أخبار الولايات

زعامات أهلية في دارفور ترفض حملات التجنيد العشوائي بالإقليم

ازدادت تحذيرات الإدارات الأهلية للقبائل بدارفور، من خطورة التجنيد والتجييش الذي يقوم به عسكر الانقلاب المتصارعون على السلطة، رافضة بشدة الزج بأبنائها في الحروب لتحقيق أجندات سياسية.

 

وأصدر عدد من الزعامات الأهلية في دارفور بيانات متتالية، تحذر من حملات التجنيد العشوائي لأبناء القبائل بالإقليم مما قد يؤدي إلى اشعال الفتنة والحرب وإطالة أمد النزاع القبلي.

وتأتي هذه التطورات، في وقت احتدم فيه صراع السلطة بين قائد الانقلاب عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وقال ناظر عموم قبيلة بني هلبة، التوم الهادي عيسى دبكة، إن هنالك جهات درجت على تجنيد أبناء المنطقة دون علم الإدارة الأهلية، داعياً منسوبيه لعدم الانخراط في مثل هذه الأعمال إلا عبر الطرق الرسمية والمعمول بها في الدولة.

 

من جهتها قالت نظارة عموم قبائل الفلاتة، إنها “لاحظت وجود حملة واسعة لتجنيد الشباب وتجييش القبائل ضد بعضها البعض في دارفور، الأمر الذي ينذر بانفلات أمني كبير في المستقبل القريب إذا لم يتدخل العقلاء والحادبون على مصلحة السودان لوقف هذا التجنيد العشوائي”.

وأكد ناظر قبيلة الفلاتة محمد الفاتح السماني، في بيان تلقته (الديمقراطي)، إن قبيلته تدعم بقوة عملية التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة عبر انتخابات حرة ونزيهة، كما تقف بصلابة مع كافة اتفاقيات السلام الموقَّعة الداعية إلى استتباب الأمن ورتق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين جميع مكونات الشعب السوداني.

أجندات سياسية
واستنكر عملية التجنيد العشوائي التي تجري الآن، مضيفًا: “نرفض بشدة الزج بأبنائنا في الحروب لتحقيق أجندات سياسية”.

 

وناشد السماني القيادة العليا للبلاد بالتحرك الفوري لوقف هذه الأعمال والتي ستؤدي إلى انزلاق البلاد إلى الفوضى والحروب، مشدداً على ضرورة الاحتكام لصوت العقل والحكمة في حل المشاكل، داعياً جميع الأطراف لضبط النفس وتفويت الفرصة على المتربصين بأمن الوطن.

وناشد جميع أبناء قبيلة الفلاتة على امتداد السودان الكبير بعدم الانجرار وراء أي عمل من شأنه أن يزعزع أمن واستقرار الوطن والمواطن، والابتعاد عن التشرذم، أو الاصطفاف مع أي جهة تسعى لتحقيق أهداف سياسية من خلال إشعال الحروب.

 

بدورها حذرت نظارة عموم قبيلة الهبانية، بشدة من مغبة التجنيد العشوائي والقسري الذي ظهرت ملامحه في القرى والفرقان، بدارفور، محملة الجهات التي تقوم به مسؤولية نشوب اي فتنة نتاج هذا العمل.

وطالبت في بيان، جهات الاختصاص للتدخل الفوري والمباشر من أجل وقف نهائي لعمليات الاستقطاب لتجنيد الشباب إلا عبر القنوات الرسمية، معلناً استعداد القبيلة التام للتعاون الإيجابي مع كافة الوطنيين المخلصين لإخراج الوطن من نفق سلسلة الأزمات.

 

ودعا البيان إلى أهمية المحافظة على مكتسبات اتفاقية سلام جوبا، ودعم كافة مشروعات بناء السلام وتحقيق الاستقرار في كافة ربوع السودان.

كما دعا إلى ضرورة المحافظة على مكتسبات ثورة ديسمبر التي نادت بتطبيق الحرية والسلام والعدالة على أرض الواقع، وأهمية إكمال كافة الترتيبات الدستورية والتشريعية والقضائية، والترتيبات الأمنية التي تفضي الى فترة انتقالية تفضي الى انتخابات حرة ونزيهة.

 

صراع السلطة
ومؤخراً، احتدم الصراع على السلطة بين قائد الانقلاب ونائبه، في أعقاب مواقف البرهان المتملصة من “الاتفاق الإطاري” ورغبته في البقاء على قيادة مجلس السيادة بكافة الصلاحيات.

 

وكانت مصادر كشفت بحسب صحيفة الديمقراطي، عن إعادة مجموعة هيئة العمليات السابقة بجهاز الأمن، إلى العمل تحت إمرة هيئة الاستخبارات العسكرية، وفي ذات الوقت انطلقت عمليات التجنيد في دارفور.

ويرى مراقبون أن إعادة البرهان لهيئة العمليات سيئة السمعة إلى العمل، تحت إمرة الجيش، قد يكون في إطار صراعه مع نائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).

 

وأشاروا إلى أن البرهان وحميدتي كلاهما طامعان في السلطة، بيد أن الأول يريدها عاجلاً، الأمر الذي دفعه لمحاولة التملص من الاتفاق الإطاري، الذي نص على إبعاد الجيش عن السياسة، حيث يسعى البرهان لإعادة مجلس السيادة مرة أخرى وتنصيب نفسه رئيساً له ومسؤولاً عن كل الأجهزة الأمنية العسكرية، بينما يفضل حميدتي عدم الاستعجال والانتظار أكثر، لذلك يعلن التزامه بالإطاري.

وأكد المراقبون أن طمع البرهان وحميدتي في الانفراد بالسلطة يعقد الترتيبات الأمنية والإصلاح الأمني العسكري، كما يهدد بدفع البلاد إلى حرب أهلية تحرق ما تبقى من سلطة مركزية.

الخرطوم: (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى