أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

وزير المالية السوداني هل سافر مُغاضباً ?

في ظروفٍ إقتصادية حرجة وأزمات خانقة، تمر بها الحكومة السودانية، فُوجيء الرأي العام السوداني أن قائد هذه الدفة الإقتصادية المعنية بمعاش الناس ليس بينهم، حيث أنه يُقيم بجناح ملكي بفنادق المدينة المنورة ذات السبع نجوم، وينوي بعدها السفر إلى كوريا برفقة أسرته، بعيداً عن ضجيج العاصمة السودانية الخرطوم وإختناقها بتصاعد غبار صفوف الوقود.
وكانت صحف الخرطوم الصادرة الاثنين 14 مايو قبيل إعلان التشكيل الوزاري، قد أبرزت في عناوينها أن أبرز الوزراء المغادرين هم وزراء المالية محمد عثمان الركابي، والنفط عبدالرحمن عثمان، والمعادن هاشم علي سالم، فيما سيغادر وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف، ووزير الدولة بالمالية عبدالرحمن ضرار ، وقد حدث فعلاً ما أفصحت عنه ماعدا وزير المالية الفريق أول محمد عثمان الركابي، الذي بقي في منصبه لعدم توفر بديلاً مناسباً له بحسب مصادر لـ (كوش نيوز) وإعتذار عدد من الذين تم ترشحيهم للمنصب.
ويبدو أن “الركابي” قد شعر بأنه غير مرغوب فيه فطار ليقضي إجازته مُغاضباً غير عابيء بما يحدث خلفه من أزمات.

بل ذهب البعض إلى أن “الركابي” قد سافر مغاضباً دون حتى إنتظار الموافقة على إجازته، وتساءل المصدر كيف يُسمح لوزير مفصلي لقضاء إجازته في هذا الظرف.
وكان اجتماع القطاع الاقتصادي للمؤتمر الوطني في 10 فبراير الماضي قد شهد نقاشاً ساخناً خاصة في مواجهة محافظ بنك السودان المركزي حازم عبدالقادر، الأمر الذي دعا وزير المالية “الركابي” أن يعلن إستعداده لتقديم إستقالته من المنصب إن كان ذلك سيؤدي إلى إنهاء الأزمة الإقتصادية الحالية “على حد قوله”.
وقبله أقسم وزير المالية الذي سبقه د.بدر الدين محمود في سبتمبر الماضي أمام البرلمان بتقديم استقالته بعد الميزانية، إلى أن شمله تغيير وزاري في مايو العام الماضي بعد تشكيل حكومة الوفاق.

وكانت الرئاسة السودانية قد قطعت إجازة “الركابي” بالسعودية وطالبته بالعودة إلى الخرطوم فوراً، بحسب ما كشفت صحيفة آخر لحظة الصادرة يوم “الجمعة” عن استدعاء رئاسة الجمهورية لوزير المالية الفريق محمد عثمان الركابي الذي يتواجد حالياً في السعودية برفقة أسرته وطالبته بقطع إجازته والعودة للبلاد فوراً.
وقالت الصحيفة في عددها “الجمعة” إن سفير الخرطوم بالرياض شرع فور إبلاغهم بالاستدعاء في إجراءات عودة وزير المالية الذي من المتوقع أن يصل البلاد الجمعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن استدعاء وزير المالية مربوط بالظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأوضحت أن الركابي غادر للممكلة العربية السعودية منذ أسبوع لأداء شعيرة العمرة برفقة أسرته، وكان يعتزم التوجه من السعودية إلى كوريا.
وكتب الكاتب الصحافي السوداني “محمد حامد جمعة” إن صح أن الرئاسة وجهت بقطع إجازة وزير المالية والتخطيط الاقتصادي الفريق “الركابي” الذي توجه للأراضي المقدسة لأداء العمرة ، فانه يثبت بشكل قاطع أن بعض الوزراء في وادٍ ذي زرع بينما عامة الشعب في واد غير ذي زرع ، وليس حتماً من بينهم (هاجر) أو (إسماعيل) لتنفجر أعين الماء من تحتهما، وابتداءً يجب القول أن حصول وزير على “إجازة” ليس بدعة خاصة إذا بذل نفقتها من ماله الخاص وليس من مخصصات الدولة ولكن العتب الذي أثار الرأي العام أظنه يصوب نحو التوقيت والبلاد تشهد هذه الأزمات الممتدة التي أس المشكل فيها إقتصادي ويقع بالكامل على وزارة المالية والمؤسسات التي تتبع لها مباشرة، وهنا تثور أسئلة منطقية أين الجهات التي صادقت للوزير على إجازته وهل صادقت عليها ثم اكتشفت أن الإجراء معيب وإن كان به وجه حق حسب اللائحة ؟ والتي لو إستحقها ففي مثل هذه الظروف ومن باب “الخجل’ للوزير تحتم على مجلس الوزراء رفضها، هذا الوزير يمنحك إحساس بأنه “مجبور” على وظيفته كما أنه له قدرة على “إحراج” نفسه وحكومته بشكل مستمر، وللحقيقة فإنه كان أولى بالإعفاء من غيره.
وتشير (كوش نيوز) إلى مربط الفرس فيما جاء بمقال “جمعة” أن سفر الوزير يمنحك إحساس بأنه “مجبور” على وظيفته، وهذا هو الواقع فعلاً، وإلا كيف يُفسر ذهاب وزير في إجازة برفقة أسرته وهو يتولى رئاسة غرفة طواريء.

ويُذكر أن “محمد عثمان الركابي” هو خريج محاسبة حصل على الماجستير والدكتوراة في ذات التخصص، التحق بالجيش السوداني عن طريق الإنتداب في رتبة رفيعة منتصف التسعينيات، متزوج وأب لعدد من الأبناء، يسكن شمالي الخرطوم “ضاحية شمبات البراحة ” وكان قد عمل كادراً إدارياً بوزارة المالية في العام 1996، وعمل مديراً لمعهد المحاسبة التابع لوزارة المالية في حقبة التسعينيات، كما شغل مدير الإدارة العامة للشؤون المالية للقوات المسلحة، ورئيساً لمجلس إدارة بنك أم درمان الوطني.
ويواجه الإقتصاد السوداني تحديات عدة أبرزها إرتفاع سعر الصرف في السوق الموازية، بسبب تفشي المضاربات وإنتشار ظاهرة تهريب سلع التصدير الأساسية، التي كانت تغذي الخزينة العامة بالنقد الأجنبي، إلى جانب زيادة عرض النقود والزيادة المستمرة في الطلب على النقد الأجنبي.
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى