محمد وداعة

مشاركة .. أبناء الاسلاميين !

تدوالت أوساط الاسلاميين أنباء عن مشاركة (29) من أبناء قيادات الدولة في الحراك الذي إشتد أواره من 26 يناير 2019 ، وأبلغ مصدر موثوق أن 29 من أبناء قيادات الدولة، والمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية وكذلك أبناء قيادات من جهاز الأمن والمخابرات، التحفظ خلال الاحتجاجات التي انطلقت في عدد من المدن ورجحت مصادر موثوقة ان العدد تجاوز (200) من ابناء القيادات الاسلاميين خلال الاسبوع الماضي

وقال المصدر، إن الإجراءات والتحقيقات معهم تتم مثلهم وبقية المعتقلين والناشطين السياسيين وأشار إلى أن بعضهم اعتقلوا خلال اعتدائهم على أفراد من الأجهزة النظامية، التسريبات تقول ان مواقع القيادات التي شارك ابناءها و بناتها في الاحتجاجات يشغلون مواقع حساسة في الدولة ، ورتب قيادية في الاجهزة النظامية ، هذه المشاركات تمت في العاصمة و الولايات ، بالاضافة الى مشاركة كوادر من المؤتمر الشعبى بوضوح في هذه الاحتجاجات .

و بينما تحاول هذه القيادات التكتم على مشاركة ابناءها في الاحتجاجات ، اتضح لي من خلال بحث استقصائي مسنود بوقائع و روايات ، ومقابلة مع ثلاثة منهم ، انهم شاركوا بصفتهم مواطنين مع رصفائهم و زملاءهم الشباب و بقناعة تامة في فشل الحكومة في توفير ضروريات الحياة من خبز ووقود و دواء ، مؤكدين باصرار وعزمهم على مواصلة المشاركة في الاحتجاجات المطلبية ، و أنهم غير معنيين بما يفعله آبائهم و آمهاتم و إخوانهم ، و منهم من قال بحسرة إن والده ( والدته ) مغلوبون على أمرهم ، وأن من يحكمون البلاد هم فئة قليلة تتحكم فى كل شيء و مسؤولة عن كل شيء على حسب تعبير بعضهم.

للوهلة الأولى ربما تبدو هذه المواقف مصطنعة أو بتأنيب ضمير أو عقدة ذنب ، و لعل البعض يقول إنها بغرض تلوين الاحتجاجات بصبغة اسلامية ، ليخرج الآباء بالباب ليعود الابناء من الشباك ، و الحقيقة التي توصلت اليها منذ البداية ان هؤلاء لا علاقة لهم بالاسلاميين ، و لا ينتمون للمؤتمر الوطني او الحركة الاسلامية ، هؤلاء مثل بقية الشباب.

لا شك أن هذا السلوك من أبناء القيادات الحكومية النافذة شكل لهم صدمة كبيرة ، وهزيمة نفسية قاسية ، لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها ، وهذا يشير إلى أن بعض القيادات من الاسلاميين يعيشون في عزلة حتى داخل بيوتهم ، و ذوي القربي و اطراف اسرهم يلعنونهم صباحاً ومساء ،

أما مئات الآلاف من الذين تجنسوا في سنين الانقاذ ، قانوناً أو تجاوزاً فهم في حيرة من امرهم ، منهم من يناصر الحكومة باعتبارها حكومة اسلامية ، و بعضاً يقف مع المعارضة ضد الحكومة و لا يرى فيها ذرة من اسلامية ، و غالبهم في منزلة بين المنزلتين ، لقد افرزت الاحتجاجات ظواهر كبيرة و هامة يجب تحليلها و دراستها و استخلاص دروسها ، و إعادة قراءة المشهد في الشارع من جديد.

نواصل

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى