آراءأبرز العناوين

صلاح.. سارق الفرح!

هذه سنوات حرب وبلاء».. هذه المقولة التى وضعها الراحل العظيم نجيب محفوظ على لسان الحكيم «إيبو- ور» فى «ثرثرة فوق النيل» (1966)، تنطبق كثيرًا على ما يجرى حاليًا فى العالم. حروب عسكرية وتجارية وصراعات ومظالم لم يعهدها العالم منذ عقود. ألا تدفعنا تلك الأوضاع المريرة، أن ننتهز أية فرصة سعادة لنحتفى بها ونجعل أنفسنا جزءا منها. فى عام 1995، جرى عرض الفيلم الرائع: «سارق الفرح»، من تأليف وإخراج الفنان القدير داوود عبدالسيد، ويروى قصة الراقصة أحلام وبائع المناديل عوض اللذين يحاولان تدبير نفقات الزواج بكل الطرق الشريفة وغير الشريفة من أجل إتمام الفرح واقتناص لحظات سعادة فى مجتمع نسيها على ما يبدو.

ما إن فاز محمد صلاح نجم ليفربول بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى، والتى تمنحها رابطة الكتاب الرياضيين، حتى شعرتُ بأن هذه لحظة يجب أن نُمسك بها، ونطيل عمرها أطول مدى ممكن. لم تعد لدينا لحظات كثيرة مثلها. لا نكرّم سوى الراحلين. السعادة والفرح والنصر تختلط عندنا بالشكوك والخلافات والتقليل من قيمة ما جرى. فى بداية الموسم الكروى الماضى، حامت الشكوك حول مستقبل صلاح بعد بلوغه الثانية والثلاثين. طالبه بعض نقادنا بالاعتزال أو الذهاب للدورى السعودى من أجل ختام سخى ماديًا. لكنه حقق المعجزة بشهادة النقاد الإنجليز. حصل على 90٪ من أصواتهم، وهو ما لم يحدث منذ ربع قرن.

صوتوا لصالحه لكن الأجمل مبررات ذلك. جون كروس رئيس رابطة كتاب كرة القدم الإنجليز قال: «صلاح سيدخل التاريخ كأحد أعظم اللاعبين فى إنجلترا. إنه طالب عظيم فى اللعبة. أسعدنا جميعًا بأهدافه ولمساته السحرية ومساهماته الحاسمة فى فوز ليفربول بالدورى. جريانه المذهل ومراوغاته ومهارته دائما تحبس الأنفاس. عبقريته وعقليته جعلتاه يتحسن مع التقدم فى العمر».
آدم بيت المحلل الرياضى البارز كتب: «كرة القدم، فى النهاية أرقام، وأرقام صلاح تحكى القصة. لم يحدث فى تاريخ اللعبة أن كان هناك فارق واسع بين اللاعب الذى لديه أكبر عدد من الإنجازات (أهداف وتمريرات حاسمة)، وبقية المتنافسين. موسم صلاح المذهل، ظاهرة فريدة». إيان جراهام رئيس قسم الأبحاث السابق فى النادى قال: «عندما وقعنا معه قبل 8 سنوات، لم يكن واضحًا أنه سيكون أفضل لاعب لدينا. يورجن كلوب فهم قدراته، وأتاح له الفرصة. هذا العام، أرنى سلوت المدير الفنى استخرج المزيد منه».

فى سن 32، لم تكن هناك ضمانات أن تتغير الحكمة التقليدية بأن سلوت يرث لاعبًا فى انحدار بسبب السن. صلاح فعل المستحيل. أجرى سلوت تغييرات فى طريقة اللعب. بدلا من أن تتلاشى قوة صلاح، حصل المدرب على واحدة من أفضل نسخ صلاح. لم يعد ذلك الشاب المندفع، كما كان أيام بازل أو صاحب القوة الانفجارية التى هزت ملعب أنفيلد عندما جاء لأول مرة. أصبح شيئا آخر. لا يحرز الأهداف من خارج منطقة الجزاء، ليس لأنه نسى التسديد، ولكن لأنه يتخذ قراراته بشكل مختلف. وهذا سر توهجه. إنه العظيم صلاح، بتعبير اللاعب الفذ والمذيع المخضرم جارى لينكر.

عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى