آراء

صفاء الفحل تكتب: اني أعتذر

 

رفض الراحل محمود محمد طه نسال الله له المغفرة تغيير أقواله وهو علي حبل المشنقة وظل المرجفون من الكيزان يرددون له بان كلمة واحدة منه يمكن ان تنقذه من الموت الا انه رفض ومات علي مبدئه
وحاول المتنبي الخروج من مصر و في طريق عودته إلى بغداد، اعترض طريقه “فاتك الأسدي”، وهو خال ضبّة الأسدي الذي هجاه المتنبّي في إحدى قصائده، ومعه جماعةً من أصحابه في منطقةٍ واقعة غرب بغداد تُسمى النعمانية، ولم يكن مع المتنبي عدد مكافئ لرجال فاتك، فهمّ المتنبي حينها بالهروب، إلّا أن غلامه استوقفه قائلاً: ألست القائل: الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعرفني؟
فخجل المتنبي فقال قولته الشهيرة (قتلتني يافتي) ورجع وقاتل حتى قُتل، فغابت شمس المتنبي وهو في قمة عطائه،

وقال المجاهد الليبي عمر المختار للمستعمر الايطالي الذي اخبره انه سينفيه الي ايطاليا بانه يفضل الاعدام حتي لايقول الناس انه في خلوته تلك قد طلب الرحمة والتاريخ مليء بالمواقف الرجولية لأبطال يعرفون قيمة المبدء والثبات في لحظات المحن و لكنه سيخجل من الاعترافات المخزية لمحمد الجزولي ورفيقه انس عمر،

عندما تم اعتقالي بعد حادث حذاء مجموعة الموز تم تهديدي بالقتل واغرائي بآلاف الدولارات لاعترف ولو كذبا بالمجموعة التي تقف ورائي فرفضت وقلت فقط أنني اعتذر (للعمر الكبير) فقد علمتني اسرتي احترام الكبير وليس للامر علاقة بالواقعة او الموقف وانني ساكرر نفس العمل لو عاد بي الزمان

واصدقكم القول بانني اليوم نادمه علي فتحي لبلاغ في مواجهة مايسمي بالتيار الرسالي للدعوة والقتال و الذي ظل يهددني عبر بريدي الالكتروني بالقتل والذبح والسبي بعد ان اتضح لي مستوي ضعف قادته وجبنهم وأن احاديثهم (جعجه بلا طحين) رغم انني خرجت بدرس بليغ باننا نعيش دولة بلا قانون حيث قالت النيابة انها لم تتمكن من الوصول لهذه المجموعة التي يعرفها الجميع … ولم اغضب فهذا هو حال الحكومات الديكتاتورية

التاريخ لايتوقف عن التسجيل ومباديء الرجال تكشفها المواقف الصعبة ولا احد يعيش الي الأبد ولكن سيرته هي التي تعيش .. ومن المؤسف ان البعض قد ترك سيرة جبانه ستتحدث عنها الاجيال القادمة كما ستتحدث تلك الاجيال عن بطولات الشهداء اللذين واجهوا الموت في ثبات من اجل تراب هذا الوطن ومستقبل هذه الامة فشتان بين عباس الذي مات وهو يحتضن الترس ومحجوب الذي وضع نفسه درعا لحماية رفيقاته من الرصاص وغيرهم من أبطال ثورة ديسمبر العظيمة وبين هؤلاء الجبناء اللذين ضحوا بكل الرفقاء في اعترافات مخزيه سيلعنها ويلعنهم التاريخ معها
والثورة مستمرة
والمجد والخلود للشهداء
والقصاص امر حتمي

 

 

صحيفة الجريدة

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى