آراء

العالم المراقب

الحروب والتكتلات وعالم الاستخبارات منذ زمن يسخر التكنولوجيا المتقدمة للتحكم في العالم، ولم تعد البندقية من أدوات الحرب إذا لم تمتلك المعلومة التي تحدد مواقع الأعداء، وتتمكن من استهدافهم في جميع الأوقات عندما تقرر هلاكم، فلديهم التحكم الفضائي وروابطه الأرضية، ومراكز تلاحق النملة في المحيطات والسموات، بما فيها السلاح المباع الذي ممكن التشويش عليه وتعطيله عن بعد او حتى تفجيره ذاتيًا.

وما تصريح حسن نصرالله بأن جهاز «النقال» هو الأداة التي تحدّد مكانك وتحركاتك، وواضح بأنه اكتشف ذلك مؤخرًا، بعدما تم اقتناص الخطوط الأولى من قيادات وأفراد حزبه.

«وكشفت تقارير أن الاتحاد الأوروبى قد ينفق أكثر من 590 مليون دولار على صناعة (روبوتات) قاتلة، تستطيع المشاركة في الحروب دون الحاجة إلى مساعدة بشرية، وعلى الرغم من صعوبة تحديد تاريخ تصنيع أول روبوت قاتل، فإن المعلومات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن بداية ظهور الموضوع في ساحات النقاش العامة كانت في العام 2012».

والهجوم السيبراني يعتبر لإلحاق الضرر بأشخاص أو مؤسسات أول دول لتعطيل الأنظمة الرقمية وسرقة البيانات وتدميرها.

وأحد تلك المشاريع هو «مشروع بيغاسوس»، حين تسرب في عام 2020 قائمة تضم أكثر من 50 ألف رقم هاتف من 47 دولة يُعتقد أنها تخص أفراد تم تحديدهم على أنهم «أشخاص موضع اهتمام» منذ عام 2016 من قبل عملاء شركة الأسلحة الإلكترونية الاسرائيلية، هذا البرنامج الخطير، وبمجرد الاتصال بالشخص المستهدف عبر «واتس آب»، يمكن أن ينزل «بيغاسوس» سرًا على هاتفه حتى لو لم يرد على المكالمة.

والبرنامج التجاري «mobile spy» تستطيع من خلاله متابعة الأطفال ومواقعهم ورسائلهم الواردة والصادرة وجميع تحركاتهم، ويوجد الكثير منها الآن ممكن استعماله وتخزينه وشرائه.

فالمواجهات والصراعات والحروب هي حروب تقنية بالأساس ويتم فيها اختفاء البطولات الفردية والتخطيط الاستراتيجي البشري بدأ يضعف، والاعتماد على العلم والمعلومات التي توفر الهجوم التقني الكاسح وشل الاقتصاد ومراكز إطلاق الصواريخ واستخدام الطائرات الحربية والغواصات التي تجوب المحيطات.

فلم تعد الانتصارات تصنعها الشجاعة الفردية والأعداد البشرية والبنادق، وإنما تصنعها القدرة التقنية التي تدار من بعيد، وتحليل المعلومات ونقاط الضعف والقوة، والتحالفات ومراكز الدعم، واستخدام البرامج التقنية والتجسسية التي تستطيع تعطيل الحياة والمواصلات والاتصالات الداخلية، وبإمكانها أن تعزل دولاً عزلاً كاملاً عن العالم.

د. عادل العوفي – الأيام البحرينية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى