ذرف أعضاء الوفد الرسمي والأهلي الذي ذهب لمواساة أسرة الشهيد الرائد محمد أحمد حسن ، ذرفوا الدموع وهم يشقون طريقهم بصعوبة وسط جموع النازحين داخل إحدي المدارس بمدينة مدني حيث يسكن أبناء الشهيد وزوجته داخل فصل آيل للسقوط يتشاركون الهم ومرارة التشريد ..
• نعم .. أسرة الشهيد الرائد محمد أحمد حسن تسكن داخل مدرسة لإيواء مئات الأسر التي نزحت بسبب الحرب التي أشعلتها مليشيا التمرد السريع ..
• ليس غريباً أن تسكن الأسر الكريمة والمتعففة في مدارس ومقار الإيواء المؤقتة .. إنها طوارئ الحرب وعاديات الزمان ..لكن حالة أسرة الشهيد الرائد محمد أحمد حسن ترسل رسالة بمداد الصدق عن حال ضباط وضباط صف وجنود جهاز الأمن والمخابرات العامة الذين يظن كثيرون أنهم يتمتعون بميزات تفضيلية توفر لهم ظروف ومتطلبات حياة أفضل من غيرهم .. ولايدري الكثير من أبناء الشعب السوداني أن منسوبي جهاز الأمن يعانون كما يعاني غيرهم من عامة أهل السودان الذين جمعتهم مصيبة الحرب علي صعيدٍ واحد ..
• كان ممكناً للشهيد الرائد محمد أحمد حسن وهو ضابط عظيم بالخدمة أن يختلق الأعذار ويركن إلي دواعي الظروف الأسرية القاسية التي تعيشها أسرته وعلي رأسها أنها بلامأوي .. كان يمكن له أن يتواري خلف هذه الأعذار الواقعية وأن يُلاحق الجهة المختصة بجهاز الأمن لتوفر له ولأسرته سقفاً يظلهم من هجير وتشريد الحرب ..
• هذا عذر .. والعذر الآخر أن الشهيد الرائد محمد حسن أحمد كان لايزال ضابطاً بالخدمة ولم يتم تعيينه ليكون ضمن قوات جهاز الأمن التي تم استنفارها لخوض العمليات الحربية في جبهات المواجهة بالخرطوم ومواقع التأمين الأخري ..
• لم يركن الشهيد الرمز محمد أحمد حسن لكل هذه الأعذار .. ترك أسرته الصغيرة في مدرسة إيواء يقاسون كما يقاسي عامة الناس ..تركهم لله .. وذهب لماعند الله ..
• تقبّل الله الشهيد الرائد محمد أحمد حسن والذي سطّر بدمه الطاهر درساً جديداً من دروس الفداء والتضحية التي كتبها آلاف أمثاله من الأتقياء الأخفياء من شهداء وجرحي جهاز الأمن والمخابرات العامة ..
• لسنا من يذكِّر قيادة جهاز الأمن بمراجعة وتدبير أحوال أسر شهدائهم ومفقوديهم وجرحاهم ..لكن حالة الشهيد الرمز محمد حسن حالة خاصة .. ليس كثيراً عليهم مأوي خاص يقضون فيه أيام حزن البشارة علي والدهم حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا ..
• ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ..
الكاتب/ عبدالماجد عبدالحميد
