آراء

الهروب من الزواج ظاهرة خطيرة

هناك ظاهرة خطيرة تنتشر بين شبابنا الآن وهى رفض فكرة الزواج لأن الجميع يفضل العزوبية أمام ارتفاع أعباء الزواج وأسعار المساكن والبطالة وقد أثار الصديق والزميل منصور أبو العزم هذه القضية فى مقاله بالأهرام يوم الخميس الماضى والظاهرة تحتاج إلى وقفة… والذى تضمن:

قالت لى صديقة، تجاوزت ابنتاها الثلاثين بدون زواج، إن الابنة الكبرى تريد استكمال دراستها العلمية فى الخارج من ماجستير إلى دكتوراة، وبعدها ربما تفكر فى هذا الموضوع. صديق آخر قال إن ابنه تجاوز سن 32، ويعمل فى شركة محترمة، ويرفض الزواج لأنه لا يريد، ولا يستطيع تحمل مسئولية زوجة وتربية أبناء ونفقات منزل فى ظل الغلاء حاليًا. ولماذا يزعج نفسه ويجلب لها الهم والمسئولية؟ فهو يعيش فى منزل والده وينفق كل راتبه على احتياجاته الشخصية، والجلوس فى المقاهى مع أصدقائه، والأكل خارج المنزل أو طلب الوجبات إلى غرفته، حتى غرفته لا ينظفها..

وتقول أرقام المركز القومى للتعبئة والإحصاء إن هناك نحو 11 مليون فتاة و2.5 مليون شاب تجاوزوا سن الـ35 بدون زواج. وهى أزمة اجتماعية خطيرة تواجه المجتمع المصرى. أخطر أسبابها العادات والتقاليد التى لا يريد البعض التنازل عنها عند الزواج، خاصة ما يتعلق بالمهر، وقائمة الزواج، والشقة التمليك، والسيارة، وغيرها. وقد سمعت الكثير من الحكايات عن فسخ الارتباط بسبب اختلاف الأهل على المهر والشبكة وقائمة منقولات الزواج. وأن بعض الأسر فى الريف تصر على أن تكون الشبكة مثلًا 150 جرامًا من الذهب، أو ما يساوى أكثر من نصف مليون جنيه بسعر الذهب الحالى.

هناك أيضًا فتيات يرين أن الزواج يقيد حريتهن فى العمل أو البقاء خارج المنزل لوقت متأخر، وبعضهن يرفضن الحمل خشية تأثيره على أجسادهن. وفى ظل غلاء الأسعار، من المتوقع أن تتراجع نسبة الإقبال على الزواج، مما قد يؤدى إلى مشاكل اجتماعية وزيادة فى معدلات الرذيلة، وهو وضع لا يخدم المصالح العليا للدولة وإلا سنصبح مثل اليابان، التى يتوقع الخبراء أن يتراجع عدد سكانها إلى أقل من 87 مليون نسمة فى عام 2070، بعد أن كان نحو 125 مليون نسمة حاليًا، بسبب تراجع معدلات الزواج والإنجاب.

فاروق جويدة – بوابة الأهرام

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى