تحقيقات وتقارير

تسلل اللاجئين الإثيوبيين لأحياء القضارف .. مخاوف ومحاذير

(ما قامت به السلطات الأمنية من خطوة سليمة بإلقاء القبض علي المزارع الإثيوبي (هلكا عصار) والذي تسبب في مقتل جندي سوداني وتدمير مركبة عسكرية في أواخر أبريل الماضي عبر مليشياته المسلحة في العلاو، خطوة يجب أن تتبعها خطوات في مراجعة استيطان أمثاله داخل أحياء مدينة القضارف ممن كانوا يمتلكون الأموال والمليشيات التي عاثت قتلاً وتدميراً وإرهاباً لمواطني ومزارعي القضارف علي الشريط الحدودي.

 

(الدم السوداني غالٍ) بهذه العبارة نقل المواطن بالقضارف خويلد عبدالعظيم احساس مختلف للمواطنين هناك والذين استقبلوا الفارين من جحيم حرب آبي أحمد ودبرصيون والتي أعادت سيناريو اللجوء في السبعينات لمعسكرات أم راكوبة وسفاوا وتواوا وأم قلجة، ولكن هذه المرة فقد عاد عدد كبير من اللاجئين الاثيوبيين من قوميتي الأمهرا والتقراي وقبيلة الولقايت وهم يحملون في دفاتر علاقتهم بالمواطن في القضارف الكثير من الحكاوى المؤلمة بعد تعديهم واحتلالهم للأراضي السودانية وقتلهم للمئات من المزارعين والمواطنين السودانيين وهم مسنودون بمليشيات مسلحة وعناصر من الجيش الفيدرالي الاثيوبي كان آخرها مقتل ضابط سوداني برتبة نقيب وطفل وإصابة تسعة أشخاص بينهم ستة من جنود الجيش السوداني في اشتباك مع ميليشيا إثيوبية مدعومة من الجيش الاثيوبي في شهر مايو الماضي في منطقة بركة نورين على الحدود بين السودان وإثيوبيا.

الأنباء التي تسربت للشارع بالقضارف نقلت معلومات عن استيطان عدد من اللاجئين الاثيوبيين الذين يمتلكون الأموال ولهم أنشطة تجارية كبيرة في اقليم التيغراي واستئجارهم للمنازل بأحياء مدينة القضارف وأغلبهم من المزارعين الاثيوبيين الذين كانوا يزرعون الأراضي السودانية التي احتلوها طوال الثلاثين عاماً الماضية حيث يرى المزارع بالحدود الشرقية معاوية عثمان الزين في حديثه أن هذا الأمر يمثل خطورة كبيرة يتنافى مع القوانين الخاصة باللجوء. وقال معاوية (إن المفوضية السامية للاجئين يجب أن تتحمل مسئوليتها في السماح لهم بمغادرة معسكرات اللجوء التي هي تحت وصايتهم) وحول المخاوف من خطورة حدوث اشتباكات لثأرات قديمة يمكن أن تقع داخل المدينة قلل معاوية من ذلك وأشار إلى أن المجتمع السوداني عرف بالسماحة والعفو وأن الظروف التي جعلتهم يلجأون للسودان ظروف ضعف وقلة حيلة لن يقابلها جحود وازدراء من قبل الانسان السوداني. وأضاف (لكن على السلطات السودانية أن تؤدي دورها فيما يخص دخول هؤلاء الاثيوبيين بسياراتهم وآلياتهم الزراعية وأن تتعامل بحسم مع قانونية وجودهم داخل الأحياء بمدن ولاية القضارف).

ويرى مراقبون أن ما حملته الأنباء عن تسليم جنود من الجيش الفيدرالي إلى الجانب الاثيوبي بنقطة القلابات الحدودية يمثل مؤشراً خطيراً ربما ينقل مربع الصراع إلى داخل الأراضي السودانية بيد أنهم أشاروا لفعالية التعامل للجيش السوداني مع هذه العناصر المسلحة من المجموعتين وفقاً للقوانين الدولية.
إلى جانب المخاوف الأمنية وفي ظل تلكؤ منظمات الأمم المتحدة مع توفير الدعم اللوجستي والصحي للاجئين يرى مراقبون أن تزايد أعداد اللاجئين والذي تجاوز الخمسين ألف لاجئ منتشرين في معسكري الاستقبال بمدينة حمداييت والمدينة السكنية رقم 8 ومعسكر اللجوء بمنطقة أم راكوبة جنوب شرق ولاية القضارف يمثل مخاطر كبرى على حياة المواطنين حيث اعتبر الصحفي بالقضارف محمد سلمان اختيار منطقة أم راكوبة لإقامة معسكر للاجئين من قومية التغراي اختياراً خاطئاً وخطيراً بسبب قربه من اقليم الأمهرا بالنظر للعداء التاريخي والصراع القبلي بين القوميتين والذي ساهم في تأجيج الحرب الدائرة الآن باعتبار الدعم الذي يجده آبي أحمد من الأمهرا ، ويبدو أن أوضاع مواطني ولاية القضارف ستزداد سوء على سوئها في ظل ضعف الحكومة وغياب اكتمال هياكل الحكم وهشاشة الأوضاع الأمنية بالحدود إلى جانب أزمات الغذاء ومياه الشرب ليضاف عليها استهلاك ما لا يقل عن 50 ألف لاجئ للموارد الموجودة بالولاية حيث تقوم مفوضية اللاجئين بشراء المواد الغذائية من الأسواق المحلية بالقضارف.

 

حيث ذهب عز الدين عوض الكريم المواطن بالقضارف في تصريحه إلى رسم صورة قاتمة للتدهور الصحي المتوقع بسبب انتشار مرض الإيدز والكرونا والكلازار وسط اللاجئين واحتكاكهم بالقرى المجاورة في محلية القلابات الشرقية وتسلل بعضهم إلى أحياء مدينة القضارف وغياب دور مفوضية اللاجئين عن توفير المعسكرات المؤهلة لاستقبالهم حتى الآن. وقال عز الدين (المرضى يتم علاجهم داخل مستشفى القضارف ومعسكر أم راكوبة لن يصمد في فصل الخريف بعد أربعة شهور لأن مساكنهم عبارة عن خيام ولا يوجد محطة مياه صالحة للشرب فالمحطة تم تدميرها بعد تفريغ المعسكر). وناشد عز الدين الحكومة الضغط على مفوضية اللاجئين للقيام بدورها الذي تمليه عليها المواثيق الدولية لأن واقع السودان لن يحتمل المزيد من اللاجئين.

 

القضارف: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى