تحقيقات وتقارير

خبراء: الهجوم الإيراني نتاج لـ«تفاهمات أمريكية».. وجاء مغايرًا لاستراتيجية «طهران»

قال خبراء فى العلاقات الدولية إن الهجوم الإيراني على إسرائيل جاء نتاجًا لتفاهمات بين إيران وأمريكا، حيث توقع الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لن تكون هناك موجة ثانية من الصواريخ الإيرانية ضد إسرائيل، وأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ربح من هذه الضربة، فيما قال الدكتور محمد اليمنى، الخبير فى العلاقات الدولية، إن رد إيران جاء مغايرًا لنظرية «الصبر الاستراتيجى»، وإن عملية المواجهة قد تستمر أكثر من يومين.

وأكد «فهمى» لـ«المصري اليوم» أن الهجوم الإيرانى على إسرائيل جاء نتاجًا لتفاهمات أمريكية إسرائيلية، معتقدًا أنه لن يكون هناك رد إسرائيلى على الضربة الإيرانية خلال الساعات المقبلة.

وأضاف «فهمى» أن إسرائيل ربحت من هذه الضربة، حيث إنها ظهرت بمظهر المعتدَى عليها؛ لذلك حظيت بدعم دولى كبير، بعد أن كان الدعم على حافة الهاوية، خصوصًا بعد أن طلبت إسرائيل من مجلس الأمن الدولى عقد جلسة عاجلة لبحث سبل الرد على الهجوم الإيرانى.

وأوضح الخبير فى دراسات الأمن القومى والشؤون الإسرائيلية أنه لن تكون هناك موجة ثانية من الضربات الإيرانية تجاه تل أبيب، مشددًا على أن الكرة باتت فى ملعب إسرائيل، هى مَن تحدد أن تكون الضربة مقابل ضربة، وانتهى الأمر أو تصعد وتشعل المنطقة، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكى يدرك طبيعة التعامل، وأنه مجبر على كبح جماح المشهد بين الجانبين.

وذكر أنه من الممكن ألا تكون هناك عمليات تصعيد على الأقل فى هذا التوقيت، موضحًا أن الرابح الأكبر مما جرى هو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الذى حاز دعمًا أمريكيًّا أوروبيًّا كبيرًا، وبطبيعة الحال سيظهر أن طهران الشيطان الأكبر، مضيفًا أن إيران ستعود إلى السيناريو المقرر، وهو الضرب عبر وكلائها.

وأشار إلى أن الساعات القادمة ستشهد تقييمات عسكرية واستراتيجية بذكاء شديد، كما خشى «فهمى» من عسكرة المشهد فى المنطقة بسبب إرسال البريطانيين السفن العسكرية وتعزيز الولايات المتحدة الأمريكية قواتها خلال الساعات الأخيرة كنوع من التأهب لأى سيناريو محتمل، مؤكدًا أنه لا يزال هناك ضغط أمريكى للسيطرة على الوضع بكل ما فيه.

من جهته، أوضح الدكتور أحمد العنانى، الخبير فى العلاقات الدولية، أن ضربة إيران حفظت ماء الوجه حتى إن لم يكن ردعًا عسكريًّا مكتمل الأركان، لكن على الأقل فإن تأخير إيران للانتقام جعل إسرائيل متأهبة ليلًا نهارًا فى سياق حرب الأعصاب لكى لا تربحه بضربة عابرة، مؤكدًا أن هذا هو الهدف المطلوب.

وتوقع «العنانى» أن الصراع سيستمر إذا ظلت إسرائيل تتجاوز فى حق إيران، وأن الصراع قد يكون عبارة عن ردود نوعية غير مباشرة، خصوصًا أن واشنطن ترفض توجيه أى ضربات جديدة ضد إيران.

فى السياق ذاته، قال الدكتور محمد اليمنى، الخبير فى العلاقات الدولية، إن الرد الإيرانى جاء مغايرًا لاستراتيجية الصبر التى تنتهجها طهران، مؤكدًا أن الهجوم أضعف شوكة الاحتلال بشكل كبير أمام العالم، وأنه لولا وجود أمريكا والحلفاء لسحقت إسرائيل.

وتابع «اليمنى» أنه ليس من مصلحة طرفى الصراع، بما فى ذلك الحلفاء، الدخول فى حرب شاملة، على الرغم من أن الضربة الإيرانية فتحت المجال لإطالة أمد الحرب فى قطاع غزة، متوقعًا أن المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية ستستمر على الأقل يومين أو ثلاثة أيام لأن العملية بدأت حتى تستمر، وسيحدد ذلك الواقع فى الميدان.

إلى ذلك، لفت المحلل السياسى الفلسطينى، يحيى قاعود، إلى أنه بالرغم من أن إيران حددت وقت الإطلاق، فإن الرد يُعتبر خارج السيناريوهات التقليدية عبر الوكلاء، وإنما جاء من الأراضى الإيرانية نفسها، موضحًا أن المواجهة الإيرانية- الإسرائيلية مفتوحة منذ سنوات، وهذا ما يعنى أن حالة الصراع قائمة ومستمرة، لكن إدارة الصراع والتحكم فى منحنى التصاعد والهدوء يخضعان لحسابات وأهداف كلا الطرفين.

المصري اليوم

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى