عثمان ميرغني

عثمان ميرغني يكتب: انطلاق المرحلة الأخيرة للعملية السياسية

 

مساء أمس شهدت قاعة الصداقة بالخرطوم إنطلاق المرحلة النهائية للعملية السياسية، احتفال فخيم شهده عدد كبير من قادة المكونات السياسية وسفراء الاتحاد الأوروبي والدول العربية وبالطبع كان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضوالسيادة دكتور الهادي إدريس على راس الحضور.

بدء هذه المرحلة يعني عملياً انهيار محاولات إلحاق القوى السياسية الأخرى وعلى رأسها مكونات الكتلة الديموقراطية التي كانت قاب قوسين أو أدنى للاتفاق مع المجلس المركزي . وإذا لم تحدث معجزة في ما تبقى من أيام هذا الأسبوع فان العملية السياسية قد تواجه فشلاً مبكراً لكونها تفشل في توفير منصة انطلاق قوية لما بقي من الفترة الانتقالية..

فوجود معارضة من الجذريين وقوى المقاومة يضاف إليه الكتلة الديموقراطية يضاعف من حجم الصخور التي تنتظر الحكومة الانتقالية، إذا وصلت البلاد مرحلة تكوين الحكومة وهو أمر مشكوك فيه مع هذه الظروف. وفي تقديري إن قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) لم تمنح نفسها سعة النظر في كامل رقعة الشطرنج السياسي بالبلاد..

فالمطلوب استعجال تشكيل الحكومة المدنية بديلاً للسلطة العسكرية و هو أمر دونه رياح شديدة سيزداد هبوبها بما وفرته من امتناع لتوسيع قاعدة الاتفاق الإطاري.. لا زلت على يقين أن توقيع الاتفاق الإطاري لا يجب ان يكون محل تردد لأي حزب سياسي سوداني؛ فهومجرد إعلان مبادئ لا يحرم كل ذي رأي مخالف أن يطرح وجهة نظره إن لم يكن قبل الاتفاق النهائي فهناك فرصة أوسع وأكثر تاثيراً بعد تكوين المجلس التشريعي.. فهو محل صناعة التشريعات والقوانين التي ترقى للمستوى الدستوري الذي يجْبْ ما قبله بما في ذلك الإطاري والنهائي. الوثائق التي تختلف عليها القوى السياسية الآن لن تصعد الى جبل يعصمها من الماء عندما تستعيد البلاد الفترة الانتقالية ومؤسسات الدولة و يبدأ فيضان العمل لاستكمال بنيان دولة السودان الحديث. من الحكمة رفع الحساسية بالزمن والحاجة الحاسمة لترتيب الأولويات.. #مافيش_وقت

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى