التفاعل مع الوهم
انتشرتْ مؤخَّرًا على منصّة «X» حساباتٌ وهميَّةٌ، تهدفُ إلَى استقطابِ التَّفاعلِ وزيادةِ عددِ المتابعِينَ مِن خلالِ نشرِ قصصٍ خياليَّةٍ مثيرةٍ فِي غالبِهَا، هذهِ الحساباتُ تستغلُّ الدَّعمَ الماليَّ الذِي تقدِّمهُ المنصَّةُ لصانعِي المحتوَى، فتسعَى لتحقيقِ أكبر قدرٍ مِن التَّفاعلِ، بغضِّ النَّظرِ عَن مصداقيَّةِ المحتوَى، أوْ أثرهُ علَى المجتمعِ.
للأسفِ، تتخصَّص ُهذهِ الحساباتُ فِي نشرِ قصصٍ تتناولُ موضوعاتٍ إباحيَّةً، وتفكُّكًا أُسريًّا، وقضايَا اجتماعيَّةً تثيرُ الجدلَ، والتِي فِي الواقعِ لَا تعكسُ سِوَى خيالاتٍ مريضةٍ تسكنُ عقلَ أصحابِ هذهِ الحساباتِ؛ ولأنَّ هذهِ القصصَ غالبًا مَا تفتقرُ إلى الحقيقةِ، فإنَّهَا تقدِّمُ صورةً مشوَّهةً عَن المجتمعاتِ؛ ممَّا يؤدِّي إلى انتشارِ تصوُّراتٍ خاطئةٍ بينَ المتابعِينَ.
الخطورةُ تكمنُ فِي أنَّ هذهِ الحساباتِ تسهمُ فِي نشرِ صورةٍ سلبيَّةٍ وغيرِ واقعيَّةٍ عَن المجتمعِ، حيثُ تركِّزُ علَى الجوانبِ السلبيَّةِ، وتصوُّرهَا علَى أنَّهَا سائدةٌ، وهذَا النَّوعُ مِن المحتوَى يخلقُ بيئةً سامَّةً علَى المنصَّةِ، ويعزِّزُ مِن انتشارِ الشائعاتِ والأفكارِ المغلوطةِ التِي تؤثِّرُ سلبًا علَى الشَّبابِ والعائلاتِ؛ ممَّا يعمِّقُ الإحساسَ باليأسِ والإحباطِ.
مِن الضروريِّ تعزيزُ الوعيِ بينَ مستخدمِي المنصَّةِ، والتشجيعُ علَى تبنِّي محتوى إيجابيٍّ وهادفٍ يعكسُ القِيمَ الحقيقيَّةَ للمجتمعِ، والتأكيدُ علَى عدمِ التَّفاعلِ معَ هذَا الوَهَمِ، ومواجهة هذهِ الظَّاهرةِ بأساليبَ توعويَّةٍ وقانونيَّةٍ تحمِي الأفرادَ والمجتمعاتِ مِن آثارِهَا السلبيَّةِ.
أحمد الظفيري – جريدة المدينة