القرآن الكريم ورونالدو..!!
حسب قول رونالدو نفسه، وحسب قول جورجينا أُمِّ أولاده، فإنَّه يبدأ يومه بالاغتسال بمياه باردة، صيفًا أو شتاءً، وهدفه هو الصحَّة والاستشفاء.في إجازته بسبب توقُّف الدَّوري السعوديِّ مؤخَّرًا لأجل دورة الخليج الـ(٢٦) التي قهرتنا؛ لسوء حال المنتخب السعودي، وفشل اتحاد الكرة، سافر رونالدو إلى بلد متجمِّد، ومع ذلك مارس عادة الاغتسال الغريبة في حوض مياه باردة جدًّا مُحاط بالثلوج؛ ممَّا لا يقوى عليها كلُّ إنسان، ولو كان في شجاعة عنترة بن شدَّاد!.ورونالدو ليس مُسلِمًا، لكنَّه استفاد من بعض أسرار الشِّفاء الواردة في القرآن الكريم، الذي هو سبيل الشفاء، بشرط الإيمان التامِّ به، واعتبار الطبيب -حتَّى لو كان حاذقًا وماهرًا- سببًا للعلاج لا غير، وقد قال أبو العتاهية عن هذا الطبيب:إنَّ الطَّبيبَ بِطبِّهِ وَدَوائِهِ
لَا يستطيعُ دفاعََ مَكْروهٍ أَتَى
مَا للطَّبيبِ يموتُ بِالدَّاءِ الذِي
كَــانَ يُبْرِئُــه فيمَــا مَضَـى
والاغتسالُ بالمياه الباردة شفاءٌ من أمراضٍ كثيرةٍ، وأشهرُ من شُفِيَ بسببهِ هو النبيُّ أيوبٌ -عليه السَّلام- بعد أمراضٍ قد مسَّته لثمانِي عشرة سنةً، وعندما نادَى ربَّه بذلكَ الدُّعاء العظيمِ وًهًو (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، وهبَهُ اللهُ العلاجَ الفوريَّ، وأمره بالاغتسال البارد، وقال له (هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ).
وأسرار الاغتسال البارد -كما اكتشفها الطبُّ الحديثُ- هي ٦: تحسين مناعة الجسم، وإزالة الاكتئاب، وتقوية الدَّورة الدَّمويَّة، وتحفيز التَّمثيل الغذائي، والتخلُّص من الالتهابات، وتسكين آلام العضلات.ولا أنسى ما حُييتُ كيفَ كانت إحدَى شقيقاتي وهي طفلة تُصارع الحُمَّى، ولم تنفع معها مُخفِّضات حرارة، ولا مضادَّات حيويَّة لعدَّة أيَّام، فوضعتهَا أُمِّي -يرحمها الله- تحت دُشِّ مياهٍ باردةٍ في عِزِّ شتاءِ مدينة الطَّائف لعدَّة دقائقَ، ثمَّ أسقتها عسلًا ونوَّمتهَا في مكانٍ دافئٍ، فاستيقظتْ -بفضلِ اللهِ- وهي عالُ العالِ.
وما زلتُ حتَّى تاريخه، وعندمَا أشكُو من عيوني، أردِّدُ كثيرًا نفس الآية (هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ)، عندما أغسلُ وجهي بالماء البارد خلال الوضوءِ، وأجدُ في ذلكَ أثرًا واضحًا ولطيفًا، ورُؤية أفضل، وبالقرآن الكريم -وحدهُ- يطيبُ العيْشُ والمماتُ.
م. طلال القشقري – جريدة المدينة