قرد وشيطان
لا أعني بالقرد ذلك الحيوان غير الجميل الشكل، المكشوف السوأة “خلقة لا طروّا”، ولكنني أعني من سماه الأستاذ أحمد توفيق المدني، الأمين العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين “القرد البشري”، (البصائر في 4/9/1951، ص5)، وهو “كائن” ينطبق عليه قول شاعر جزائري في أحد الأشخاص: “إبليس صوّره ليس من صنع الإله”، غفر الله للقائل والمقول فيه. هذا “القرد البشري” كان يفعل أفعالا يخجل إبليس من فعلها، ولكنه يصر أن يتلقّب ويلقب بـ”الحاج” رغم أنه يكاد يحتكر دور البغاء في بلاده، إنه التهامي الجلاوي، باشا مراكش الخائن لدينه، ووطنه، وشعبه، وملكه.
من كبائر هذا القرد أنه ثار على السلطان محمد الخامس لأنه آمن بوطنه، وتحيز إلى المطالبين باستقلاله عن فرنسا الصليبية المجرمة، وحاصره في قصره، وعزله في 20/8/1953، ليؤتى بـ”قرد بشري” مثله يسمى ابن عرفه، وينصبه سلطانا على مملكة مراكش. وبعد أن أجبرت فرنسا على إعادة محمد الخامس الذي مرّ على باريس جيء بـ”القرد البشري” وأدخل على السلطان وهو يحبو على أربع، مقبلا رجلي السلطان، مستسمحا، مستغفرا لذنبه. وقد شاهد العالم صورة هذا القرد البشري وهو على هذه الحال المذلّة.. ولم ينشب أن أماته الله. وتلك هي نهاية الخائنين..
وأما الشيطان، فلا أعني به ذلك المخلوق الذي هو أول عاص لله – عز وجل- إذ استكبر وأبى أن يسجد لآدم..
ورغم أن هذا الشيطان جمع “العيوب السبعة” كما يقول شعبنا، فإنه لم يكن منافقا كبعض “مسلمي” هذا الزمان، ولعل صراحته وعدم نفاقه هو ما جعله ينال ما لم ينل غيره، وهو “الإنظار” إلى يوم الدين..
هذا “الشيطان” توسم فيه أبوه خيرا، ورجا أن يكون “صالحا” فسماه باسم أشرف مخلوق، وأفضل مرزوق، وهو “محمد” عليه الصلاة والسلام، ولكن “قرينه” استحوذ عليه، فأعمى بصره وبصيرته حتى نال عن جدارة واستحقاق لقب “شيطان العرب”، حيث ينزغ بين العرب مستعينا بما أفاء الله على بلاده من أموال..
وغره ما تحت يديه من هذه الأموال فأمد بجزء منها أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وهم اليهود الصهاينة، والهندوس عباد البقر، حيث أقام لكل منهما “معبدا”.
إذا كان العرب قديما كانوا يرجمون “أبارِ غال”، دليل أبرهة الحبشي، فإني أقترح على عرب هذا الزمان أن يستبدلوا بأبي رغال، هذا الشيطان. وكما أذل الله ذلك القرد البشري في مراكش، فعما قريب سيرى الناس إذلال هذا الشيطان، ولن تنفعه أمواله، ولا حلفاؤه من الصهاينة والأمريكان، وأمثاله من الخونة.
محمد الهادي الحسني – الشروق الجزائرية