تحقيقات وتقارير

جرائم (الأقارب) .. الخرطوم تحبس أنفاسها !!

 

في وقت ما وصفت العاصمة الخرطوم بالمدينة الآمنة ، وعرفت بأنها من أكثر المناطق بعداً عن الجرائم الغامضة ، إلا أن الأوضاع تغيرت وأصبحنا نسمع ببعض الحوادث من بينها إختطاف الأطفال وحالات الإغتصاب ، إضافة إلى السرقات اليومية ، وإلى هنا كان الأمر عادياً ، حتى بتنا نسمع يومياً عن مجزرة ما راح ضحيتها أفراد من الأسر على يد الأقارب ، وتحولت حالة الأمان إلى عدم إستقرار نفسي ، وساعدت الأسافير ووسائل التواصل الإجتماعي في إزدياد حالات الهلع والخوف وسط (البيوت السودانية) التي كانت تنعم بالأمان .

 

(1)

خلال هذا العام وقعت الكثير من جرائم القتل المخيفة إن جاز التعبير ، من بينها الواقعة الشهيرة وهي مقتل ربة المنزل أديبة والتي خرجت لشراء الخبز من أحد المخابز بالقرب من مسكنها بحي أبو آدم في الخرطوم ووجدت بعد ساعات مقتولة ومشوهة في مكان بعيد عن مسكنها ، ولم تعرف تفاصيل الواقعة بالرغم من مرور وقت على حدوثها ، حتى حملت الأخبار في الأسابيع الفائتة تفاصيل إلقاء القبض على زوجها وشخصين آخرين من ثم إطلاق سراحهما بعد حبسهما لفترة من الزمن بحراسة العمليات بمباني التحقيق الجنائي في بحري ، بعد أن أكد لهم النائب العام أن لا أدلة ثابتة ضد الرجل ، وأن كل البيانات المتوفرة ليست كافية ، لذلك تم إطلاق سراحه .

 

(2)

جريمة أخرى هزت عرش مجتمع متماسك متعايش بالحب والسلام ، وهي مقتل زوجة مهدي الشريف رجل الأعمال المعروف والتي لقيت حتفها على يد زوجة إبنها .. وتعود التفاصيل إلى أن الشريف في يوم الحادثة عاد إلى منزله بعد صلاة العشاء وتفاجأ بأن باب الشقة الخارجي مغلق وأتصل على زوجته أكثر من مرة ولم ترد على الهاتف ، وليس من عاداتها أن تغلق الهاتف أو الباب ، وبعد دخوله إلى المنزل تم إكتشاف الجريمة التي كانت صدمة للأسرة .. وفي إفادته للمحكمة قال مهدي ، أن المتهمة دار بينها وبين زوجها خلاف قبل عام وأستطاع التدخل وحل الخلاف وأرجعها إلى منزلها ، ولم يسأل عن سبب الخلاف لأنه أمر طبيعي ، وأضاف: سبق ان دار نقاش بينها وبين المجني عليها ، حيث طلبت المتهمة من المجني عليها أن تسلمها مفاتيح الطابق الأرضي الخاص بها لكي تستغله في دراستها وذلك أثناء سفر المجني عليها وزوجها إلى الحج ، لكنه أكد أن تلك الأسباب لا يمكن أن تؤدي للإقدام على هذه الجريمة التي ما زالت تدور أحداثها داخل ردهات المحاكم .

 

(3)

في الثلث الأول من أبريل الماضي ، كان الأمر مختلفاً تماماً ، تمنى الكثيرون أن تكون هذه (كذبة أبريل) ، إلا أن الجريمة التي راح ضحيتها أربعة من أفراد أسرة واحدة بمدينة المسلمية كانت حقيقة وواقعاً ، تسبب في صدمة نفسية لأهل البلد التي عرفت بالتسامح ، إذ نفذ حفيد العائلة أبشع جريمة قتل لم يتوقع أكثر المتشائمين أن يكون مرتكب الجريمة من داخل المكون الأسري ، لأن الأسرة (الضحية) عرف عنها دماثة الخلق وعلاقاتها الطيبة بالمنطقة ، لكن الحفيد خيب الظنون وأتى بفعل غير متوقع بل ربما مستحيل نسبة لعلاقته القوية بأسرته التي قتلها ، ثم عمل على حرقها وغادر إلى الخرطوم ، ثم ما لبث أن عاد مجدداً لأداء واجب العزاء ، إلا أن عين الشرطة الساهرة لم تغمض وتوصلت إلى أول خيط قاد لإكتشاف المتهم … وقام مدير شرطة ولاية الجزيرة اللواء د.علي الطيب مصطفى بعقد مؤتمر صحفي عقد بود مدني في اليوم الثالث من العزاء ، معلناً عن القاتل ، لافتاً إلى أن دوافع الجريمة مادية ، حيث سرق المتهم (57) ألف جنيه وبعضاً من الذهب بغرض الحصول على المخدرات ، وكشف عن أن المتهم نفذ الجريمة تحت تأثير المخدرات بتعاطيه لـ(3) حبات من الترامادول ، وأكملت الشرطة التحريات حول الواقعة والتي من المؤمل تبدأ أولى جلساتها الأيام القادمة تمهيداً لتقديمه للمحاكمة .

 

(4)

جرائم وصفت بالمخيفة ، الشيء الذي يعكس وجود مشكلات كبيرة داخل الأسر ، إذ أن كل الجرائم تمت مع سبق الإصرار والترصد ، كان آخرها قتيل حي الروضة التاجر ، إذ فوجئ سكان حي الروضة في منطقة كرري بوقوع جريمة بشعة هزت أركان الحي الأمدرماني الهادئ ، حيث عثر الأهالي على جثة الشاب العشريني والتاجر بسوق ليبيا مضرجاً بدمائه داخل عربته ليتضح لاحقاً أنه أردي قتيلاً بواسطة سلاح ناري أخترقت طلقاته رأسه وألحقته في ساعته إلى الرفيق الأعلى .

 

وأكدت شرطة ولاية الخرطوم على لسان مديرها بالإنابة اللواء شرطة حقوقي سر الختم عثمان نصر إلقاء القبض على المتهم الرئيسي وهو أحد أقرباء القتيل وقد إرتكب الجريمة بدافع شخصي ، نافياً أن تكون الواقعة ناجمة عن جريمة نهب في الطريق العام أو لجريمة أخلاقية .

 

تحقيق: تفاؤل العامري

الخرطوم (السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى