أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: أصحاب “الأذيال المنفوشة”

 

(1)
لستُ وحدي من يزعم أن ثمة علاقة وطيدة بين النفاق والمراوغة والسياسة، فالأولى والثانية هما الساقان الذين تقوم عليهما الثالثة … تلك الثالثة التي لا تستغنى أبدا عن “آيات” الأولى ، إذ تجعل من آيات المنافق الأربعة (عِدَّة الشغل) الضرورية لبلوغ الأهداف والغايات لكثير من الساسة إلا من رحم .. تستخدمها بحنكة وخبرة وتمرس..الكذب في موضع الكذب بقرينة الصدق ، والغدر في موضع الغدر بقرينة الوفاء، والخيانة حينما تستدعي المصالح الخيانة ، والفجور في الخصومة حينما تكون الحاجة إليها ضرورية لحماية المصالح..
(2)
المراوغة وتلك صفة تجعل ذلك الصنف من الساسة يحمل كل صفات الثعلب المكار لايختلف عنه إلا بـعدم القدرةعلى المشي (على أبع) ..يبرز في ثياب الواعظين يحدثك عن المباديء و(الشفافية) والنزاهة وقيم العدل والمساواة أمام القانون والعدالة الإجتماعية ،وإذا خلا بعضهم إلى بعض لعبوا بـ (أذيالهم المنفوشة) وتبولوا على كل تلك القيم التي حثدونا عنها حينما كانوا في ثياب الواعظين…هذا الصنف من الساسة منافقون مردواعلى النفاق وبأفعالهم وممارساتهم هلك الناس والحرث والنسل..
(3)
أول آية من آيات نفاقهم يبدون خلاف ما يظهرون …يبدون ذهداً في السلطة والتأكيد على ذلك بالقول بالعبارة المشهورة عند الساسة : (نحنُ لسنا طلاب سلطة)..أو بالشعارات مثل : (لا لدنيا قد عملنا) ،أو(عشانك يا بلد) .. يبدون زهدا مصطنعا في السلطة، وفي الواقع يتعاركون ويتصارعون حول الكرسي والسلطة، والمال والجاه والموارد ، يتقاتلون يتآمرون على بعضهم ، على شعبهم ، على وطنهم ،وإن اقتضى الأمر تجريب العمالة سفارة سفارة تحت غطاء الإستعانة بالمجتمع الدولي ، والأصدقاء والشركاء الإقليميين والدوليين..
(4)
ما استطيع قوله أنني أزعم أن 99% من الصراع السياسي الذي حدث في التأريخ منذ أن عرف الإنسان الإدارة وشئون الحكم والسياسة هو صراع حول السلطة والكرسي والملك والجاه والمال والموارد ،وفي حلبته قتل الأب ابنه والإبن أنهى حياة والده، والأخ اغتال شقيقه، أو أخاه أو صديقه، وأن 1% فقط هو الصراع يتراءى لغير تلك الغايات، هكذا ازعم والله أعلم….اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى