تحقيقات وتقارير

اجتماعات الأيام الخمسة (نداء السودان).. خيارات عديدة واحتمالات مفتوحة

بعد اجتماعات مطولة بالعاصمة الفرنسية باريس، استمرت لمدة خمسة أيام متتالية، أصدر تحالف (نداء السودان) بياناً صحفياً أعلن خلاله جملة من القضايا التي ناقشتها الاجتماعات، ورأي التحالف في عدد من القضايا، على رأسها الأوضاع الاقتصادية والسياسية، والمسألة من المشاركة في انتخابات العام 2020م، كما جرى توصيف للعلاقة بين (نداء السودان) و(الجبهة الثورية).

الانتخابات

تصدرت الانتخابات قائمة أجندة القضايا المطروحة في اجتماعات نداء السودان. وقال التحالف إن الانتخابات استحقاق ديمقراطي ووطني وانساني. بيد أنه وعقب نقاشات مستفيضة توصل التحالف إلى أن للانتخابات استحقاقات واشتراطات لا بد من توفرها قبيل خوضها وتشمل ضمانات لأن تكون العملية حرة ونزيهة وتحقق الانتقال لنظام ديمقراطي. وبالعودة إلى هذه الجزئية يمكن القول إن مشاركة نداء السودان في الانتخابات مشروطة بتوفر الضمانات عاليه.

ويلمح بيان النداء إلى جبهة تحالف عريضة، واصطفافاً سياسياً واسعاً في حال تحققت شروط خوض الانتخابات، باعتبار ذلك إحدى وسائل المقاومة السلمية. وبحسب مراقبين يتوقع أن يكون حزب الأمة القومي على رأس التحالف السياسي الجديد من أجل خوض معركة الانتخابات القادمة.

قضايا أخرى

أيضاً تناولت اجتماعات نداء السودان قضايا تعديل الدستور، حيث أكد البيان رفض إجراء تعديلات جديدة على الدستور، بل ومقاومة أية محاولات لتعديله.

أيضاً طالب البيان الختامي من قوى المعارضة أو بالأحرى من مكونات نداء السودان بالابتعاد عن لغة التخوين ومعارضة المعارضين واعتماد مبدأ القواسم المشتركة.

ما وراء التحولات

التحولات التي طرأت على مواقف نداء السودان مثل قبول الانتخابات كواحدة من أدوات العمل السلمي عطفاً على مناقشة الأوضاع الاقتصادية، هذه التحولات يقول المحلل السياسي، عبد الله آدم خاطر، إن تحالف نداء السودان أصلاً تحالف عمل مدني، وليس تحالفاً مسلحاً، ولذا من البديهي جداً أن يقبل بخيار الانتخابات باعتبارها واحدة من أدوات العمل السلمي، لذلك ليس مستغرباً أن ينادي التحالف بخوض الانتخابات القادمة.

ويضيف خاطر في حديثه مع (الصيحة) إن التحالفات السياسية المدنية دائماً ما تفضِّل الوصول للسلطة عبر الطرق والسُبل الديمقراطية.

ضغوط خارجية

حول إمكانية ممارسة المجمتع الدولي لضغوط على تحالف نداء السودان من أجل خوض الانتخابات، يقول خاطر إن المجتمع الدولي يشجع العملية السلمية، والانتخابات واحدة من أدوات العملية السلمية، وربما قام المجمتع الدولي بممارسة ضغوط على نداء السودان من أجل خوض الانتخابات، وربما مارس ضغوطاً أخرى على الحكومة من أجل أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة.

مردفاً أن المجتمع الدولي يُسهم بشكل كبير في دعم التحولات الديمقراطية في قارة افريقية، والسودان واحد من البلدان الافريقية التي تحظى بالاهتمام الدولي، ولذا من الطبيعي ان يحرِّض المجتمع الدولي الطرفين (حكومة، ومعارضة) على قيام الانتخابات.

بالإكراه

في ذات السياق يقول المحلل السياسي، والكاتب الصحفي، عبد الماجد عبد الحميد إن بعض الضغوط الخارجية مورست على نداء السودان بغرض القبول بالتحول السلمي. قائلاً لـ(الصيحة) إن المجتمع الدولي أصبح محبطاً من الخيار العسكري، ويرفض الاستمرار في دعم العمل العسكري لأن الأمر سيخلق نوعاً من الأزمة.

وزاد أن الخيار السلمي خيار عقلاني ويصب في مصلحة الحكومة ونداء السودان. مشيراً إلى أن نداء السودان وجد نفسه مضطراً للقبول بالخيار السلمي بعد أن وجد ألا خيار أمامهم غير التحول من العمل العسكري للعمل السلمي بعد استنفاذ كل الخيارات وتوقف دعم المجتمع الدولي.

البحث عن قواعد

معلوم أن تحالف نداء السودان يضم عدداً من القوى المدنية والمسلحة التي تقر العمل المدني، وبالتالى فإن التحالف يملك رصيداً بشرياً جيداً في حال توافق على مرشحيه. بيد أن تساؤلات تثور حول قدرة التحالف على استقطاب اللامنتمين، أو المنتظمين في أحزاب ثانية لبرامجه ومرشحيه حال خاض غمار انتخابات 2020.

عن ذلك يقول عبدالله آدم خاطر إن جزءاً من مكونات نداء السودان ظلت لسنوات طويلة بعيدة عن العملية السلمية، ولكن على الشعب السوداني أن يتحمَّل مسوؤلية التحول الديمقراطي والتقلبات السياسية ، مبيناً أن الرأي العام ربما يدعم مشاركة نداء السودان في الانتخابات، وسيكون الرأي العام بمثابة منصة للانطلاق صوب القواعد.

تباين وجهات النظر

حمل بيان نداء السودان الأخير عدة وجهات نظر، منها ترجيح خيار الانتخابات، في ذات الوقت ثمة فصائل منضوية تحت لواء التحالف ترغب في الاستمرار في الكفاح المسلح، مثل الجبهة الثورية، الأمر الذي يجعل تماسك التحالف على المحك.

يقول المحلل السياسي د.الرشيد محمد إبراهيم إن تحالف نداء السودان يشهد تباينات في وجهات النظر، فبعض مكوناته ترغب في استغلال الفرص السياسية من خلال خوض الانتخابات، وقوى ثانية تتمسك بخيار الكفاح المسلح.

مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) الصادرة يوم الثلاثاء أن هنالك تياراً راديكالياً مازال راغباً في استمرار العمل المسلح مثل حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، الأمر الذي يجعل مستقبل التحالف على المحك.

متوقعاً تفكك نداء السودان بسبب الانقسام حول المشاركة في الانتخابات. ومضى قائلا إن مالك عقار، وياسر عرمان، والصادق المهدي، وجبريل ابراهيم، سيقبلون بالخيار السلمي، فيما يرجح رفض مني اركو مناوي، وعبد الواحد نور، لذات الخيار وتفضيلهما الاتكاء على البندقية، الأمر الذي سيؤدي إلى انشقاقات، وإن كان في غالب الأمر أن تتجه جُلَّ مكونات التحالف إلى خيار صندوق الاقتراع.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى