آراء

جيل ستاين.. صوت للجمال والحقيقة

جيل ستاين.. صوت للجمال والحقيقة قلما نسمع صوتًا حقيقيًا فى الضوضاء التى تثيرها وسائل الإعلام الدولية بشأن القضايا العربية، وحتى عندما يقدمون لنا معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فإنهم يصبون اهتمامهم على مرشح الحزب الجمهورى الرئيس السابق دونالد ترامب، وعلى مرشحة الحزب الديمقراطى كامالا هاريس، والحزبان فى واقع الأمر وجهان لعملة واحدة ترن بصوت ومصالح إسرائيل.

وخلال ذلك، فإن وسائل الإعلام لا تبرز لنا أصواتًا أخرى، مثل النجمة السينمائية سوزان ساراندون، الحائزة على الأوسكار، التى أدانت حرب الإبادة على غزة، وأعلنت: «لا أحد حر، إلا حين يكون الجميع أحرارًا»، وجاء تصريحها ذلك خلال الاحتجاجات الشعبية على دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب فى الكونجرس فى ٢٤ يوليو هذا العام.
هناك أيضًا أصوات مشبعة ليس فقط بالحقيقة، ولكن بالجمال، والقوة، وقلما نسمع عنها، أو نستمع إليها، مثل صوت «جيل ستاين» ممثلة حزب الخضر، وهى السيدة التى تجاوزت السبعين من عمرها، لكن قلبها ما زال نضرًا، وشعورها بالعدل عميقًا، تخوض الانتخابات الرئاسية ممثلة لحزب الخضر.

جيل ستاين طبيبة، ومُناضلة سياسية، يختلف موقفها من القضية الفلسطينية تمامًا عن الحزبين الكبيرين الجمهورى والديمقراطى، إذ تبدى كل التأييد الصادق للكفاح الفلسطينى، وقد وقفت جيل ستاين تهتف بعلو صوتها محتجة على دعوة الكونجرس الأمريكى نتنياهو لإلقاء خطاب، فقالت: «سنحرر فلسطين، وفلسطين ستحررنا، أما أنت يا نتنياهو فلا يمكنك الاختباء، إننا نتهمك بالإبادة الجماعية، ولكننا نحن معًا سنوقف هذه الإبادة، إن شعوب العالم أجمع ترفض حرب الإبادة، وطلابنا فى جامعاتنا يدينون هذه الحرب، ونحن هنا لنقول للكونجرس الأمريكى: كيف تتجرأ على دعوة ذلك المجرم نتنياهو إلى الكونجرس بيت الشعب؟ وهو المسئول عن مقتل أربعين ألف فلسطينى؟ منهم ستة عشر ألف طفل؟، فإذا حسبنا الحسبة كاملة بالجرحى وغيرهم فإن العدد سيصل إلى مائتى ألف إنسان. وسوف نرفع صوتنا عاليًا: لا للإبادة، نحن الشعب وبيدنا القوة».

وقد عبّرت جيل ستاين عن موقف خمسة بالمائة من الشعب الأمريكى الذى رفض، فى استطلاع للرأى، إرسال قوات أمريكية للدفاع عن إسرائيل، وكنت أتمنى لو رأى الجميع شريط الفيديو الذى صور جيل ستاين وهى تلقى كلمتها، وكنت أتمنى لو سمع الجميع صوتها يتهدج من الصدق المتوتر، وهى تصيح «الحرية لفلسطين»، وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال.

لقد جعلتنى جيل ستاين أشعر بأننى لست وحدى، وأننا لسنا وحدنا، وأن غزة فى قلب العالم، ما دامت هناك أصوات تصدح بالحقيقة بكل هذا الجمال.

د. أحمد الخميسي – جريدة الدستور

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى