“صومالاند حضرموت الساحلية” ليست صدفة!

قبل يومين أُعلنت دولة ” صومالاند ” باعتبارها كيان منفصل، ولم تحظ باعتراف سوى من إسرائيل، في إشارة واضحة إلى دورها الوظيفي. واليوم تعلن جماعة يمنية قيام دولة جديدة بعد سيطرتها على محافظة حضرموت الساحلية. ليس الأمر صدفة، إنما مخطط لإنتاج كيانات أمر واقع على هوامش الدول المنهكة، بهدف تفكيك المركز وتحطيم السيادة الوطنية.
تعمل إسرائيل عبر شبكة من الوكلاء، في مقدمتهم الإمارات العربية المتحدة، على تفكيك دول الساحل الإفريقي من الداخل، وتحويل الجغرافيا الوطنية إلى “أرخبيلات” سياسية واقتصادية قابلة للبيع والمقايضة.
وقد مارست إسرائيل، عبر وكيلها الإماراتي، هندسة سياسية ممنهجة للصراعات في دول الساحل الإفريقي، بدأت بإثارة احتجاجات خلال العقد الماضي ضد أنظمة حاكمة مختنقة بالفساد، ثم جرى استثمار الفوضى لصناعة نخب وظيفية تشرعن نهب الموارد بعقود رسمية، وتستبدل السيادة الوطنية بحكومات تابعة.
وحين استعصت السيطرة على القرار الوطني، تم الانتقال إلى اقتصاد الحرب، حيث تشعل حروب داخلية تغرق المجتمعات في الاستنزاف، وتجبرها على بيع ثرواتها بثمن بخس لتمويل استمرار الصراع. في هذا السياق تتحول الدولة إلى سوق نزاع، وتغدو الهوية الوطنية عبئ أمام حسابات الربح والخسارة.
في هذا المناخ تتكاثر كيانات الأمر الواقع، وتمتحن قابلية الساحل الإفريقي للتشظي. غير أن ثمة استثناء يربك هذا المخطط، وهو الساحل #السوداني، الذي ظل يقاوم، لا بالسلاح وحده، بل بفكرة الدولة وبمعنى السيادة الوطنية.
رشان اوشي