تحقيقات وتقارير

هل تحسم تدخلات (قوش) مظاهر الفساد؟

وعد مدير جهاز الأمن صلاح قوش بترتيبات حاسمة لإغلاق الباب أمام الفساد وضبط المتلاعبين بموارد الدولة. ومع أن مدير جهاز الأمن لم يكشف ماهية هذه الترتيبات لكنها عدها كافية لإغلاق الباب نهائياً أمام الفساد. في وقت يقطع فيه متابعين أن تدخل جهاز الأمن في المشهد الاقتصادي من شأنه ضبط إنهاء حالة الفوضى بالبلاد.

ما هو بائن أن الدولة لا تكاد تخرج من أزمة إلا وتطل أزمة جديدة برأسها، ومثل الثلاثي (الخبز، الوقود والسيولة) أس الأزمات التي تعاني منها البلاد منذ مطلع العام الحالي، ويرجح خبراء إلى أن بعض الفئات مستفيدة لحد كبير من هذه الأزمات، كما أن فئة أخرى شريك أساسي في اختلاق هذه الأزمات.. ولحد كبير يدرك جهاز الأمن هذه التفاصيل، وهو عين ما أكده مدير الجهاز صلاح قوش بالإفصاح عن وضع رؤية مع الجهات المختصة حول كيفية الخروج من الأزمة الاقتصادية، (مؤكداً أن البلاد على أعتاب الخروج من هذه الأزمة بشكل نهائي).. وبلا شك فإن الرؤية التي قال قوش انهم وضعوها مع الجهات المختصة لها بعد أمني، يتمثل في المساءلة والمحاسبة الفورية لكل من يريد العبث بموارد البلاد.

أوجه العبث

ويحصر مراقبون أوجه العبث الذي عناه مدير جهاز الأمن، في التهريب بأشكاله المختلفة، (الوقود، الذهب، والدقيق).. والأصناف الثلاثة هذه لديها تأثير مباشر على الأوضاع اليومية للمواطنين، وسبباً أساسياً في تفشي الفوضى.. ومن هنا يتنبأ مراقبون بنجاح كبير لجهاز الأمن حال بدأ فعلياً في إغلاق هذا الباب، ويمثل مطار الخرطوم والنقاط الحدودية مع دول الجوار، المنافذ الأبرز للتهريب.

أوجه الحسم

لحد كبير أبدى قطاع كبير من المواطنين عدم رضاهم عن حسم العديد من ملفات الفساد بالتسويات، لكن رئيس الوزراء معتز موسى، عزا في تصريحات سابقة، سبب اللجوء للتسويات في قضايا المال العام بعدم وجود الأدلة الدامغة ضد المتهم، ما يفتح الباب لقبول التسوية. لكن مراقبون يرون أن السلاح الذي يستخدمه جهاز الأمن سيكون أكثر فاعلية لجهة أنه يمتلك كافة المعلومات التي قد تدين أي متلاعب بموارد البلاد.

قبل نحو شهر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر نزول أفراد من جهاز الأمن لمراقبة المخابز بالخرطوم، تزامن ذلك مع توفر مفاجئ للخبز بالولاية، الأمر الذي دعا نشطاء على مواقع التواصل لإطلاق مناشدة لجهاز الأمن والمخابرات بمراقبة قطاع المواصلات لحسم الفوضى هنالك.

وبالعودة إلى الأزمات الاقتصادية التي ضربت البلاد، فإن بعض هذه الأزمات بحسب مراقبين (مفتعلة) ليس بدافع سياسي وإنما بدافع ربحي فقط، حيث قفزت أسعار جالون البنزين في السوق الأسود بولاية الخرطوم إلى مائة جنيه وجالون الجاز إلى ثمانون جنيهاً، يحدث ذلك بينما طلمبات الوقود فارغة، الأمر الذي يدعو للحيرة، كيف ذهب هذا الوقود إلى السوق الأسود، مثل هذه المظاهر هي ما عناها مدير جهاز الأمن في كلمته وتعهد بحسمها، ليس بعيد عن ذلك، تحول الخبز إلى سلعة تباع خارج المخابز بأسعار مضاعفة، وقال متابعون أن البعض يقوم بشراء كمية كبيرة من الخبز ليبيعه (سوق أسود) مستفيداً من الأزمة لأقصى حد.

هذه المظاهر وصفها صلاح قوش بالمضرة بالاقتصاد، وقال إنهم سيشهرون سيفهم لإيقافها، في وقت يرى فيه مراقبون أن اختفاء هذه الظواهر من شأنها إنهاء الأزمات التي استطال أمدها وخرجت عن المألوف، فهل ينجح جهاز الأمن والمخابرات في بتر أي مظاهر تعيق انسياب الخدمات للمواطنين، أم أن تلك الأزمات تصنعها قوى تفوق مقدرات جهاز الأمن نفسه؟!

تقرير: الطيب إبراهيم

الخرطوم: (صحيفة مصادر)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى