أبرز العناوينتحقيقات وتقارير

“التطبيع السعودي” مع إسرائيل.. هل تغير شيء بعد حرب غزة؟

تناول مقال رأي، نشره الكاتب الأميركي البارز توماس فريدمان، مصير ملف محادثات التطبيع بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، الذي كان قد وصل لمراحل متقدمة قبل أن تشن حماس هجومها على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي.

وقال فريدمان في مقاله الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الثلاثاء، إنه زار الرياض مؤخرا وتحدث قبل ذلك مع مسؤولين أميركيين.

وأضاف فريدمان أن “الشيء الأكثر تفاؤلا الذي يمكنني نقله من الرياض، ومن التحدث مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن، هو أنه عندما تنتهي الحرب في غزة، ستظل السعودية ملتزمة من حيث المبدأ باستئناف المفاوضات التي كانت جارية قبل السابع من أكتوبر”.

فريدمان أشار كذلك إلى “وجود انطباع قوي للغاية بأن السعوديين يريدون من الأميركيين إنهاء الحرب في غزة في أقرب وقت ممكن، لأن صور الموت والدمار في غزة يمكن أن تؤدي إلى تطرف سكانهم من الشباب”.

والأربعاء، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن إدارته ما زلت تعتقد بأن هناك أملا في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

كذلك يعتقد السعوديون أن استمرار الحرب سيخيف المستثمرين الأجانب ويعرقل بشكل عام خطط المملكة المتمثلة برؤية 2030 لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفقا للكاتب.

ويؤكد الكاتب الأميركي أن “القادة في السعودية ليسوا متعاطفين على الإطلاق مع حركة حماس، ولن يشعروا بالحزن في حال اختفت من الوجود، إلا أنهم يشككون في الوقت ذاته في قدرة إسرائيل على القضاء عليها بشكل نهائي ويشعرون بالقلق من أن الضرر الذي يلحق بغزة سوف يؤدي إلى تفاقم العواقب السيئة غير المقصودة”.

ويرى فريدمان أن “استعداد السعودية، في حال ظل قائما، للمضي قدما في الحوار الأميركي السعودي الإسرائيلي الفلسطيني عندما تتوقف هذه الحرب، يمثل أمرا في غاية الأهمية”.

يقول فريدمان أن هذا الأمر (المفاوضات) ليس مجرد عمل خيري يقوم به السعوديون، بل هو استراتيجية بات يتبعها هذا الجيل من القادة في المملكة، وكذلك في الإمارات والبحرين والمغرب وهي ثلاث دول وقعت اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل.

يصف الكاتب هذه الاستراتيجية بأنها تتمثل في أنها لا تركز كثيرا على العواطف عندما يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رغم التعقيدات.

ويؤكد الكاتب أن “هؤلاء القادة ملوا من القول إن عليهم تأجيل أولوياتهم وتركيز طاقتهم واهتمامهم ومواردهم على القضية الفلسطينية”.

ولكن في الوقت نفسه، يشير الكاتب إلى أنهم “مرعوبون” من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن “الخبر السار يتمثل في أنه قبل بضعة أشهر، أجرت الحكومة السعودية استطلاعا خاصا لسؤال السعوديين عن شعورهم تجاه التطبيع مع إسرائيل، إذا جرى في سياق الدعم السعودي لإقامة الدولة الفلسطينية”.

ينقل الكاتب عن مسؤول مسؤول كبير القول إن “سبعين بالمائة من المستطلعة آرائهم وافقوا على ذلك”.

أما الخبر السيئ، وفقا للكاتب، فإن المسؤول ذاته أبلغه أن “الحكومة السعودية لن تجرؤ على إجراء هذا الاستطلاع اليوم بالنظر إلى الصور القادمة من غزة الآن”.

وفي مطلع الشهر الماضي ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي أن “السعودية لا تزال مهتمة” بمحاولة التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لافتا إلى أن وفدا من الكونغرس الأميركي زار المملكة بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال “أكسيوس” إن “وفدا من الكونغرس زار السعودية في زمن الحرب، حيث التقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.

وقال مصدر مطلع على المحادثات في السعودية للموقع الأميركي، إن “الرسالة التي سمعها وفد الكونغرس الذي يترأسه السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، من المسؤولين السعوديين، هي أنهم ما زالوا مهتمين بمحاولة التوصل إلى اتفاق تطبيع مع إسرائيل”.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تسعى لإبرام صفقة كبيرة بالشرق الأوسط، تتمثل في إبرام اتفاقية تعترف بموجبها السعودية بإسرائيل، وذلك قبل اندلاع الحرب بين الأخيرة وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007.

في هذا الإطار يقول المحلل السياسي السعودي، سعد بن عمر، إن “الأحداث في غزة غيرت الوضع الجيوسياسي في المنطقة، وبالتالي ستكون هناك ترتيبات ومقترحات جديدة”.

ويضيف بن عمر في حديث لموقع “الحرة” أن “القضية الفلسطينية سترمي بثقلها على المباحثات السعودية الأميركية المستقبلية، لما لهذا الملف من حيوية وتأثير واضح على المنطقة”.

ويشدد على أن “ما بعد أحداث غزة ليس كما قبلها بالنسبة للمفاوضات السعودية الأميركية”، مبينا أن “السعودية لها دور مؤثر على الجانب الفلسطيني ولاشك أن هناك تنسيق على أعلى مستوى بين السلطة الفلسطينية والقيادة السعودية”.

ويرى بن عمر أن “السعودية تربط الاعتراف بالوضع القائم في فلسطين بالتحرك على الأرض تجاه الفلسطينيين ومنحهم حقوقهم في اقامة دولة مستقلة وكذلك مناقشة وضع اللاجئين في الخارج”.

ويؤكد المحلل السعودي أن “هناك تمديد في المفاوضات، وكذلك إضافة ملفات جديدة وطرح استفسارات أكثر”.

ويلفت بن عمر إلى أن “السعودية هي الورقة الأخيرة بالنسبة للشرق الأوسط فيما يتعلق بالاعتراف بإسرائيل.. لذلك لا اعتقد أن المملكة ستفرط بهذه الورقة”.

وفي سبتمبر الماضي، قال الأمير محمد بن سلمان في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز” الاميركية، إن تطبيع السعودية مع إسرائيل “يقترب كل يوم أكثر فأكثر”، فيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، من منبر الأمم المتحدة، أن بلاده على “عتبة” إقامة علاقات مع المملكة الخليجية.

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم لمعاهدة إبراهيم التي أقامت بموجبها الإمارات والبحرين علاقات دبلوماسية مع إسرائيل عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة.

وبعد أيام من اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، نقلت وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من الحكومة السعودية قوله، إن “الرياض قررت تعليق المحادثات بشأن التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت المسؤولين الأميركيين بذلك”.

ولم تدن السعودية هجمات حماس، الحركة الفلسطينية المصنفة على لائحة الإرهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، دانت الرياض مرارا العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وكان بايدن قد صرح في أكتوبر الماضي، أن جزءا من أهداف هجوم حماس على إسرائيل، كان “لإحباط جهود إسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية”.

الحرة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى