تحقيقات وتقارير

معرقلو الفترة الانتقالية.. من يقصد ياسر العطا؟

اكتنف الجدل حديث عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ياسر العطا بشأن جهات حزبية وبؤر خارجية تتربص بالسودان وتسعى لتدمير وزعزعة وحدته السياسية والأمنية، وأثار حديثه التساؤلات عن ما هي تلك الجهات وماهي سيناريوهات الحكومة للتعامل معها..

تفاصيل حديث العطا
الفريق الركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة الانتقالي أكد قدرة القوات المسلحة على حماية الأرض والمحافظة على أمن ووحدة البلاد ومكتسباتها من المتربصين بها.
وقال العطا، لدى مخاطبته أمس الأول سلاح المدفعية بمدينة عطبرة: “لن نسمح لأية جهة حزبية أو أي بؤر تتربص بالسودان وتسعى لتدمير وزعزعة وحدته السياسية والأمنية”. وأضاف أن القوات المسلحة تعمل على تحقيق خيارات الشعب السوداني لتنعم البلاد بالأمن والاستقرار، مؤكداً أنها ستظل سنداً وعضداً للشعب ودعماً لتحقيق آماله وطموحات في الاستقرار والسلام والتنمية.
وأشار العطا إلى سعي شركاء الفترة الانتقالية لتأسيس وطن يسع الجميع والمضي به لآفاق أرحب، مستعرضاً التحديات التي تواجه البلاد.

وأوضح ياسر أن اتفاق جوبا لسلام السودان يعد من أكبر الإنجازات، مؤكداً حرص الحكومة على إلحاق بقية الحركات بركب السلام.
وقال العطا، إن اتفاق المبادئ بجوبا بين الحكومة و “الحركة الشعبية – شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو سيضع معالم الطريق لسلام دائم يحقق العدالة والمساواة ويسهم في بناء لحمة وطنية سودانية موحدة.
وقال عضو مجلس السيادة أيضاً أثناء لقائه بقوى الحرية والتغيير بذات المدينة بحضور والي ولاية نهر النيل آمنة محمد أحمد المكي،قال:إن ما يجري من أحداث وتطورات وانفلاتات أمنية في السودان يهدف لعرقلة الفترة الانتقالية، موضحاً أن اللقاء يأتي في إطار تبادل الرؤى لبناء السودان وتعزيز مسيرة السلام والتنمية، والعمل على معالجة كافة القضايا التي تواجه السودان.
وأضاف العطا، أن القوات المسلحة هي الركيزة الأساسية للحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها، مؤكداً أهمية تجاوز الجهوية وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية.

مصالح داخلية وخارجية
وكثيراً ماطالت اتهامات مسؤولين بالدولة جهات تهدف لعرقلة الفترة الانتقالية لم يفصحوا عنها، وقال المحلل السياسي د. محمد نقد الله: عندما نبحث عن جهات تعبث بالأمن القومي والاقتصاد يجدر بنا البحث أولاً عن من لهم مصلحة في حدوث ذلك، ومن السذاجة القول بأن الدولة العميقة هي فقط من تحرك المشهد وتتحكم به بسبب أن هنالك جهات كثيرة لها مصلحة ولها تحركات لزعزعة الفترة الانتقالية كتجار الأسلحة وأمراء الحروب ومافيا الأدوية والعملة والافتصاد ككل.
وأشار نقد الله في حديثه إلى أن الانفلات الأمني وارد الحدوث وقد وضح من تسريب لأحد الاجتماعات أن منسوبي النظام السابق تتعمد إثارة الفتن القبلية والنعرات العنصرية وكل مايغذي الحروب، مشدداً على إمكانية أن تمتد فتنهم هم وأصحاب المصلحة إلى الفتنة الدينية إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ولفت نقد الله إلى أن هنالك أصحاب مصلحة ظاهرين للعيان وهنالك من في الخفاء وهنالك من له مصلحة مباشرة وآخر غير مباشرة وأيضاً هنالك من الداخل والخارج، قاطعاً بأن هذا الأمر يجعل دائرة الجهات تتسع.
وأضاف: حديث العطا عن الأجندة الحزبية التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد من الوارد أنه يشير إلى حزب المؤتمر الوطني والأحزاب الإسلاموية الأخرى.
وأردف: السودان لا يقدم مصلحته فوق كل اعتبار ومن حق جميع الدول أن تقدم مصالحها ولو على حساب مصلحة السودان الأمر الذي يجعل من الطبيعي أن نجد بؤر خارجية تعبث باستقرار السودان وهذا يحتم على السودان أن يبحث عن مصلحته.

توهم وجود العدو
ويذهب الخبير الأمني والاستراتيجي د. أمين المجذوب بحديثه إلى أن تصريحات العطا تصب في اختلاف الفريقين، لافتاً إلى أن كل طرف يلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر.
واستنكر المجذوب حديث العطا كعضو بمجلس السيادة أو أي مسؤول حكومي آخر عن جهة تسعى لإفشال الفترة الانتقالية من دون أن يحددها ويعمل على محاسبتها، قاطعاً بأن هذه التصريحات لا تخدم الانتقالية بل تخلق نوعاً من البلبلة بالتوهم أن هنالك عدواً.
وقال المجذوب:لا يوجد من يثير الفتن ولا يحاسب، مبيناً أن ما يحدث بالجنينة نزاعات لها علاقة بالموارد الشحيحة بتلك المناطق ولها علاقة أيضاً بالحواكير وتعديات من مجموعات سكانية أثناء تحركاتها من وإلى المناطق الغنية بالمياه، مشدداً على ضرورة محاسبة الجهة التي تتعدى، وأضاف:ليس وراء هذه النزاعات عمل سياسي أو دولة عميقة.
وأردف: الحديث عن مليشيات مسلحة تتعدى على المواطنين بعد اتفاقية السلام أمر غير منطقي وكل القوات المسلحة النظامية وغيرها تحت سمع ومرأى قادة الأجهزة الأمنية والحديث عن مليشيات محاولة لإخفاء الهوية الحقيقية لمن يتسبب في الأحداث.

سيناريوهات وأزمات
شدد نقد الله على ضرورة أن تتعامل الدولة بشقيها المدني والعسكري بحسم مع هذه الجهات، وأضاف: مدنياً يجب رفع الأداء الحكومي والنزول لجذور المشكلات وحلها.
وبالحديث عن السيناريو الأمني قطع المجذوب بوجوب مواجهة الجهات التي تحدث المشاكل والقضاء عليها، ثم تغيير القوات الموجودة بمناطق النزاعات بقوات جديدة من مناطق جغرافية أخرى، بالإضافة إلى التنوير الإعلامي للصراعات وحقيقتها.
وتشهد البلاد صراعات قبلية بمناطق عدة بغرب السودان وهجوم من مليشيات مسلحة على معسكرات النازحين، مخلفين وراء تلك الأحداث عدداً كبيراً من القتلى والمصابين، بالإضافة إلى تفشي بعض مظاهر الجريمة والانفلاتات الأمنية بمناطق متفرقة من البلاد في ظل أزمة اقتصادية خانقة تتفاقم يوماً بعد يوم، ويعزي سياسيون ومختصون كل ما يحدث للوضع الاقتصادي وتعقيداته فيما يرى آخرون أنه مخطط ومدبر من جهات تعمل على زعزعة استقرار الفترة الانتقالية.

تقرير – هبة علي
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى