هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: مدير شرطة هبيلا

 

أقشعر بدني وانا أتابع أضخم تظاهرة جماهيرية شاركت فيها كل الوان الطيف السياسي والقبلي والديني ، تظاهرة حمل فيها مجتمع محلية هبيلا بولاية جنوب كردفان الرايات الضخمة واللافتات وهو يصرخ رافضا نقل مدير شرطة محلية هبيلا المقدم منير عثمان فرح .

لم نسمع بهكذا اسم إلا من خلال التظاهرات والمواكب الضخمة التي خرجت في المحلية رافضة لقرارات رئاسة الشرطة بنقل الضابط المذكور ، خرجت هبيلا عن بكرة ابيها شيبا وشبابا واطفالا تسيل دموعهم وحملوا رايات بعضها كتب عليه الشباب وبعضها كتب عليه الطرق الصوفية والبعض الآخر حمل اسم المرأة بالمحلية والغرف التجارية واتحاد المزارعين والرعاة بل وحتى الجزارين بالاضافة للتجار وكل اصحاب المهن طالبوا بشدة بالإبقاء على المقدم منير ابن الدفعة المميزة (٥٨) وذلك ليس حبا فيه وانما تقديرا لجهوده فى بسط الأمن والاستقرار ومشاركة انسان المحلية في كل شيء حتى في مناسباته الاجتماعية ما خلق قاعدة عريضة من العلاقات وأواصر الاخوة التي جعلت حتى عتاة المجرمين ينقادون له وينصاعون لاوامره فأصبحت المحلية خالية من الجريمة تماما .

بعض ضعاف النفوس حاولوا اغتياله قبل فترة ولكن خرج الاهالي عن بكرة ابيهم مناهضين ومستنكرين للأمر وثارت الدنيا ولم تهدأ رافضين ذلك الأسلوب البشع ومدافعين عن مدير الشرطة بالمحلية ويا له من نموذج ومثال كريم يوضح ان الشرطة بخير ولكن فقط نريد من المجلس السيادي والقادة السياسيين ان يبتعدوا عن الشرطة وان لايحاولوا الزج بها في تصفياتهم السياسية وان لا تأتمر بأمر الساسة وان تتلقى اوامرها فقط من صميم تنفيذها لعملها القانوني كجهاز تنفيذي مهمته تنفيذ القانون .

مثلما طالب الاهالي بمحلية هبيلا بالابقاء على المقدم منير وتكسير امر النقل نطالب مدير عام الشرطة بالاستجابة لهم وايقاف تنفيذ امر النقل احتراما لإنسان هبيلا ومدى احترامه للشرطة.

بالامس استوقفني موقف في بص كنا على متنه متوجها صوب الحاج يوسف حيث امتطى البص شاب يرتدي زي شرطي بمنتهى الأناقة والفخامة والاحترام والهيبة وكتب على شارته (محمد اسماعيل) وكان البص مزدحما فوقف هادئا ولكن فاجأتني اصوات علت وهم ينادونه (يا سعادتو تعال اقعد) ولكنه رفض واصر وتمسك بأدب جم أعجب كل ركاب البص ورفض دعوتهم للجلوس بتهذيب وهو يقول انه جلس بالمكتب كثيرا وينبغي ان يقف قليلا حتى ينشط الدورة الدموية وشكر من حوله بلباقة جلبت البهجة لركاب البص الذين احترموا الشرطة في شخص ذلك الشاب .

موقف ثالث في مجمع خدمات الجمهور بحري وهو مجمع يستحق الثناء والتقدير لانه يقدم أفضل خدمات للجمهور من الاستقبال الراقي وحتى الاداء واحسب ان مدير المجمع والعقيد محمد عثمان البرتيني والمقدم عثمان ضربوا أروع امثلة في التفاني والإخلاص وهذا حينما ذهبت لاستخراج بعض اوراقي الثبوتية وانا من طبعي لا استعين بالقادة في قضاء حوائجي واذهب منفردة ولكن عندما ذهبت ودون ان يعرفوا من انا وجدت هؤلاء يشرفون بأنفسهم على خدمة المواطن في اسلوب أشبه بخلية النحل في الاداء والتنسيق فان كنت عزيزي القارئ تريد خدمة بدون استعانة بصديق او معرفة فعليك بمجمع بحري ، والتحية والتقدير بمجمع الخرطوم وأم درمان وكل نماذج الشرطة الحية .

أمثال هؤلاء يجب ان يكرموا يا مدير عام الشرطة لا ان تغض الطرف عنهم فسياسة الجزاء بالإشهار مثلما تطبق سياسة العقاب بالإشهار العلني يخلق نوعا من العدالة والرضا اما حينما يعاقب المقصر ولا يكافأ أصحاب الإنجاز فهذا يخلق أزمة وعدم رضا .

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى