عثمان ميرغني

عثمان ميرغني يكتب: لا أنطق الله البنادق

 

البندقية لا تقتل، الذي يقتل العقل الذي يأمر بالضغط على الزناد.. والمطلوب الآن وبصفة عاجلة التأثير على العقل الذي يملك القرار.

فليحسب حسابات الربح والخسارة..لن يربح أحد وسيخسر الجميع قادة وشعباً إذا أنطق الله أفواه البنادق.. السودان لا يعاني من مشكلة حقيقية، محض توهم وشيطان الطمع الذي يغري البعض بالتعويل على العضل لا العقل.. انظروا إلى دول أخرى تحوَّلت إلى ساحات حرب لأنها أصلاً كانت مشروع كوارث تنتظر من يفجِّرها.. مسألة “دمج القوات” وتكوين جيش سوداني قومي واحد متفق عليها من الجميع، لم ترصد الأخبار تصريحاً واحدًا لأي مسؤول من أي طرف أين المشكلة؟ المشكلة أن تتحوَّل هذه القضية إلى كرة قدم لي نلعب السياسة، يركلها من يشاء كيف يشاء.

من الحكمة أن نترك الأمر للعسكريين من كل الأطراف. فقضايا دمج القوات ليست مجرَّد قوائم ضباط وجنود ترسل إلى القيادة العامة للجيش السوداني.

هي مسألة وتفاصيل فنية تتطلب الخبرة والتخصص وقبل ذلك أن تدار بحكمة من داخل أرفف العمليات والاجتماعات المغلقة بإحكام.. فالأسرار العسكرية لاتصلح مطلقاً مادة للخطب السياسية والبلاغة المنبرية.. المطلوب الآن أن يركز الساسة في أوراقهم.. في ما يليهم من واجبات.. فالبلاد بلا حكومة تنفيذية ولا برلمان ولا مؤسسات العدالة العليا ولا مفوضيات ولا يحزنون.. من الحكمة سحب الأجندة العسكرية من هتافات الشارع.. طالما أن أهل الشان العسكري متفقون على الأهداف ومختلفون على الوسائل..

اتركوا ما للعسكريين للعسكريين.

 

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى