تحقيقات وتقارير

استقبال الولاة .. ياسر يوسف .. (الشمالي) على السجادة الحمراء

كنجم هووليودي حائز على (الأوسكار) أطل ياسر يوسف من على السجادة الحمراء في تدشينه أولى خطواته بالولاية الشمالية، وذلك ما ساء بعض كائنات فيسبوك (الأزرق)، ممن قالوا هي (البدايات التي تقود إلى النهايات).

وبين اللونين الأحمر والأزرق، تبارا مؤيدو ومنائو الوالي، حيث قال أصدقاءه وخلصائه ممن خبروه إن الاستقبال الذي حظي به محض مرسوم بروتكولي لم يكن له في يد وليس كافياً بإطلاق أحكام سالبة بحقه، بينما يقول (الزرق) في تطبيقات التواصل الاجتماعية إن ياسراً المبعوث من قبل الرئيس قد تلبس لبوس الرئيس نفسه، فسار فعزف له النشيد الوطني وتفقد طابور الشرف وتقدمه حامل سيف، وبالتالي هو يدشن ولايته بطريقة استعلائية.

الاعتيادي والاستثنائي

ابتعث البشير ولاة كثر إلى الولايات إثر التعديل الحكومي الجديد، ولكن اكثرهم كفلاً بالحفاوة والانتقادات فكان والي الشمالية ياسر يوسف.

الوالي الذي كان يشغل منصب وزير الدولة بالإعلام، كان في وداعه بمطار الخرطوم، وزير الإعلام أحمد بلال، ووزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار، ووزير الدولة بالاتصالات إبراهيم الميرغني.

أما في استقباله بمطار دنقلا، فلم يكن بسيطاً بالمرة، حيث كان في مقدمته قائد المنطقة العسكرية، وطابور شرف رفيع، وفرش منبسطة، وموسيقى تبعث على الفخر و(الإنبساط).

بينما كان استقبال معظم بقية الولاة اعتيادياً، مجرد قيادات الحكومة متراصين على مقربة من الطائرة، يسالمون وأحياناً (يقالدون) الوالي الجديد، في دليل على البشاشة السودانية، وإن كان البعض يأتي ومعه اجندات لاحتواء الوالي الجديد.

المهم أن ذلك الاستقبال العادي، ينتهي في صالة كبار الزوار في الولاية، ومن ثم إلى مباني أمانة الحكومة، وبعد بالتعريف ببعض المقرات الرئيسة بما فيها مقر ومستودع سكن الوالي وأسرته.

دفوعات

استنكف رئيس تحرير صحيفة “مصادر” وأحد مرافقي ياسر في رحلته لتسلم مهامه بالولاية الشمالية، الأحاديث الناقدة للوالي وتصوره على أنه يتعمد الظهور بطاؤوسية أو كوالٍ في البلاط العباسي يصرف الأموال أنا شاء.

يقول عبد الحميد في رسالة طوافة على مجموعات الصحافيين، إن والي الشمالية رفض ابتدار حقيبته باستئجار طائرة مدنية تكلف خزينة الولاية ما تكلف، وبالتالي كانت الطائرة التي أقلتهم عسكرية من نوع (انتنوف) تم توفيرها عبر اتصالات خاصة مع وزارة الدفاع.

أما بخصوص مراسم الاستقبال فأرتاى عبد الماجد أنها اعتيادية جداً، ومعمول بها مع الأشخاص الذين يمثلون رئيس الدولة. مذكراً بأن ما جرى جميعه كان من بنات أفكار أهالي الشمالية ولم يكن بتوجيه من السيد الوالي.

تفضيل

أيمكن أن تكون سهام النقد الموجهة إلى الوالي جميعها مصوبة بعيداً عن (التختة). سؤال توجهنا به إلى المحلل السياسي محمد نورين، المنتمي في الأصل إلى الولاية الشمالية، ويعلم عن تضاريسها السياسية الكثير.

يقول نورين لـ (الصيحة) الصادرة يوم الاربعاء إن استقبال الوالي من قبل قائد المنطقة العسكرية لا غبار عليه مراسيمياً، لا سيما وأن الطائرة التي أقلته عسكرية وحطت في مطار يستقبل الطائرات العسكرية والمدنية على حدٍ سواء.

بيد أن ذلك كله، لا يعتبر ضرورياً لإنسان الشمالية الذي يكره إقامة الحواجز بينه وبين المسؤولين عن طريق وضع متاريس البروتكول. مشيراً إلى أن ياسر كان ليكسب الكثير لو جاء داخلاً الولاية بطريقة اعتيادية ودون اصطحاب وفود سياسية وإعلامية، فقط ينسل إلى مكتبه ويباشر أعماله التي ينبغي أن تتحدث عنه، بدلاً من أن يكون استقباله محل حديث الناس.

الفيصل 2020

في بلادنا يشاع على نحو واسع أن (الخريف من رشته) وقد (نزل) ياسر بطريقة إن لم تكن مزعجة فإنها محل جدل، وكان يمكن استبدالها بصورة أكثر تواضعاً.

ولكن ما ضر ياسر إن كان ولاة آخرين قد وجدوا أنفسهم في ذات الموقف، كما جرى في استقبالات والي جنوب كردفان الفريق أمن أحمد إبراهيم علي مفضل الذي فرشت له البسط وعزفت له الأناشيد.

يقول نورين إن الأنظار ظلت على الدوام مسلطة نواحي ياسر، حيث أن وجوده في مقامات الناطق باسم الحزب الحاكم، والحكومة من على منبر وزارة الإعلام، يجذب إليه متصيدي الأخطاء ممن يروا في توليته للشمالية عقوبة له، ما يضع في عاتقه حملاً ثقيلاً بالعبور إلى الولاية حتى 2020م لتكون رصيداً لحزبه في صندوق الانتخابات.

لكنه ومهما يكن من أمر فإن اطلالة ياسر الأولى وما ابتدرت حولها من آراء لا تعدو كونها انطباعات أولية، فيما الآراء القاطعة فترتسم داخل الملعب السياسي ومدى قدرته على لم شعث قيادات الشمالية، وإحداث التنمية لإنسانها.

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى