جعفر عباس

جعفر عباس يكتب: عن افتراء النساء

كان السودان يتباهى بكونه أكبر بلد في أفريقيا والعالم العربي مساحة، ثم انفصل شطره الجنوبي، وصار هناك سودان شمالي وآخر جنوبي وثالث بالبشاميل، ولكن خير ربنا كثير وما زالت لدينا مساحات تكفي لقيام كذا دولة، تفصل بين كل منها «شولة»، وتذكرت كل ذلك وأنا أخطط للسفر رفقة أم العيال بعد طول انحباس بسبب الكورونا، وبعد طويل تفكير قررت المطالبة بتقرير المصير، فقد انتبهت الى أنه وفي كل سفرة تكون حصتي من الأمتعة شنطة واحدة بينما نصيبها اربع حقائب، كل واحدة منها تطقطق، في تزامن مع قرقرة في بطني ذكرتني بأنه وأياً كانت محتويات حقائبها فهي بـ «فلوسي».
وبصراحة وبدون زعل فالنساء مفتريات، فالرجل الذي عنده عشرين جلبابا او قميصا يقابلها عند زوجته 120 بلوزة و80 تي شيرت ومثلها «سكيرت»، وأتحدى اي زوج يعرف عدد أحذية زوجته، وقد كتبت في أكثر من مقال إنني وكلما أحسست بأنني أغضبت زوجتي فإنني أدخل عليها بـ «الجزمة»/ الحذاء، وكي لا يصيح إخوتي الرجال: برافو أبو الجعافر يا سيد الرجالة.. هكذا يكون الحسم!! أقول إنني أقصد أنني أدخل عليها حاملا جزمة جديدة لاسترضائها.. لو دخلت عليها بباقة ورد لصاحت: بلاش هبالة.. ارمي البتاع ده في الزبالة، ولو أتيتها بسلسل من الذهب لقالت بكل بياخة: عندي مثله، وغشوك وباعوا لك سلسل عيار 6 قيراط.
والشاهد هو أن الجزمة- كما ذكرت الرجال والرياييل مرارا- وحدها تطيب خاطر الزوجة، فما من امرأة تصمد أمام إغراء حذاء جديد، وإذا كنت عزيزي القارئ تعيش قصة حب مع خطيبة نقناقة، فعليك بالجزمة: اشتر لها جزمة كل عيد وفي الويك إند، ولكن وبعد الزواج خذ العظة من صاحبنا المصري الذي دخل مع زوجته محلا لبيع الأحذية وقال للبائع: هات جوز جزم بدون كعب، ولكن الزوجة صاحت: لا أنا عايزاها بكعب عالي، فتجاهلها الزوج وقال للبائع: بدون كعب عالي، فما كان من البائع الحشري إلا أن قال للزوج: خليها تختار على ذوقها يا استاذ، وتشتري كعب عالي هو أنت حتلبسه؟ فجاء رد الزوج: هو انت اللي حتنضرب بيه؟ وبائعو الألبسة النسائية والمجوهرات من «أخس» خلق الله، فما أن تختار امرأة ما سلعة سعرها زهيد حتى يتكرم الواحد منهم بملاحظة من نوع: هذه ليست من مستواك، فتحس المرأة بالامتنان نحوه لأنه أدرك أنها من الناس الـ»هاي»!! وما انأ تختار شيئا غالي الثمن ولكن في منتهى البشاعة حتى يصيح: سبحان الله كأنه صنع خصيصا لأجلك. لايق عليك مائة في المائة.
تذكرت ذلك الرجل المسكين ابن الناس الذي أبلغ زوجته أنه فكر بالزواج بأخرى: وانت تدللي وطلباتك أوامر!! فطلبت منه ان يأخذها الى متجر للذهب وهناك طلبت الزوجة من البائع أن يأتيها بأغلى عقد من الذهب عنده، فما كان من الأخير إلا أن انحنى ورفع عقدا متعدد الطبقات فصاحت الزوجة: خلاص ابغي هذا، ووضعه البائع على الميزان وكان وزن العقد كيلوغراما. نعم الف غرام، والتفتت الزوجة نحو بعلها وطلبت منه ان «يدفع»، ولكنه كان قد دخل في غيبوبة، فرشت عليه بخة عطر فاسترد وعيه وبدلا من أن يخرج محفظة نقوده خلع حذاءه وأراد ان يعتدي على البائع، ولكن الزوجة «فرملته» وقالت له بكل برود: احترم كلمتك ونفسك واعط الرجل قيمة العقد، وكان مع الرجل 30 ألف ريال لأنه كان يعتقد أنه ومهما اشتطت زوجته في الانتقام منه بسبب رغبته في الحصول على زوجة جديدة من الوكالة فلن يتجاوز ما تشتريه ذلك المبلغ. المهم دفع الثلاثين الف ريال، ثم عاد في اليوم التالي ودفع بقية المبلغ ولكن بعد ان أشبع بائع الذهب شتما: إخص .. يا انتهازي.. يا عديم الضمير. وأقول: لو أخر صاحبنا تبليغ الزوجة الأولى بنواياه التعددية، إلى حين نشر هذا المقال، لكان قد نال رضاها بعشرة أزواج من الأحذية قيمتها مجتمعة 15 الف.. قول 30 ألف ريال.. دون ان يخرج عن وقاره.

 

 

 

 

 

صحيفة الشرق

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى