تحقيقات وتقارير

مع تفاقم الضائقة المعيشية.. نساء يرتدين (لبس خمسة) ويقتحمنّ سوق العمل

نساء كُثر دخلنّ سوق العمل وأصبحنّ يعملن جنبا الى جنب مع الرجل، كثيرات فرضت عليهن ظروفهن بعد وفاة أزواجهن أن يتقمصن دور الزوج في تربية الأطفال ورعاية الأسرة، وهذه الواقع الأليم كان كافيا بان يرفع من نسبة النساء العاملات بسوق العمل، عدد من النساء العاملات واغلبهن من الأرامل أكدن على أن الظروف الاقتصادية القاهرة من دفعتهن الى سوق العمل بمختلف ضروبه، وأوضحن أن وفاة رب الاسرة أو اختفاءه يظل الخبر الصادم لكثير من النساء الأرامل اللائي لم يبق لهن غير إرتداء جلباب الزوج المرحوم ولبس عمامته، لمواصلة ذات المسير الذي كان عليه قبل إنتقاله الى الرفيق الاعلى تاركاً خلفه أطفاله لا كفيل لهم بعده إلا الله .

بائعة الكسرة:-

قالت عائشة إنها ظلت تعمل في بيع الكسرة وبعض السلع الغذائية بالسوق العربي منذ خمسة أعوام، بعد أن توفي زوجها وترك لها أربعة أبناء جميعهم في المراحل التعليمية المختلفة، وقالت بعد رحيل زوجي المفاجئ إثر حادث حركة فعلت كل شيء من أجل المحافظة على أسرتي ولم يبق امامي غير أن أرتدي جلباب زوجي لأكمل المشوار في تربية الاطفال، وأردفت عندما ارتفعت تكاليف المعيشة لجأت للعمل في بيع الكسرة داخل المنزل وخارجه لتربية أبنائي، ثم انتقلت للعمل بالسوق العربي قبل عام، مع الاحتفاظ بزبائني بالحي حيث اقوم بتوزيع ما يحتاجون من طلبات ثم أضع الباقي في اكياس بعدد من الدكاكين بالمنطقة، ومضت، العمل بالأسواق له فوائد كبيرة لولا ملاحقات المحلية التي ظلت تفرض الرسوم على النساء العاملات في السوق والتي تبلغ حوالي 50 ألف شهرياً، وقالت أن لفة الكسرة الواحدة 50 جنيه، وأشارت أن هذا السعر من الصعب تنفيذه نسبة للوضع الإقتصادي الحالي لأن هنالك بعض الزبائن يهربون من هذا السعر رغم أن المصروف اليومي أصبح لا يغطي إحتاجات الأسرة، وأضافت عائشة أن عمل المرأة خارج المنزل أصبح ضرورة حتمتها الظروف الأسرية سواء كانت تلك العاملة مطلقة أو أرملة، واستدركت قائلة أحياناً تجد صعوبة في التوفيق بين العمل والعمل داخل البيت، ونوهت الى رعاية الأطفال أسهل من الانفاق عليهم وتحقيق طلباتهم من مأكل ومشرب وعلاج .

صانعة العطور :

قالت صانعة العطور نجوى محمد أنها انفصلت عن زوجها، وتعمل في تجارة صناعة العطور السودانية وبيعها في الأحياء، وتعول أسرة مكونة من ستة أفراد وهم جميعهم قصر أجبرتهم ظروف الحرب والنزاعات بالهجرة من دارفور والسكن بالعاصمة، وأنها خرجت بحثاً عن العمل من أجل تربية أبنائها وهي تقضي اليوم باكمله خارج المنزل من أجل تسويق البضاعة بين الزبائن، وأكدت في حديثها لـ(الجريدة) إن الظروف المعيشية أحياناً تجبر المرأة على العمل خارج المنزل حتى وأن كان العمل يجعلها تقصر في واجباتها المنزلية، خاصة عندما تكون أم لعدة أطفال جمعيهم يحتاجون للرعاية، ونوهت الى ان مرض الزوج أو عجزه في توفير تلك المستلزمات يحتم على الزوجة أن تنوب مكانه وتسارع في رعاية الأسرة وتوفير كافة متطلباتها، وأضافت إن دخل زوجها اليومي بسيط لا يكفي لتلبية متطلبات أطفاله لذلك خرجت باحثة عن زيادة الدخل، وأكدت أنها خلعت ثوب المرأة ورمت بكبريائها من أجل أبنائها وتأمين مستقبلهم حتى أن عملت في بعض الأعمال الشاقة، فيكفي أنها أستطاعت ان تجعل المستحيل ممكنا من أجل توفير اللقمة الكريمة لأسرتها وأنها ظلت تعمل منذ أربعة سنوات في صناعة العطور وبيعها في الأحياء.

بائعة الإسكريم:

من جانبها قالت بائعة الآيسكريم وعاملة النظافة بإحدى الجامعات الحكومية عائشة مصطفى أنها خرجت للعمل خارج المنزل بعد أن توفي زوجها وترك لها ثلاث أبناء وهي تسكن الخرطوم الأزهري، وقالت تعمل اولاً كعاملة نظافة في جامعة افريقا العالمية ثم تعمل في بيع الإسكريم بالقرب من الجامعة عقب الدوام، وتخرج منذ الصباح للعمل خارج المنزل من أجل تلبية الإحتياجات اليومية لأبنائها الثلاث من مصاريف وإحتياجات وطلبات خاصة، ونوهت إلى أنها واحدة من الآلاف ممتهنات بيع الإيسكريم بسبب متطلبات المنزل من أزمات متجددة تتمثل في الخبز وتوفير غاز الطهي وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وبعض المستلزمات المنزلية الأخرى، وقالت أن المراة السودانية ظلت تكابد من أجل لقمة العيش، وأوضحت أنها تعمل في بيع الاسكريم لأكثر من 5 أعوام من أجل تحصيل عوائد تمكنها من تلبية إحتياجات البيت، وتمضي: أصبحت الأم والأب بالنسبة للأولاد القصر بعد رحيل زوجي منذ عدة أعوام مضت، أتحصل علي إيراد يومي في بيع الآسكريم قدرته بمبلغ 5 ألف في اليوم، وأردفت، تحصيل عائدات الآيسكريم بجانب الراتب الشهري من الجامعة في عمل النظافة يكفيانها في تلبية متطلبات الحد الأدنى من المعيشة، وأكدت ان الايراد في مجمله يذهب لشراء المواد الأساسية لصناعة الآيسكريم، وتطمح عائشة في توسيع محلها الخاص ببيع الآيسكريم.

بائعة الخضار:

من جانبها قالت بائعة الخضار خديجة عبدالكريم إنها تعمل أكثر من 20 سنة في بيع الخضار بالسوق العربي بالقرب من الأستاد ولديها اكثر من 9 أبناء، وأوضحت أنها تخرج منذ الصباح الباكر من أجل مواصلة العمل لتربية ابنائها وتلبية متطلباتهم ونوهت الى أنها كان لديها أكثر من 4 أشخاص يعملون معها في ترتيب الخضار والبيع بتوزيع الخضروات لعدد من المطاعم والكافتيريات، واستدركت بالقول: اليوم يعمل لدي شخص واحد والعائد انخفض بنسبة كبيرة بعد ان فقدت عدد من الزبائن في المرحلة الماضية لظروف مرضية، وقالت بحسرة : أنا لديها 3 من الأبناء في المرحلة الإبتدائية و4 من البنات يدرسن في الجامعات السوانية والمعلوم أن التعليم أصبح اليوم مكلف جدا، ومضت: وضعي الاقتصادي متدهور كثيرا، اصبحت اليوم عاجزة تماما عن تلبية رغبات أبنائي وتلبية مستلزمات المنزل من مأكل ومشرب وخلافه من ضروريات الحياة .

بائعة الملابس:

بائعة الملابس حواء حامد أكدت أنها وفدت الى العاصمة بعد إندلاع الصراع بالولاية حيث فقدت ولدها وزوجها بسبب المشاكل والنزاعات القبيلة، وقالت انها تشتري كثير من الملبوسات الجاهزة من سوق ليبيا بأم درمان بالسعر الإجمالي وتبيعها بالتجزئة بالسوق العربي، وظلت تعمل في بيع الملابس أكثر من ثلاث سنوات، منوهة الى أنها في كثير من المناسبات تذهب لبيع الملابس داخل الأحياء السكنية، وقطعت بأنها خرجت للعمل من أجل تربية أخواتها غير المتزوجات وتلبية متطلباتهم وتوفير أجرة السكن .

الخرطوم(كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى