آراء

قطر صانعة السلام.. رغم الركام

مع بداية سريان أول اتفاق هدنة انسانية مؤقتة بين حركة المقاومة «حماس» وبين العدو الاسرائيلي بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، لتضع حدًا للغطرسة الصهيونية المدمرة بعد أكثر من 49 يومًا على العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، مئات الصواريخ الحارقة الفسفورية خلفت الكثير من الدمار الهائل في البنى التحتية والبشرية معها حولت غزة الى مدينة أشباح، وعماراتها ومساكنها ومدارسها ومستشفياتها الى أطلال خاوية على عروشها تبكي سكانها، وخضبت أراضيها بدماء شهدائها الشرفاء ما بين 14000- 15000 شهيد، ناهيك عن ان الآلاف من الشهداء ما زالوا تحت أنقاض الدمار.

ومع العناد الإسرائيلي وغطرسته في استمرارية القصف العشوائي بلا توقف وبلا نتائج وبلا تحقيق الهدف الاسرائيلي في القضاء على حماس، وتكرار المشاهد الدموية الغوغائية العدائية يوميا، جعل العدو الاسرائيلي بين فكي كماشة الأسر الاسرائيلية المطالبة باخراج أبنائها الأسرى عند المقاومة الفلسطينية «حماس»، وبين الضغط الدولي بضرورة إيقاف الحرب نتيجة المشاهد الدموية اليومية خاصة مشاهد الأطفال، 95% من شعوب العالم انقلبوا ضد اسرا ئيل 5% ضد المقاومة تفسرها المسيرات الشعبية والمظاهرات المليونية بالأخص دول الغرب. منددة بالممارسات الصهيونية وضرورة تمثيل اسرائيل أمام المحاكم القانونية الدولية كمجرمة حرب بريطانيا وامريكا نموذج، جميعها شكلت كتلة سياسية موحدة بضرورة التحرك الدبلوماسي لايقاف نطاق الحرب، و نزيف الدماء التي أسفرت نتائجها عن الاتفاق بهدنة مؤقتة ومحددة بأربعة أيام قابلة للتمديد، يتوقف الحرب خلالها ويتم تبادل الأسرى بين الطرفين خلال تلك الفترة، وهاهم الأسري قد عادوا الى أسرهم وسط مشاعر جميلة ممتزجة بدموع الفرح بالحرية والانفراج، ودموع الحزن لأعداد الضحايا بصواريخ العدو، وما زال العدو يمارس غطرسته في الاغتيالات حتى لايترك ومضة من الفرح في نفوس الأسرى وذويهم ويطفئ بريق اللقاء بشروط، كمنع التجمع والظهور في الصحافة والادلاء بالتصريحات، وتوزيع الحلويات والاحتفالات، ناهيك عن القنابل الغازية التي وجهها لتفريق التجمعات أثناء اللقاءات الأسرية، إذن هناك خروق اسرائيلية لاختراق الهدنة، فهذه هي إسرائيل وسلوكها وأخلاقها وهمجيتها في القتل والتدمير وعدم الوفاء بالوعد وكما ذكرت في القرآن بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}.

في الختام شكرًا للدبلوماسية القطرية والفريق الناجح الذي يقوده سمو الأمير حفظه الله ويسابق فيها الزمن لكي يحقق فرصة لحقن دماء أهالي غزة وشهدائها. وتتنفس الصعداء من غبار الحرب، ولا ننسى الفريق الدبلوماسي والمفاوض الشرش الذي حقق هذا الانجاز بزياراته وجولاته المكوكية المتمثل برئيس الوزراء ووزير الخارجية حفظه الله، شكر الله لهما سعيهما لسريان الهدنة، بالرغم من صعوبتها ومطباتها التي قال عنها وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار «إسرائيل قبلت إملاءات السنوار وقيادة التنظيم في غزة، وصفقة التبادل خطوة خطيرة وغزة حصلت ما تريد» ولكن يبقي السؤال ماذا بعد الهدنة؟ وما مصير أهل غزة؟ هل تتبع اسرائيل لغة سياسية في التعامل مع غزة؟ وهل تتحول من هدنة مؤقتة الى دائمة أم ستعود الى لغة الحرب والدمار الذي هو ديدنها؟.

عائشة العبيدان – الشرق القطرية

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى