد الحكومة السودانية من التهاون مع التحرك الإريتري الذي وضح جلياً في مبادرته، لعقد مؤتمر لحل مشكلة شرق السودان دون موافقة السلطات السودانية .

 

وحذر المحلل السياسي والكاتب الصحفي  سعد محمد أحمد  من خطورة ما أسماهم بالمجنسين الإريتريين وقال إنه على الصعيد السيادي،  شغل الإريتريون المجنسون أخطر مناصب الدولة، ومنهم من وصل حتى منصب وزير وأصبح وزيراً للداخلية، وقام بتجنيس الآلاف من أهله، لمؤامرة كبيرة تظهر خيوطها الآن، وقال إن قضية الشرق ترتبط بدوائر استخباراتية .

وأعرب سعد عن دهشته مما حدث من أسمرا من تدخل سافر في الشؤون السودانية، وقال على الدولة والوطنيين إيقاف هذا العبث واللعب بالأمن القومي بتقديم قادة الوفد الأهلي لنيابة أمن الدولة ليكونوا  عظة .

وقال: (ما تحدث من سيناريوهات تفكيك الدولة يتحمل مسؤوليتها البرهان وحكومته)، وتابع “لن تتوقف مهددات الأمن القومي والسيادة الوطنية ما لم يتم إسقاط الانقلاب المشؤوم) .

وقال عضوان بالوفد حسب تقارير إعلامية الأجهزة الأمنية كانت على علم بتحرك الوفد من كسلا حتى وصوله معبر اللفة، لكن إدارة الجوازات رفضت عبورنا بسبب أننا لا نحمل تأشيرات دخول كما قالت إنها لا تعلم بأمر الوفد”.وتابع” على الرغم من رجاءات سفير أسمرا لدى الخرطوم ومحاولته إثناء مسؤولي الشرطة والسماح لنا بالعبور، إلا أن الضباط تمسكوا برأيهم وعادت الوفود بعد مكوثها أكثر من 6 ساعات في الحدود”.

 

لكن الأمين العام للجبهة الشعبية للتحرير والعدالة عبد الوهاب جميل أحد أعضاء الوفد قال حسب ”سودان تربيون”، إن الوفد لم يتم منعه وإنما شرطة الجوازات في المعبر الحدودي أبلغتهم  أنها لم تتلق إخطاراً على الرغم من أن السفارة الإريترية، أخبرت وزارة الخارجية السودانية بالمهمة كإجراء متبع في مثل هذه الحالات”.

وأضاف ” السفارة الإريترية لا تخاطب أي مؤسسة حكومية سودانية إلا عبر الخارجية وهو ما فعلته الآن، وأكد أن الوفد تمكن أمن التحرك فجر الجمعة نحو أسمرا بذات المعبر”. وشدد جميل على  أن زيارة الوفد الأهلي والسياسي لأسمرا ليس من أهدافها  عقد مؤتمر حول القضايا المصيرية في الإقليم، وإنما زيارة اجتماعية تعريفية بالمعالم في المدن الإريترية ومن ثم سيقدم الرئيس أفورفي نصائح للمشاركين من مكونات شرق السودان سياسيين وقادة إدارة أهلية.

 

في سؤال حول تجاوز الدعوة لقادة شرق السودان في الجبهة الثورية التي يرأسها الهادي إدريس أجاب جميل بقوله “هو أمر يرجع للجهة المنظمة وهي في النهاية زيارة اجتماعية، إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وهو ليس مؤتمراً لحل قضايا شرق السودان ولا منبر تفاوضي جديد حتى يتم دعوة الجميع”.

وتوقع أن تنظم القيادة الإريترية مؤتمراً يتناول القضايا المصيرية في إقليم شرق السودان يبحث حلولاً للأزمة حال توافقت مع القيادة السودانية ومنحت الضوء الأخضر للتدخل عن طريق مبادرة باعتبارها دولة جارة يهمها أمن واستقرار المنطقة. ونفى أي تدخلات سالبة من قبل الرئيس الإريتري في قضية الإقليم المضطرب، وأضاف ” بقدر اهتمام القيادة السودانية باستقرار شرق السودان أيضاً إريتريا يهمها الأمر، لأن الأمن والاستقرار في الشرق سينعكس إيجاباً عليها،وأي تأزم أو احتقان ستكون هي أول المتضررين “.

 

تقرير ـ نبيل صالح

الخرطوم: (صحيفة الحراك السياسي)

 

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى