تحقيقات وتقارير

من داخل المنطقة الصناعية.. أطفال متفوقون يتحدون (العوارض) لإكمال تعليمهم

طموح الإنسان وعزيمته لتحقيق النجاح لا تحده حدود ولا تقف العوارض حجر عثرة في طريقه لعرقلة مسيرته.
الطموح لا يقتصر علي عمر أو نوع أو جنس بعينه، فهناك أشخاص أعمارهم كبيرة إلا أنهم يعيشون بلا طموح أو هدف في الحياة، وعكسهم تماماً نجد أطفال في مقتبل العمر إلا أنهم أصحاب طموح كبير و دواخلهم مليئة بالطاقة الايجابية لتحقيق مبتغاهم بالاجتهاد والمثابرة.

(1)
رصدت مصادر، مجموعة من الاطفال صغار السن اثبتوا تفوقهم الدارسي إلا أنهم آثروا الاعتماد على انفسهم بالبحث عن مهنة تقيهم شرور الزمن بان تكون مصدر رزق ودخل لهم وأحياناً لمساعدة أسرهم.
من خلال جولة قامت بها المصادر، داخل المنطقة الصناعية بالخرطوم التقت بمجموعة من الأطفال الذين تلطخت ايديهم بالشحوم والزيوت في سبيل تعلم مهنة مثل ميكانيكا السيارات او الكهرباء والصيانة وغيرها من التخصصات الأخرى التي ربما تدر عليهم دخلاً مادياً يقضون به متطلباتهم في الحياة من معيشة و دراسة.
(2)
ابتدر الحديث الطفل عبدالرحمن فضل الله علي كربوي الذي درس بمدرسة امدرمان الثانوية واحرز درجة نجاح عالية قائلا: (طموحي وعزيمتي في الحياة بان اعتمد على نفسي واخفف عن اسرتي بعض الشيء وأن أرد لها الجميل يوماً ما ما دمت بصحتي وعافيتي، مضيفاً (الحمدالله انني متفوق في دراستي بكل المراحل واحرزت في امتحانات الشهادة السودانية نسبة 5،77 لأن هدفي دراسة هندسة ميكانيكا في الجامعة، مختتماً (قررت أن اتعلم المهنة التي سأعمل بها يوماً ما لذا قررت الالتحاق بالعمل مع عمي في ورشته بالمنطقة الصناعية الخرطوم حتى استفيد من خبراته و يتسع أفقي لأن طموحي لا حدود له).
(3)
من جانبه قال الطفل محمد: (لقد تركت الدراسة بسبب عدم مقدرة اسرتي على دفع مصاريف الدراسة ونحن عدد من الأشقاء فكان لا بد من أن اتجه للبحث عن مهنة توفر لي مصروفات اسرتي ثم مصروفاتي الدراسية لأعاود الجلوس مرة أخرى في المقاعد الدراسية واكمال تعليمي وهو هدفي في الحياة لذا لجأت للعمل في المنطقة الصناعية التي اكتسب فيها الخبرة والمال، موضحاً (الانسان بلا تعليم لا يسوي شيئاً خاصة نحن في عهد تغيير لن يتيح الفرصة إلا لاصحاب الخبرة والشهادات).
(4)
فيما أكد الشاب متوكل الذي يبلغ من العمر اربعة عشر عاماً أنه يعمل في المنطقة الصناعية باحدى الورش تخصص كهرباء سيارات ذلك خلال الفترة المسائية بعد عودته من المدرسة مباشرة، حيث يخلع الزي المدرسي ويرتدي الابرول للبدء في العمل، مبيناً (خلال فترة الاستراحة اقوم بمراجعة دروسي وكتابة الواجب المدرسي وقبل الليل اغادر للمنزل فاخلد للنوم باكراً وهكذا حتى نهاية الاسبوع، مختتماً (رغم صغر سني ومن معي إلا أن ذلك لا يمنع أن نجتهد ونثابر من أجل تحقيق طموحاتنا وأحلامنا المشروعة).

تقرير: محاسن أحمد عبدالله

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى