آراء

قائمة العار السوداء

تتزاحم الأحداث وتتشابك في قطاع غزة المكلوم مع استمرار الحرب الإسرائيلية على كافة انحاء غزة مدعومة بغطاء عسكري انجلو أمريكي واسع النطاق وأبدى .

فمع قرب دخول هذه الحرب الهمجية شهرها التاسع وزيادة اعداد الشهداء والمصابين ليقتربوا من ١٥٠ ألفا ، ناهيك عمن يرقدون تحت الأنقاض والاخرين المغيبين في قبضة جنود الاحتلال، مع كل هذا لوحت محكمة العدل الدولية باعتزامها إدراج إسرائيل ضمن قائمة العار أو القائمة السوداء تلك القائمة التي يوصف من فيها بأنهم قتلة الأطفال والنساء.

وبمجرد التلويح بذلك قام الغرب وعلى رأسه بالطبع الولايات المتحدة الامريكية الراعي الرسمي لإسرائيل والمدافع الشرعي عنها؛ قاموا بمهاجمة المحكمة والزعم بعدم اختصاصها ، بل وتناولت بعض الجهات الأحاديث حول ضغوط متواصلة وابتزازات لأعضاء المحكمة كي لا يمضوا قدما في طريقهم لإدراج سلطات الاحتلال في قائمة العار .

أما حكومة الحرب الإسرائيلية فقد استقبلت الاعتزام القادم من محكمة العدل الدولية بالسخرية بل واتهمتها بأنها كالعادة معادية للسامية وبأنها تقف مع حماس قلبا وقالبا .

وإمعانا في ضرب كافة القرارات الدولية عرض الحائط والتى كان آخرها مطالبة محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف عدوانها على غزة ، واصلت حكومة الحرب الإسرائيلية قصفها العشوائي على القطاع الأبي لتزداد مساحة بركان الدم الفلسطيني وتزداد المعاناة الإنسانية مع احكام قبضة إسرائيل على كافة المعابر ومواصلة سياسة التجويع الإسرائيلية لأهل القطاع الرافض ترك أرضه ومصرا على البقاء فيها والموت بين ثراها .

وبعيدا عن إجراءات محكمة العدل والتصعيد الإسرائيلي في غزة قامت المرشحة للانتخابات الرئاسية الامريكية الأمريكية” نيكى هيلى “ بسلوك استفزازي شوهدت من خلاله وهى تقوم بالتوقيع على احد الصواريخ الموجهة لأبرياء غزة وتكتب عبارة ( اقضوا عليهم جميعا)، ثم ذهبت بعدها الى حائط المبكى المزعوم وتذرف الدمع من أجل الرب ، سلوك هيلى ليس بجديد فقد تكرر مشهد القتل ثم البكاء من اجل الرب على فترات طويلة من تاريخ اليهود فهو يذكرنى بما حدث عام 610م عندما حاصر الجيش اليهودي بقيادة بنيامين الطبري مدينة القدس ثم اقتحامها وذبح وقتل سكانها والذين بلغت اعدادهم اكثر من 90 ألف انسان.

‏فقد كانوا يأخذون الناس فرادى وجماعات والذهاب بهم للصخرة ثم يتم ذبحهم عليها. وكانوا دائما يأتون بالأطفال أمام الآباء وذبحهم في البداية ثم يقتلون الآباء وبعدها الصلاة للرب وشكره.

ويذكرني كذلك بما حدث عام 1099م عندما دخلوا مدينة بيت المقدس ثم تم ذبح سكانها والذين وصلت أعدادهم لما يزيد عن 100 ألف انسان. وكان يتم فيها شنق الرجلين في حبل واحد لعدم وجود ما يكفي من الحبال. ثم دخلوا لكنيسة القيامة للصلاة والشكر. هو إذن نفس الإجرام والفكر المريض ،
‏واستغلال الدين للقتل والذبح والإبادة.

ما قامت به الأمريكية نيكى هيلى المرشحة للانتخابات الامريكية ذات الشهرة والصيت العالي علق عليه الممثل جون كوزاك بالقول: ” أي أحد يوقع على الصواريخ اللعينة، يجب وضعه في مصحة للأمراض العقلية بسبب جنونه الإجرامي”.

هذه السلوكيات تأنى قبل أيام قليلة من الذكرى العربية لاحتلال القدس والتى ستكون يوم الأربعاء القادم الخامس من هذا الشهر . هذه المناسبة تحظى بزخم إعلامي إسرائيلي فتحت عنوان: “عودة إسرائيل إلى جبل الهيكل”، الكنيست الصهيوني يعقد يوماً نقاشياً بالشراكة مع اتحاد منظمات الهيكل لمناقشة سبل تغيير هوية المسجد الأقصى المبارك ، ففي يوم الأحد 2-6-2024 سيعقد يوماً نقاشياً حول سبل فرض مشروع الإحلال الديني في ⁧المسجد الأقصى‬⁩ والجهود الحثيثة؛ لتحويله إلى هيكل تحت عنوان “عودة إسرائيل إلى جبل الهيكل”؛ ويأتي عقد هذا اليوم النقاشي بدعوة من وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف إيتمار بن جفير وعضو الكنيست من حزبه يتسحاق كروزر، وذلك بالشراكة مع “اتحاد منظمات الهيكل” التي تدير اقتحامات المسجد الأقصى‬⁩ ومحاولات فرض الطقوس التوراتية فيه، وسيكون هذا اليوم النقاشي بإدارة الحاخام المتطرف شمشون إلباوم. ويشارك في هذا اليوم الدراسي حاخامات ورؤساء وطلاب من المدارس الدينية المتطرفة إلى جانب أعضاء من كنيست الاحتلال، ويعقد في “قاعة أورشليم” في مبنى الكنيست.

وتحل الذكرى العبرية الاحتلال القدس هذا العام يوم الأربعاء 5-6-2024 وتخطط جماعات الهيكل فيه لاقتحام واسع للأقصى صباحاً ولمسيرة الأعلام حول البلدة القديمة .

هي إذن محاولات إسرائيلية على كافة الأصعدة من اجل مواجهة ما وصل اليه وضع الدول العبرية من رفض شعبى عالمى جعلها تعيش لأول مرة منذ فرضها بالقوة على منطقة الشرق الأوسط تعيش منبوذة ملفوظة . فهل سيقول التاريخ كلمته كما ذكر سابقا بعدم إتمام اليهود على كافة العصور عامهم الثمانين !!

كريمة ابوالعينين – صدى البلد

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى