تحقيقات وتقارير

إلى أين نمضي…! جرائم غريبة وعادات دخيلة على المجتمع

 

شهد المجتمع السوداني في الآونة الأخيرة تغيرات مجتمعية كبيرة، حيث طفت على السطح ظواهر الفساد الأخلاقي والاجتماعي بكافة أشكاله وألوانه، حيث كثرت جرائم القتل وحوادث النهب، وبرزت ظواهر رمي اللقطاء في الشوارع وضرب الأبناء والبنات لوالديهم، وقصص بنات الشوارع والشقق المفروشة والمجاهرة بالمعصية في مواقع التواصل… إلخ
إن هذه الجرائم وهذه العادات الدخيلة باتت تهدد أمن المجتمع وتنشر الخراب، لذلك فتحت “السوداني” هذا الملف الخطير لانه يشكل تهديداً على قيم المجتمع السوداني وثوابته وعاداته ومبادئه التي عرفت عنه منذ القدم..

 

جرائم وعادات دخيلة
تغيرات كبيرة حدثت ومازالت تحدث في مجتمعنا، وهذه التغيرات تسير بوتيرة متسارعة خلال العامين الماضيين، وذلك نتيجة للجرائم الغريبة والعادات الدخيلة المستوردة من خارج حدود الوطن وما زلنا نشاهد كل يوم تغيرا في أنماط السلوك والعادات والقيم المجتمعية التي بدورها تهدم بنيان الأسرة الواحدة بما تجلبه من سلوكيات خاطئة تؤثر على العلاقات الأسرية والمجتمعية.
حيث شهد المجتمع السوداني جرائم غريبة مثل جرائم الخطف والنهب تحت تهديد السلاح، والاغتصاب والقتل في صفوف الخبز والوقود والغاز… الخ

 

وقد طرأت على المجتمع عادات دخيلة في الأفراح والأتراح والمناسبات المختلفة في طريقة (الزي وتقليعات الموضة المختلفة) دون أي احترام لهوية المجتمع السوداني المحافظ، حيث صاربعض الشباب يمارسون عادات قمة في الجرأة.
وأصبح بعض من الشباب يعيشون في العالم الافتراضي بين جنبات الأفلام والدعايات والرسائل والألعاب التي تبث سمومها وترسخ قيمها في عقول الناشئة، والمتابع لما يبث في “السوشيال ميديا” يجد مقاطع فيديو لشباب سودانيين خادشة للحياء، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لمجتمع عرف بقيمه الفاضلة وأخلاق أهله الطيبة.

عوامل التغيرات
قال الباحث الاجتماعي الطيب علي أن المجتمع السوداني بالفعل يواجه الكثير من المتغيرات الاجتماعية بدءاً من ظهور جرائم لا تشبهنا وعادات دخيلة علينا كسودانيين.
واشار الطيب إلى أن هنالك عوامل كثيرة وراء التغيرات التي أثرت على البنية المجتمعية للمواطن السوداني أبرزها الضغوطات المعيشية التي يعاني منها المواطن بسبب الظروف الاقتصادية أحدثت تأثيرات سلبية في المجتمع، مشيراً إلى أن دخول (لاجئين) للبلاد يحملون أفكاراً مختلفة كان له دور في تغير التركيبة المجتمعية. وتابع الطيب تطور التقنية وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي أسهم في انفتاح المجتمع المنغلق،ومن خلال الهاتف يمكن الطواف على كل العالم والتعرف على ثقافات جديدة وأسهم ذلك في ظهور أجيال جديدة تختلف مع الاجيال السابقة من حيث الأفكار…

ممارسات غير أخلاقية
قال المواطن حسن إبراهيم أن المجتمع السوداني طرأت عليه متغيرات كثيرة علينا الاعتراف بها، مضيفاً أرقام الجرائم في تزايد يومياً وبعض الشباب هذه الأيام أصبحوا يمارسون سلوكيات خارجة عن العادات التقليدية الاصيلة تحت عنوان «الحداثة والموضة”، مشيراً إلى ان عادات الناس يجب ان تراعي الاحتشام واحترام العادات والتقاليد المعمول بها.
وأضاف حسن أن بعض الشباب يتمسك بعادات غريبة سواء في (الزي) أو الحياة الاجتماعية واصفة هذا الميل بأنه غير محبب، مضيفاً لا بد من تحصين المجتمع حتى لاينحدر إلى منزلقات أخلاقية خطيرة.

وقال حسن لا بد أن تكون هناك وقفة جادة ومسؤولة من المسؤولين والمؤسسات لكي تبذل جهدها وتبرمج خططها في تحصين أبناء المجتمع وبث الوعي بالمحافظة على العادات السودانية والقيم الموروثة التي تربى عليها الآباء والأجداد.
المجتمع يغير جلده

 

قال الإعلامي هيثم كابو أن المجتمع يغير جلده يوماً تلو الآخر .. صدمات عنيقة تحملها الأنباء التي تنشرها الصحف مع إشراقة كل صباح .. الوجع يرقد بين المفاصل، والسياسة تأخذ كل المساحات تشاكساً وتناحراً واقتساماً للحقائب والكراسي والمآسي تتسرب بين الأصابع و(الناس في غفلة وما دارية بالحاصل) ..!!
وأضاف هيثم أن عبارة (المجتمع بخير) يرددها معظم الذين يعيشون (في غربة) داخل مجتمع لا يعرفون عنه شيئاً، مضيفاً أن المجتمع يتغير ولا أحد يرهق نفسه بالتوقف والدراسة، ومن بعد ذلك ننتظر ميلاد أجيال معافاة مع رحم واقع مريض ..!!

وقال هيثم أن بذور الأحداث الغرائبية تنمو بكثافة عالية في تربة المتغيرات الاجتماعية الخصبة، وانزواء علماء الاجتماع وغياب تحليلاتهم وتشريحهم وورشهم وأوراق عملهم تسقي السلوكيات الشاذة وتضمن لها رياً مستمراً،وطالب هيثم في ختام حديثه بقيام حملات توعوية لإصلاح المجتمع.
اضطرابات نفسية وعقلية

تقول الباحثة النفسية إسراء الزين إن العوامل المادية والاقتصادية من أكثر الأسباب التي تؤدي لسلوكيات إجرامية على اختلاف أنواعها، فالسرقة مثلاً تأتي من دافع الحاجة إلى المال، والقتل في بعض الأحيان قد يكون بهدف تحقيق مصالح اقتصادية، مضيفة أن هنالك اشكالا أخرى من الجرائم مثل التزوير والرشوة والاحتيال، وجميع هذه الجرائم وغيرها غالباَ ما تنتج عن دافع الرغبة بالحصول على المال سواء لأسباب مرتبطة بالحاجة الفعلية أو أسباب الطمع والجشع

وذكرت إسراء أن السلوك الإجرامي ناتج عن وجود اضطراب نفسي أو عقلي لدى مرتكب هذا الجرم، فقد يعاني مثلاً من أحد أشكال الاضطرابات العصابية أو الذهانية، وهذا النوع من الاضطرابات كثيراً ما يدفع الشخص للقيام بسلوكيات معينة كالإجرام أو التهور أو ارتكاب الأخطاء دون وعي كامل من قبله بنتائج أفعاله.
وأضافت إسراء أن عوامل التغير الاجتماعي ترجع لما يعرفه المجتمع الإنساني من التراكمات المعرفية التي تخلفها التجارب والاكتشافات البشرية جيلا بعد جيل، وكذلك التدافع الحضاري بين الأمم، إذ إن الأجهزة الاتصال الحديثة قد اخترقت كل الجدر الحمائية وعطلت كل الأنظمة الوقائية.

 

تقرير  – رحمة عبدالمنعم
الخرطوم: (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى