تحقيقات وتقارير

لقاء .. (الميرغني – قوش) .. ما لم يأتْ في (الجازيتا) الرسمية

تحت أنظار راعي الطريقة الختمية السيد علي الميرغني الذي توسطت صورته جدارن صالون فخيم في أحد أحياء العاصمة المصرية الفخيمة، التقى نجله مولانا محمد عثمان، بمدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، صلاح عبد الله الشهير بـ (قوش).

ويأتي اللقاء بوقتٍ يحتاج جدار علاقات الحزب الاتحادي الديمقراطي والحكومة من يقيمه بعد أحاديث كثيرة بأنه على وشك أن ينقض بفعل شكاوى قادة الحزب من أوضاعهم الحكومية، وذلك من لدّن مساعد الرئيس الأول الحسن محمد عثمان الميرغني، مروراً بكامل الطاقم المشارك في الحكومة تشريعياً وتنفيذياً.

جدير بالذكر أن (قوش) لم يأت وحده، وإنما تأبط كل من سفير السودان لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم، ونائبه الوزير المفوض إدريس محمد علي، وأجروا مباحثات طابعها السرية، وإن كانت وسائل الإعلام ستخرج علينا بأن اللقاء تناول الأوضاع في البلاد، ودور الحزب الاتحادي الديمقراطي في المرحلة المقبلة، مع تثمين جهود مولانا الميرغني في الحفاظ على الاستقرار في السودان.

هذا عما تقوله الجازيتا الرسمية عادة، فما الذي جرى حقيقة في اللقاء ولو من باب التكهنات.

زيارة عادية

على منصبه الرفيع، والرفيع جداً، ينظر بعض القادة الاتحاديين إلى (قوش) باعتباره أحد أتباع الطريقة الختمية التي لطالما كانت الذراع اليمنى للاتحاديين، ورصيدهم الانتخابي الذي لا مثيل له ولا نظير سوى عند (الأنصار) المؤيدين لحزب الأمة.

وسبق أن شاع على نطاق واسع، أن (قوش) أعلن انضمامه للطريقة الختمية التي يتزعمها مولانا محمد عثمان الميرغني، بمبايعته لقطبها وإمامها في منطقة مروي، تاج السر ود إبراهيم. بيد أن الخبر سرعان ما تهاوى بتأكيد قوش أنه لا يحمل في عنقه سوى بيعة وحيدة كانت للرئيس البشير في العام 1989م.

ولكن المؤكد أن مدير الأمن يكن احتراماً كبيراً للطريقة الختمية سواء كان ذلك لآصرة الدم، أو المنطقة، وحتى لنزوع السودانيين إلى الإسلام المتصوف ذو النزعة المتسامحة.

وينوه القيادي البارز في الحزب الاتحادي الديمقراطي، وعضو الهيئة القيادية، ميرغني مساعد، في حديثه مع (الصيحة) الصادرة يوم الثلاثاء إلى حالة الاحترام التي يكنها قوش للسادة الختمية، وقد تكون أحد الأسباب الرئيسة، مع وجود بقية أسباب، للزيارة التي جرت مؤخراً في مقر إقامة مولانا الميرغني.

دواعي

إذاً، وبمـنأى تام عن لغة الأخبار الرسمية، ما هي دواعي لقاء (قوش – الميرغني).

يقول ميرغني مساعد، إن الميرغني درج على التقاء القادة السياسيين، والمسؤولين الحكوميين في مقر إقامته بالقاهرة. وتوقع أن يكون اللقاء قد بحث ضمن أجنداته مسألة إطلاق الحريات العامة، ووقف الاعتقالات التعسفية، لا سيما وأن الزائر يحمل صفة مدير الأمن.

علاوة على ذلك يعتقد مساعد أن اللقاء بحث مسألة الأوضاع الحالية في البلاد، وعلى رأسها الوضع المعيشي، بجانب النظر إلى القضايا المؤسسة للمستقبل.

ويشارك الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، في حكومة الوفاق الوطني، بعد أن حاز المركز الثاني في انتخابات العام 2015، ويحوز على نسبة مقدرة في البرلمان، ومناصب تنفيذية رفيعة.

وجهة مغايرة

بيد أن المحلل السياسي، محمد نورين، ذهب باللقاء إلى وجهة مغايرة، بالإشارة إلى أن اللقاء يوضح عن حمل (قوش) لرسالة إلى مولانا الميرغني، بشأن المرحلة المقبلة التي تبتغي الحكومة فيها توافقاً سياسياً حول الدستور والانتخابات.

مؤكداً أن حصول الحكومة على تعهدات من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بالمشاركة في الانتخابات، والتأكد من عدم ممانعتهم إجراء تعديلات على الدستور، كفيل بتمهيد الطريق إلى الانتخابات بما يشبه الإجماع لا سيما إن حزب المؤتمر الشعبي في مواقفه قريب جداً من المشاركة في الانتخابات المقبلة، حيث تنتاب الحزب مخاوف جدية من تكتل القوى المعارضة ذات النزعة اليسارية لإقصاء الإسلاميين من السلطة، مستشهدين بخروجهم الشهير من تحالف قوى الإجماع الوطني بعد مواقفه من إزاحة الرئيس المصري محمد مرسي من سدة الحكم.

وكان وزير الخارجية السابق، والقيادي البارز في الحزب الحاكم، بروفيسور إبراهيم غندور، أكد قبيل انتخابات 2015 أن مشاركة الثالوث الجماهيري (الوطني، الشعبي، الأصل) يمنح الانتخابات زخمها المطلوب لا سيما أن الضلع الوحيد الناقص في هذه المعادلة هو حزب الأمة القومي بقيادة الأمام الصادق المهدي.

ويشير نورين إلى أن اصطحاب قوش للسفير عبد المحمود عبد الحليم يدلل على أن اللقاء ربما ناقش مخاوف الأصل من دخول الانتخابات المقبلة، خاصة مع تضجر وزرائه من المشاركة ذات الطبيعة الشكلية.

قريباً من القصر

على كلٍ، فإن لقاء (قوش – الميرغني) وإن كان في إطار الزيارات الاجتماعية، فهو يقطع الطريق أمام دعاة الخروج من الحكومة الحالية، ومقاطعة الانتخابات المقبلة.

فالأصل إلى يومنا هذا يفضل إصلاح الحكومة من الداخل وإن كان طابع قادته الحكوميين التضجر والشكوى، وما أدّل على ما ذهبنا إليه من بعده عن كافة الكيانات المعارضة التي ترى الحل بالإطاحة بالحكومة الحالية بأصلها وصورها.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى