تحقيقات وتقارير

خبير اقتصادى يطالب بعدم تمليك التجار للسلع الاستراتيجة وتوجيهها لذوى الدخل المحدود

مع اقتراب شهر الخير والبركة(رمضان) والذي أصبحت أيامه تعد على أصابع اليد ورغم أنه شهر الخيرات والبركات والرحمة إلا اننا نجد أن المواطن المغلوب على أمره يسعى سعياً حثيثاً لادخار بعد السلع الضرورية والحتمية والتي يحتاجها بصورة يومية في رمضان والتي باتت أسعارها فوق طاقته، ومن المتوقع أن ترتفع بصورة جنونية خلال الأيام القادمة ، ومن يراقب حركة المستهلك حالياً فإنه يجده يجري عمليات بحث واستقصاء بين المحلات والبقالات ومركز البيع المخفض عن سلع تتناسب ودخله المحدود، حتى ولو كانت بفارق واحد جنيه ، ولكن رغم كل عمليات البحث فإنه من المحال أن يجد سلعة تناسب دخله المتدني.

وأثناء تجوال (كوش نيوز) بوسط الخرطوم  التقينا بأحد المواطنين بالقرب من مناطق البيع المخفص والذي عبر لنا قائلاً:( للأسف الشديد إن من طبيعة أسواقنا خلال رمضان أنها اعتادت على الكرم في أسعارها، فأسعار جميع السلع ترتفع بشكل كبير).

راتب شهرين

وقال صاحب سوبر ماركت : (في شهر رمضان تحتاج لراتب شهرين لكي تستطيع أن تلبي احتياجات أسرتك كحد أدنى)، ويسأل المستهلك لماذا؟ ليقول البائع، الأسعار تتضاعف مع زيادة الطلب، ولكن ربما نحن نقول: بأن ذلك أصبح عرفاً في أسواقنا للأسف الشديد .

نقص بالأسواق

وكشفت  جولة أجرتها (كوش نيوز) يوم الاثنين، بأسواق البيع المخفض بالخرطوم ، بمنطقة بانت بأمدرمان والسجانة، وشمال بحرى  عن زيادة غير مسبوقة  في أسعار السلع الاستراتيجة بالمراكز.

وعزا أغلبية  التجار الأمر إلى وجود نقص كبير في السلع الأساسية  بسبب وقف الإستيراد وتوقف عجلة الإنتاج الداخلية نتيجة لعدم توفر الوقود الذى أحدث شللاً في الإنتاج الصناعي ما انعكس سلباً على المواطنين في زيادة الأسعار بصورة جنونية حيث أرتفع سعر جوال السكر زنه (50) كيلو إلى (1430) جنيهاً بدلاً عن (1200) جنيهاً الأسبوع الماضي، فيما أرتفع سعر جوال السكر المستورد زنه (50) كيلو إلى (1250) جنيهاً بدلاً عن (1100) جنيهاً  و قفز سعر جركانة الزيت الفول زنه (36) رطل إلى (860) جنيهاً بدلاً عن (750) جنيهاً  وأرتفع سعر كيلو العدس إلى (55) جنيهاً بدلاً عن (30) جنيهاً بينما قفز سعر كيلو الأرز إلى (60) جنيهاً .

وأوضح التجار بأن زيادة الأرز والعدس ناجمة عن توقف عملية  الاستيراد وقلة انتاجهما محلياً . وأصبحت تترواح أسعار باكت دقيق سيقا من (230_220) .

ولفت أحد المستهلكين  في حديث لـ(كوش نيوز) إلى أنه يخشى خلال رمضان الذي اقترب من ارتفاع أكثر للأسعار ، مشيراً إلى أن التحوطات التي قام بها استعداداً لهذا الشهر كانت في حدودها الدنيا بسبب ضعف القدرة الشرائية لديه، مؤكداً على أنه لا يوجد ما يمكن فعله، حيث بدأت الأسعار بالارتفاع بدءاً من منتجات الألبان والأجبان وحتى الخضار والفواكه والعصائر، وزاد: بأنه لن يتخذ أي إجراء وسيقوم بشراء حاجته اليومية فقط كونه خارج من موسم المونة والمدخرات بحدودها الدنيا .

اتهامات

ورصدت ” كوش نيوز” اصطفاف عدد من المواطنين أمام مراكز البيع للحصول على سلعتهم من السكر  وشكا بعض التجار بمراكز البيع من عدم العدالة في توزيع السلع في ما بينهم  خاصة السكر  ، واتهم بعض التجار في مركز البيع المخفض بالسجانة بعض أفراد الأمن الأقتصادى بالمحاباة لبعض التجار وأعطاءهم حصة أكثر من غيرهم.

وعبر أحد التجار بمركز البيع المخفض بالسجانة فضل حجب اسمة لـ(كوش نيوز) عن أسفه البالغ من عدم عدالة توزيع السلع الأستراتيجية بعضهم البعض  وتساءل لماذا عدم تحقيق العدالة في توزيع السلع بين التجار ؟ رغم أنهم داخل مركز واحد؟ ومن أجل تخفيف العبء على المواطن أفضل من أحتكار  السلع لفرد بعينه ؟ والمواطنين  يصطفون ويتزاحمون لكي يحصل أحدهم على حصته من السلع .

تفعيل الرقابة

بالمقابل يرى الخبير الاقتصادي بأحد الجامعات فضل حجب أسمه لـ(كوش نيوز) أنه من الضروري جداً أن يتم تفعيل دور وزارة  الصناعة  وأن تقوم  بانشاء مخيمات بشتى محليات العاصمة ، بحيث تطرح سلعاً غذائية تتناسب مع دخل المستهلك وأن تمنع من المتاجرة بهذه المواد بحيث لا تباع للتجار وبائعي الجملة في الأسواق، بل يجب توجيهها إلى ذوي الدخل المحدود، وطالب من خلال وزارة الرعاية والضمان الأجتماعي أن تقوما بدور اجتماعي فاعل خلال الشهر المعظم بحيث تقوما بتوزيع سلة غذائية على معظم المواطنين  وتكون مجانية إن أمكن أو بأسعار رمزية، وذلك بالتعاون مع الجمعيات التعاونية وأتحاد العمال ، كما طالب أيضاً من بقية الفعاليات الاقتصادية أن تلعب دوراً اجتماعياً واقعياً وليس مجرد شعارات خلال شهر رمضان ، ودعاً البنك المركزى وزارة المالية والمصارف بفك تحجيم السيولة لانسياب الحركة التجارية .

أحمد قسم السيد

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى