تحقيقات وتقارير

“حمدوك” في باريس .. هل يلتقي عبد الواحد؟

من المقرر أن يتوجه غداً رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى العاصمة الفرنسية باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي ماكرون كانت قد حملتها السفيرة الفرنسية بالخرطوم الثلاثاء الماضي، وأكد عليها وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو الذي أنهى زيارة ناجحة للعاصمة الخرطوم استمرت ساعات التقي خلالها كبار المسؤولين وأعلن في ختام الزيارة عن دعم بلاده للسودان بما قيمته 60 مليون يورو كما عرض كذلك مساعدة السودان على إعادة بناء علاقاته مع مؤسسات الإقراض الدولية لتسوية ديونه الخارجية، وأشار إلى ضغط فرنسا على الولايات المتحدة الأمريكية لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب.
ومن المتوقع أن يجري حمدوك مباحثات مهمة مع الرئيس الفرنسي قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيشارك فيها..ومن هنا يمكن أن نقرأ مستقبل العلاقات السودانية الفرنسية على خلفية زيارة جان ايفو وكذلك الزيارة المتوقعة لحمدوك لفرنسا ولقائه بالرئيس الفرنسي ماكرون وعلى خلفية المصالح المشتركة بين البلدين؟ اذا عدنا بالعلاقات الثنائية بين الخرطوم وباريس، فإننا سندرك أن هذه العلاقات بدأت منذ بداية التوجه الفرنسي نحو إقامة علاقات مع الدول الافريقية واستمرت رغم تأرجحها فقد احتل السودان المرتبة الثالثة في قائمة شركاء فرنسا التجاريين في شرق افريقيا بعد كينيا واثيوبيا وتتركز خاصة في منشآت الصمغ العربي والأدوية والنفط وترتبط علاقة فرنسا بالدول الافريقية بمقولة قالها الرئيس الاسبق فرانسوا ميتران في ثمانينيات القرن الماضي، حيث قال إنه لا وجود لفرنسا في القرن الواحد والعشرين بدون افريقيا. وهذا ما يبدو أن فرنسا اخذته في الحسبان في تجديد علاقتها مع السودان والسعي الى الاستفادة المتبادلة.
ويرى سفير السودان السابق بالاتحاد الاوروبي نجيب الخير عبد الوهاب في فرنسا هيكلاً اقتصادياً وسياسياً وتاريخياً وثقافياً، والسودان في ظل العهد الجديد يحتاج إلى تقوية علاقاته معها باعتبارها سلسلة من العلائق ذات الطابع السياسي والاقتصادي والتاريخي, وأوضح أن العلائق التاريخية بدأت منذ حادثة فشودة التي وقف فيها الجيش البريطاني محاذياً للجيش الفرنسي بغرض الاستيلاء على السودان. أما من الجانب الاقتصادي، فيرى الخير أن فرنسا لديها دور كبير في الاتحاد الأوروبي حيث نحتاج الى تطبيع علاقاتنا به وكذلك لا ننسى دورها في ما يتعلق بمكافحة الارهاب الدولي والاسلام السياسي وقائمة الارهاب التي تضم السودان, كما أن لها علاقات دبلوماسية كبرى مع دول العالم الثالث وافريقيا. وبناء على ذلك يقول عبد الوهاب إن السودان يتطلع الى معالجة قضايا التنمية والنماء الاقتصادي والتعاون الدولي وتمتين علاقات الجوار مع عدد من الدول التي ترتبط بفرنسا ولها معها علاقات مميزة .
اما في إطار التطوير الاقتصادي، فيرى الخير أن السودان يمكن أن يستفيد في علاقاته المستقبلية معها من خلال استضافتها لنادي باريس وهو نادي الدائنين الدوليين والذي يرتبط السودان معه بقدر كبير من المديونية, مشيراً إلى أنه حتى في الجانب الثقافي فإن فرنسا لها حضور ثقافي كبير في افريقيا وفي السودان وقدر بناء على هذه المعطيات أن تعطي الزيارات من قبل فرنسا او الزيارة المتوقعة غداً من رئيس الوزراء لباريس أن تفتح آفاقاً جديدة في العلاقات الثنائية بين الدولتين .
وأضاف لفرنسا أيضاً علاقات دبلوماسية كبرى مع دول العالم الثالث وافريقيا لذلك نتطلع أن نعالج من خلال علاقاتنا معها مسألة التنمية والنماء الاقتصادي والتعاون الدولي، ويربطنا بها أيضاً الآن بحكم الجوار مع عدد من الدول التي لفرنسا علاقات مميزة بها، وزاد الخير: نحتاج ايضاً أن نتواصل وننسق مع فرنسا ونعتبر أن الزيارة التي قامت بها فرنسا ورد رئيس الوزراء يصب في اطار فتح آفاق جديدة في العلاقات معها.
لم يختلف خبير العلاقات الدولية البروف عبدالوهاب الطيب عن الخير كثيراً في استشراف علاقات السودان وفرنسا نسبة لوضع السودان المهم والذي دفع بتنافس الدول الغربية ونفوذها عليه خاصة الدول الكبرى مثل فرنسا والسويد التي يتواجد وزير خارجيتها الآن بالسودان وتوقعات بزيارة الروسي والبريطاني لخصوصية السودان والادوار التي يقوم بها في المحيط الاقليمي على الادوار الدولية وجودها في المنطقة كمنطقة القرن الافريقي والبحر الاحمر، كما أن هناك اهمية ايضاً للسودان في منطقة الساحل والصحراء التي تضم اكثر من سبعة عشر دولة وتوقع الطيب ترتيبات لشرق اوسطي وقرن افريقي قادم وهذا ما يؤدي لتنافس روسي فرنسي امريكي على الموانئ البحرية والبرية من اجل الموارد خاصة الذهب الذي قال ان فرنسا تضع عينها عليه, ومكافحة الهجرة غير الشرعية والارهاب، ففرنسا تبحث كذلك عن موطئ قدم لها في المنطقة وتوقع الطيب ان ينجح السودان في اطار الحكومة الجديدة في عمل سياسة خارجية بشكل متوازن مع الدول الاوروبية ليستفيد من الفرص كل هذه الدول وأن يصبح صديقاً لها مما يعزز هذه العلاقات. وقال إن أهمية السودان بالنسبة لفرنسا تاتي ايضا من خلال قربها من الوجود الفرنسي في غرب افريقيا خاصة تشاد وجييبوتي وقواعدها العسكرية في المنطقة وامن البحر الاحمر. وبالمقابل هناك جانب آخر في الزيارة غير معلن، فأكبر رافض للجلوس مع الحكومة هو عبد الواحد محمد نور المستقر حالياً في فرنسا، وقد لا تخلو الزيارة من تنسيق للجلوس معه لإقناعه بالسلام، ليصطاد حمدوك اكثر من عصفور بحجر زيارة واحدة..!!

تقرير: سناء الباقر

الخرطوم: (صحيفة الإنتباهة)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى