شفاء المريض

عند شعور شخص بسوء حالته الجسدية أو النفسية فإنه يلجأ إلى الطبيب لتلقي العلاج اللازم بعد دعائه الله سبحانه وتعالى بالشفاء العاجل، ولتحسن حالة المريض فإن الطبيب يجب عليه أن يلتزم بالمبادئ والأخلاقيات، لأن مهنة الطب تحتم عليه لقاء المريض بوجه مبتسم وتحيته أولا ثم الاستماع لشكواه كاملة دون مقاطعة وإظهار التواصل اللفظي أو غير اللفظي مثل لغة الجسد والإيماءات، وبعد ذلك طلب الفحوصات اللازمة بعد شرحها له للوصول إلى التشخيص المناسب والعلاج وتجنب أي تصرف يمكن أن يزعج المريض.
يعتبر احترام المريض أحد أشكال التواصل حيث إن الطبيب يجب عليه احترامه وعدم إطلاق أي أحكام أو قرارات مختلفة بسبب اختلاف ثقافة المريض أو ديانته أو عرقه أو جنسه أو عمره أو لغته. ويساعد بناء الثقة بين المريض والطبيب على تحسين خطوات العلاج. ولكن هل يكتفي الطبيب بهذا القدر؟
هناك بعض الحالات التي قد يفقد فيها الأمل بالعلاج فلا يجب على الطبيب أن يوجه رسالات سلبية للمريض قد تسيء حالته الصحية والنفسية مما يؤثر على تلقيه العلاج ويجب إعطاؤه الأمل حتى لو كان ضعيفا، حيث إن الله عز وجل قادر على شفاء أي مرض عجز عن علاجه الأطباء. وكل إنسان معرض لبعض المشاكل في حياته سواء كان مريضا أو طبيبا وتلك المشاكل لا يجب أن يكون انعكاسها على التعامل بين الطبيب والمريض لأن الطبيب يجب أن يحسن علاقته مع المريض وأن يشعره بالراحة والاهتمام ولا يحاول أن يصب غضبه عليه إن كانت لديه مشاكل أخرى في حياته.
في مسيرتي الطبية رأيت كيف تكون سعادة المريض عندما يعطيه الطبيب الأمل في العلاج ويتعامل معه برقي وتتحسن حالته مع مرور الوقت أما من يسد جميع الأبواب بوجه المريض فهناك بعض المرضى الذين يقومون بمحاولات الانتحار أو بأعمال غير سوية عند إحساسهم باليأس من حالتهم الصحية أو يمتنعون عن مواصلة مراجعة الطبيب أو تناول العلاج.ومن الأهمية أن يستمع الطبيب لشكوى المريض باهتمام وتفهم معاناته والرفق به أثناء الفحص ولا يتعالى عليه أو ينظر إليه نظرة استهزاء أو سخرية مهما كان مستواه العلمي والاجتماعي ويجب أن تكون العلاقة مع المريض مبنية على التعاطف والاحترام والثقة واستخدام لغة واضحة وبسيطة ليفهمها المريض والمحافظة على سرية بياناته وإعطائه الوقت الكافي للتحدث والدعم والتقيد بالمواعيد التي تعطى للمريض لبناء الثقة التامة بينهما وهذا هو الأساس في نجاح العلاج. إن شفاء المريض بيد الله سبحانه وتعالى، والأطباء هم الوسيلة التي يلجأ إليها المريض للشفاء، فمن الأفضل أن يكون الطبيب إنسانا قبل أن يكون طبيبا، فالإنسانية هي أفضل طرق التعامل مع المرضى. شفانا الله جميعا من كل مرض وسقم.
د. هند الشومر – الأنباء الكويتية