آراء

أخلاقيّات الكتابة

مهارة الإيجاز والاختصار الفعال هي من مهارات الكتابة التي يستخدمها الكاتب الجيد والذي يستطيع من خلاله إيصال وجهة نظره إلى الجمهور دون التشويش والحشو بطريقة تمكّن القارئ أن يفهمها، وتعد مهارات البحث والتخطيط والتحرير والمراجعة والتهجئة والنحو والتنظيم عناصر حاسمة في عملية مخرجات الكتابة.

بداية يجب إدراك الدافع الذاتي لممارسة الكتابة، والسعي في دعم الثقافة والأدب من زاوية التنوع بعيداً عن التكرار، والتوجه بشكل أفضل لتوسيع مجال الأعمال الكتابية في المجتمع، فعند كتابة رواية ما، أو فكرة أو شخصية، من الأجدى سردها بطريقة إبداعيّة خياليّة بما يتناسب مع ثقافة وقيم وأخلاقيات المجتمع، وعند كتابة النصوص والمقالات وحتى الحوارات، يعتمد على اللغة لترجمة واقع الأشياء، وإبراز قوة التمثيل السردي والشعري في الاستجابات العاطفية التي يمتلكها القارئ وتؤثر فيه كثيراً تجاه الأعمال، سواء بإحساس البهجة أو الحزن لتصل أحياناً إلى سرد التجربة للأصدقاء، وبلا شك الكتابة عملية معقدة وصعبة تستدعي وضوح التعبير والتقليص إضافة إلى الدقة والنزاهة والتي تعتبر من المكونات الأساسية للكتابة الجيدة.

اللائحة العامة التي تقوم عليها الكتابة، هي أن العمل المبرم للمؤلف مهما كان نوعه، يمثل عقدا إلزاميا بين المؤلف والقرّاء، ووفقاً لذلك يفترض القارئ أن المؤلف هو منشئ العمل المكتوب وأن أي مادة أو نص أو بيانات أو أفكار مستعارة من الآخرين يتم تحديدها بوضوح، مثال على ذلك الاقتباس والمقولات والنظريات، فأخلاقيّات الكتابة هنا واضحة جليّة، منصفة صادقة والترويج لها ينقل القراء إلى جوانب أخرى من عمل المؤلف.

قد تحدث أخطاء غير مقصودة خلال عملية الكتابة، ومن ضمنها الفكرة التي يدعي مؤلفها أنها جديدة ومبتكرة بينما تم إيضاحها وصياغتها مسبقاً من قبل شخص آخر، فإعادة اكتشاف الأفكار، ظاهرة مألوفة نسبياً في الكتابات وخاصة الأبحاث العلمية، وغالباً ما يحدث خلال فاصل زمني قريب نسبياً، قد تكون معلومة جديدة للمطّلع وكأنه يفتقر للمعلومة الأصلية أو قد تصدى لهذه الأفكار في مرحلة ما مسبقا ولكنه تناسى.

عندما يقترض المؤلف من مصدر ما ويخفق في نسب المصدر بشكل مكتمل، فهذا يعتبر من الهفوات الغير مقصودة وخاصة مع الكتابات والأبحاث العلمية، وربما تكون أكثر الهفوات غير الأخلاقية شهرة هي السرقة العلمية والأدبيّة، والتي تعتبر من أكثر الانتهاكات المنتشرة على نطاق واسع ومن أخطرها العقد بين الكاتب والقارئ، لذا من الضروري الاعتراف بالمصادر عند الاستشهاد بها أو حتى الاقتباس، وعادة ما تكون المصادر في نهاية المستند أو الكتاب ليسهل انتقال القارئ إلى الصفحة الأخيرة والتحقق من المصدر الأصلي مما يمنح الاحترام والتقدير المناسب للأفكار التي تم استعارتها أو اعتمادها، كذلك احترام قوانين حقوق الطبع والنشر الخاصة بالكاتب الآخر مما يضمن الصدق والإنصاف ويعزز النزاهة والشفافية التي تدعم القراء على بناء الثقة بفكر وقلم الكاتب ويوفر عليه صداع الدفاع عن نفسه لأن مجرد خرق تلك التعليميات، من الصعب فيما بعد استعادة ثقة وقناعات القارئ.

أخلاقيات الكتابة تشير إلى المبادئ والتوجيهات التي تحكم كيفية إنتاج الكتاب مع تأكيد أمانة الصدق واحترام الملكية الفكرية وضمان الشفافية، وحماية الموضوعية لبناء المصداقية والثقة مع القراء، والتعهد بأخلاقيات الكتابة لا يعزز صحة المادة المكتوبة فحسب، بل يدعم الاتصال والتواصل ويعزز التأثير الإيجابي على القراء، وعند مباشرة استعمال الكمبيوتر الخاص بك، تذكر جيداً كيف تمارس النزاهة في الكتابة سواء كانت رواية أو مقالة مما يساعدك على إظهار الأصالة في كتابتك للقراء ويكسبك الاحترام لكل عمل تنشره، ومهما كانت الكتابات والروايات مبتكرة، إلا أن مساحات النقد تشكل نقطة الانطلاقة بعيداً عن تضارب المصالح مما يعكس أخلاقيات الكاتب في بناء هويّة الثقة والسعي إلى الارتقاء.

مخرج: هناك تجارب إنسانية حقيقية من كل عرق وأصل وهويّة، جميل أن تتم مشاركتها مع العالم لدمج وجهات النظر المتنوعة، وفتح الأبواب أمام سرد القصص الحقيقية لتعزيز التنوع والاحتواء والتعاطف والقيم، والسعي للتعرف على ثقافات مختلفة وتفعيلها في كتاباتنا بطريقة فعّالة.

فوزية أحمد – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
زر الذهاب إلى الأعلى