آراء

صورة “الخضر” تتغيّر

انتهت دورة “الفيفا” التي نُظمت بالجزائر، بمشاركة أربعة منتخبات، وهي بوليفيا وجنوب إفريقيا وأندورا والمنتخب الجزائري، وعرفت نجاحا كبيرا، بشهادة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي أثنى على التنظيم الجيد والصورة الإيجابية التي قدّمتها الجماهير الحاضرة..

في ملعبي عنابة ونيلسون مانديلا، وهو دليلٌ قاطع على قدرة الجزائر على احتضان أي منافسة قارية أو دولية، وهي أيضا صفعة للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذي أقصى الجزائر من احتضان منافسة كأس إفريقيا للأمم، في النسخ السابقة، لأسباب غلبت عليها النظرة الضيقة، ويكون وراء هذا المخطط الجهنمي من لا يحبون الجزائر، ويعملون في الخفاء على إبعادها عن تنظيم الاستحقاقات الكبيرة، رغم علمهم بأنها تملك كل إمكانات النجاح التي أظهرتها في عديد المناسبات، آخرها تظاهرة ألعاب البحر المتوسط التي جرت بوهران، وكأس إفريقيا للاعبين المحليين، وكأس إفريقيا للفئات الشبانية وغيرها.

وبعيدا عن التنظيم الجيد الذي عرفته هذه الدورة الدولية، فإن الجمهور الجزائري اكتشف أيضا منتخبا جديدا استطاع في ظرف قصير أن يمهّد لانطلاقة صحيحة في المنافسات القادمة، سواء باللاعبين المخضرمين المتواجدين منذ سنوات، أم ببعض الذين التحقوا حديثا. وحتى عن عودة بعض المغضوب عليهم في فترات سابقة، فقد أكدوا فوق الميدان، مثل براهيمي وبن رحمة، والمتألق ياسين بن زية، وعدة لاعبين آخرين، وهو ما يؤكد أن المنتخب الذي تنتظره تصفيات كأس العالم 2026 وكأس إفريقيا 2025 قد طوى رسميا صفحة النكسات التي مُني بها “الخضر” في السنتين الأخيرتين، وأصبحوا مستعدين لرفع التحدي والعودة إلى مستواهم الحقيقي الذي فقدوه مؤخرا.

المنتخب الوطني في “نسخة بيتكوفيتش”، الذي خلف جمال بلماضي، استعاد الثقة والرغبة في التألق؛ فاللاعبون سيعملون ما بوسعهم من أجل أداء جيد فوق الميدان لإقناع المدرِّب، لأن التقني الجديد لا يعترف بالأسماء بقدر ما يهمه الأداء فوق الميدان، وهو ما يجعل المناصب غالية. وحتى الذين لم يستدعِهم، عليهم بالعمل في أنديتهم، من أجل العودة إلى المنتخب الوطني، على غرار الهداف التاريخي إسلام سليماني، المطالب ببذل جهود إضافية لإقناع المدرب الجديد، مثله مثل العديد من اللاعبين الآخرين.. وحتى رياض محرز، الذي طلب مهلة للتفكير في مستقبله، عليه اتخاذ قرار سريع قبل تصفيات شهر جوان، وهل بإمكانه أن يساعد الجيل الجديد من اللاعبين على حمل المشعل مستقبلا؟

جديد المنتخب هذه المرة، هو عودة الهدوء إلى الندوات الصحفية، فالمدرب بيتكوفيتش يجيب عن كل تساؤلات الصحافيين مهما كان نوع السؤال المطروح، عكس ما كان يحدث سابقا، إذ كان المدرب الوطني السابق كثيرا ما يدخل في جدال مع بعض الزملاء، ما أعطى صورة سلبية عن منتخبنا الوطني محليا وحتى دوليا، زد على ذلك، أن “الفاف” تعمل على تسويق صورة “الخضر” بصور وفيديوهات تُنشر في موقع “الفاف”، آخرها الزيارة التي قام بها لاعبو المنتخب إلى جامع الجزائر، حيث انبهروا بهذا المعلم الكبير.

الجميع يكون قد لاحظ أن صورة المنتخب الجزائري قد تغيّرت منذ قدوم رئيس الاتحاد الجزائري الجديد، فاستقدام لاعب من الدوري الأمريكي (بقرار) وآخر من الدوري المصري (قندوسي) وثالث من الدوري الأذربيجاني (بن زية)، دليلٌ واضح على أن الأبواب مفتوحة للّاعبين الجيّدين، مهما كان الدوري الذي ينشطون فيه.

ياسين معلومي – الشروق الجزائرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى