آراء

أريد أن أقول شيئاً… لولا أنَّ!!

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألتْ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنِ الحِجرِ أمِنَ البيتِ هوَ؟ قالَ: نعَم، قالت: ما لَهُم لم يُدخِلوهُ في البيتِ، قالَ: إنَّ قومَكِ قصُرَتْ بِهِمُ النَّفقةُ، فقُلتُ: ما شأنُ بابِهِ مرتَفِعٌ؟، قالَ: فعلَ قومُكَ ليُدخِلوا مَن شاءوا، ويمنَعوا مَن شاءوا، ولولا أنَّ قومَكِ حَديثو عَهْدٍ بجاهليَّةٍ؛ فأَخافُ أن تُنْكِرَ قلوبُهُم ذلِكَ، لنظَرتُ أن أُدْخِلَ الحِجرَ في البيتِ، وأن أُلْزِقَ بابَهُ بالأرضِ. من صحيح البخاري ومسلم.

‏قد يمنعك عن فعل شيءٍ أو قوله وأنت مؤمنٌ به حداثة الفكرة في مجتمعك، أو رسوخ إيمانه بالضد وعدم انفتاحه على الرأي الآخر، أو توحش المروجين للأفكار المضادة وجبروتهم، وقد يمنعك أيضًا من إنصاف الطرف الآخر وتوضيح صورته وتبرير موقفه أمام المجتمع ذاته هو أن النافذة المتاحة لذلك المجتمع تطل فقط على دورات مياه خصومه المفروضين عليه ولا ترى واجهات قصورهم المشرقة.

وإن سولت لك أخلاقك ومبادؤك يومًا ما أن تكون موضوعيًا في تناول القضايا المتعلقة بالمختلفين عن هويتك وحاضنتك لأنك تعتقد خلاف ما يروج له، فسيمنعك من ذلك أن ُتصنف بأنك منهم حتى ولو لم تكن منهم، ‏لذا قد يجبرك على الانعزال والسلبية هذا الفراغ المشحون باسم الدين والوطنية والمهووس بالتصنيف وهو في الحقيقة لا يخدم الدين ولا الوطن.

بل قد تخشى أن تُرمى بالخروج من الملة لمجرد أنك رجعت لفطرتك ‏ورميت تلك الأيديولوجيات المريضة شديدة العدوى وراء ظهرك، ونظرت للآخر بعين الرحمة المحمدية «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ».

إن رجوعك إلى هدي الحبيب المصطفى في كل مواقفه وحركاته وسكناته مع المؤمنين والمخالفين بغير الفهم المزكى من ‏ديوان السياسة وأجهزته الإعلامية وعناصره المؤثره ومنظّروه سيعتبر خروجا عن إجماع الأمّة… وأيّ أمّة؟، إنها ليست أمّة الإسلام التي قصدها هارون الرشيد وهو يخاطب السحابة قائلًا: «أمطري حيث شئتي سيأتيني خراجك» بل هي تلك السحابة الافتراضية المُغَيّبة والتي ستشتتها رياح الشمال يومًا ما.

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى