هاجر سليمان

هاجر سليمان تكتب: رسوم الجامعات واحتجاجات الطلاب

 

في بلد مثل السودان الانسان ارخص سلعة والاخير في قوائم اولويات الحكومات، بلد مثل السودان يخطو بخطى حثيثة نحو الدمار والسقوط في الهاوية في ظل انعدام الانظمة السياسية السلسة وتمدد الطفيليات وادعياء النضال والباحثين عن السلطة والنفوذ والاغبياء .
بلد مثل السودان انطبق عليه تماماً ما قاله نابليون من مقولته المشهورة (الثورة يقوم بها العظماء والشجعان ولكن سرعان ما يفوز بها الجبناء)، ثم انه فجأة خرج من تحت الكراسي من وجد نفسه فجأة وبلا سابق مقدمات يتولى منصبا لم يكن يوماً يحلم بانه سيصل اليه ثم يبدأ مسلسل ابتزاز الشعب .
آخر ما كنا نتوقعه ان يحدث هو ان ينجح مخطط قادة الماسونية الذين خططوا له منذ نحو اقل من اربعين عاماً والذي خطط له بنفسه لم يصدق الآن انه على قيد الحياة ويشاهد نتائج ماوضع من خطط تطبق على ارض الواقع السوداني .
الآن السودان في مرحلة العودة الى المربع الاول تفشي الجهل والبطالة وانتشار المخدرات وحرب العصابات والمتفلتين وحملة السلاح وتسعة طويلة وسيادة قانون الغاب والبقاء للاقوى والحشاش يملأ شبكته .
الآن كل جامعات السودان وعلى قلب رجل واحد وكأنهم جلسوا مع بعضهم وخططوا ونفذوا وجميعاً بصوت واحد وتصرف موحد رفعوا رسوم الجامعات في تصرف لا يليق بمستوى مؤسسات جامعية، بل هو تصرف اشبه بنظام الاقطاع الذي كان سائداً في القرون الوسطى حيث يتم رفع معدلات الضرائب والجبايات وينفذ ذلك بالارغام ويدفع التجار عنوة وهم صاغرون او يعرضون انفسهم للإعدامات بالمقاصل فما الفرق بين عصور الجهل وإدارات الجامعات السودانية اليوم إذن .
مافعلته الجامعات تصرف لا يخرج عن دائرة ابتزاز الاسر ولي الذراع واتباع سياسة أصحاب الاموال فقط هم من يمكنهم نيل تعليمهم وابناء الفقراء لامحل لهم من الإعراب ، ما يحدث بمرأى ومسمع ومرمى حجر من مجلس السيادة ورئيسها الفريق اول عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق اول حميدتي واعضاء المجلس السيادي ينظرون ويغضون الطرف وكأنهم يباركون تلك الخطوة التي تعتبر تدميراً لمسيرة التعليم في البلاد وخطوة في الطريق الجهل وتفشي الامية والعودة بالدولة الى العصر الجاهلي .
ما يحدث بالجامعات لايدرك البرهان وزمرته خطورته وما يحدث لإخوتنا وابنائنا الطلاب من طرد وإغلاق للجامعات امر مؤسف وبغيض والجميع يرى ولايتكلم والوحيدون الذين يعبرون عن غضبهم هم الطلاب الباحثين عن حياة افضل .
الجامعات بتصرفها ذلك تسهم كثيراً في ملء الشوارع بالمدمنين وتدمير الشباب وانتشار الجهل والمزيد من السلوكيات والأخلاقيات غير السوية، فمن أين يحصل الطلاب على تلك الاموال الطائلة لتكملة دراستهم الجامعية ؟
الجامعات بتصرفها ذلك ورفعها للرسوم بتلك الطريقة الخرافية تقول للطالبات اذهبن فانتن أحرار مارسن الفاحشة وافعلن ماتفعلن ولكن لاتأتين الى مباني الجامعة الا وانتن تحملن اموالا كافية تمكنكن من تسديد رسوم الجامعات، وبالذات القدر تقول الجامعات للطلاب اذهبوا مارسوا الفاحشة ماظهر منها وما بطن روجوا المخدرات وتعاطوها انهبوا واسرقوا واحملوا السلاح بل افعلوا ماتفعلوا ولكن لن تلجوا الجامعات إلا بأموال طائلة تمكنكم من تكملة دراستكم.
يبدو لي ان العمالة والارتزاق لم تتوقف عند حد أشخاص معينين بل حتى انه غزا قطاع التعليم انتهبوا ياسادة وإلا فالطوفان !!

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى