أبرز العناوينرأي

ما وراء هبوط الرئيس السوداني “المُفاجئ” بدمشق

زيارة الرئيس البشير إلى دمشق ليست بتلك الغرابة التي أظهرتها معظم الوكالات الإخبارية، إلا أن يكون مكمن الدهشة في نعتها كزيارة تاريخية لأول زعيم عربي يكسر الحصار مع نظام الأسد ويزور سوريا منذ نشوب الأزمة في مارس 2011.

 

ولكن علاقة الخرطوم مع دمشق، لم تنقطع يوماً منذ نشوب الصراع في سوريا قبل سبع سنوات، فلم تغلق السفارة السورية في السودان يوماً، كما لا زال علم السودان يرفرف فوق سفارته بدمشق، ويحتضن السودان أكثر من مائتي لاجئ سوري بحسب إحصائية غير رسمية.

ولم يخف السودان علاقته الوطيدة بالنظام السوري، فقد أعلن “البشير” قبلها صراحة وقوفه مع الأسد خلال لقائه ببوتين بمدينة سويتشي في نوفمبر العام الماضي، قائلاً: “أن مواقفنا في سوريا متطابقة ونحن نرى أن السلام غير ممكن من دون الأسد”.

 

وهذا التقارب سهل على العديد من المواطنين السوريين، الحركة والخروج بشكل آمن إلى السودان، ومن السودان إلى بعض دول العالم، فالنظام السوري لا يمنح تأشيرة خروج رسمية إلا لدول قليلة جداً من بينها السودان.

وقد سعدت بحديث أحد الإعلاميين السوريين من مذيعي قناة الجزيرة، عندما حكى لنا كيف تمكن من لقاء والده ووالدته وإخوته بعد فراق دام 10 سنوات، بالسودان كأفضل بلد يُمكن أن لا تشعر فيها تعيش كلاجئ أو في غُربة.

 

كما أن المعادلة السياسية قد تغيرت تماماً في التعامل مع نظام الأسد، فقد استمعت السعوديّة جيّداً قبل أشهر، لحُلفائها الإماراتيين، والمصريين بخُصوص تخفيف حدّة العداء مع سورية، فنظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مُتوافق تماماً مع نظيره السوري، وتجمع البلدين علاقات جيّدة، كما تحفّظت مِصر على المُشاركة بأيِّ أعمالٍ هُجوميّة، يُمكن لها أن تُؤدِّي للاصطدام بالجيش السوري، شقيق العُروبة مع الجيش المصري تاريخيّاً.

 

والمُفاجأة الكُبرى في العلاقات السوريّة- السعوديّة، هي التي فجّرها الكاتب السعودي في صحيفة “سبق” ماجد المالكي، حين أعلن في تغريدةٍ عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، عودة الرحلات بين سورية والسعوديّة، وذلك عبر الحُدود الأردنيّة، وسيُسيِّر هذه الرحلات كما أعلن المالكي مكتب سفريّات في جدّة، في أوّل رحلة باص عائلات- أفراد، وهو ما اعتبره البعض قمّة المُفاجآت في الشأن السوري، وحتى تنشيطاً للاقتصاد السوري بشكلٍ أو بآخر.

وفي منتصف نوفمبر الماضي وتحت هذا العنوان “الإمارات تعيد دبلوماسييها إلى دمشق” كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول إنهاء دول الخليج الجدال حول شرعية بشار الأسد، لمصلحة استعادة العلاقات مع دمشق.

 

فزيارة الرئيس البشير المفاجئة إلى دمشق ظهر الأحد، قد جاءت في أجواء “غزل عربي وأمريكي” لنظام الأسد، وليست في معزل عن ذلك، والسودان هو البلد الأكثر حميمية مع سوريا، مما يؤهله لقيادة تسوية سياسية جديدة ليست في معزل عن الأسد مثل سابقاتها من المبادرات التي لم تحقق النجاح، يقوم بها البشير بالتنسيق مع روسيا لصالح أمريكا والخليج، تقر بالواقع والاعتراف بشرعية الأسد، وإعادته إلى الجامعة العربية وقطع الطريق في إستخدامه كمخلب قط من قِبل إيران.
أبومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



‫2 تعليقات

  1. البشير هو نفسه لا يعرف ماذا يريد ، البشير خالي أفق سياسي ، وإلا لما حدث ما نراه من الأزمات الطاحنة في السودان اليوم ، ماذا يستفاد من زيارته إلى سوريا أو روسيا البيضاء أو حضوره عيد القوميات في أثيوبيا ، هو يريد أن يشعر العالم من حوله أنه موجود وأن بلاده وشعبه في وضع طبيعي.

زر الذهاب إلى الأعلى