صباح محمد الحسن تكتب: الوجه الخفي للحرب !!
صدم راميش راجاسينغهام، رئيس مكتب جنيف التابع للأمم المتحدة، خلال مؤتمر صحفي امس ، المراقبون بالداخل والخارج والمجتمع السوداني الذي يعيش اقامة جبرية في منزله ولايعلم عن الإحصائية الدقيقة لما فقد من ارواح وخسائر إلا عبر اجهزة الأعلام فأغلب سكان العاصمة الآن ومنذ بداية الحرب لم يروا حالة الدمار بالخارج الذي احل بالخرطوم
وارميش قدم تقييمًا خطيرًا للصراع الدائر في السودان، وكشف عن الخسائر البشرية الهائلة والحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية ، وقال إن الصراع، الذي اندلع في 15 أبريل أودى بحياة مئات الأشخاص وجرح أكثر من 5 آلاف شخص وقد حوصر ملايين آخرون في منازلهم وانقطعت عنهم الخدمات الأساسية والرعاية الصحية ، واضطر ما يقرب من مليون شخص إلى الفرار من منازلهم، حيث لجأ الكثير منهم إلى البلدان المجاورة وأكد راجاسينغهام أن هذا الوضع يمثل أكبر عدد من النازحين على الإطلاق في السودان وان نصف سكان السودان في حاجه ماسة لمساعدات انسانية فورية .
والوقوف على آخر جملة من تصريحات راميش هي صوت انذار لخطر كبير يقترب فالسودان نصفه يحتاج لمساعدة فورية ، إذن إن لم تصل هذه المساعدات سيموت نصف الشعب فإن لم يكن بحاجة مستعجلة لما وُصفت بالفورية فقد تكون هذه الحاجه دواء او طعام وهذا يعني أن الذي لايموت بالطلقة يموت جوعا ومرضا
وهذه هي الكارثة الانسانية التي لايدركها طرفي الصراع من الجيش وقوات دعم سريع ، فهمهم كله الآن كيف لك ان تسجل فيديو لتظهر فيه انتصارك على الطرف الآخر ، الانتصار الكذوب الذي لم يستطع واحد منهما تحقيقه على الأرض ، والحرب في شهرها الثاني ، ليقم الجيش او الدعم السريع بتسجيل فيديو واحد للمواطن وما يعيشه الآن ليدرك ان انتصارهم كان على المواطن فقط ، وانهم وفلول النظام وكتائبهم ، خسروا جميعا ومايحدث الآن هو عبارة عن عروض مسرحية لإنتاج المزيد من الكذب ، هذه حقيقه لن ينفيها اتهامك لقائلها ، بأنه عميل وخائن ، تجاوز المواطن هذه العبارات العقيمة الباهته ، عندما صُدم بالواقع وعرف حقيقة الأشياء وما بدأ بكذبة سينتهي بها !!
طيف أخير:
لا للحرب ..
لابديل للتفاوض ولا انتصار إلا عبر الحوار ومادون ذلك سيضاعف حجم الكارثة وستستمر المؤامرة ضد الوطن وشعبه
صحيفة الجريدة