محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: (أهلية) الحركة المسلحة!

 

(1)

كنت اسمعهم في الماضي يتحدثون عن ضرورية (اهلية) الحركة الرياضية وكنت اعجب من ذلك واتحمس له .. للاسف الشديد تحول هذا العشم الى السياسة لتصبح (الاهلية) في اهلية الحركات المسلحة.
ظهر ذلك في (الخطوط الحمراء) التى تضربها القبائل لحماية ابنائها في السلطة.
الخطوط الحمراء عادة توضع في التجاوزات .. انت لست في حاجة ان تحمي من يصلح بالخط الاحمر، لأن القانون هو الذي يشكل الحماية.
(2)

مشاركة النظارات والادارات الاهلية في السلطة امر يمكن ان يقود السودان الى الزوال.
استغلال (القبائل) في الضغط على الحكومة وتشكيل المجالس (العليا) او الكيانات (المسلحة) شيء يجب ان تتعامل معه الحكومة بحسم.. حتى وان ادى ذلك الى تشريع قوانين ولوائح تمنع هذا الامر وتحاسب عليه حساباً عسيراً.
لكن كيف يكون لنا ذلك اذا كانت البلاد تفتقد لمؤسسات المدنية وتدار من غير مجالس تشريعية ومن غير محكمة دستورية ومن غير رئيس وزراء؟
هذه الفراغات جعلت النعرة العنصرية تتقدم لتحل (القبيلة) مكان (المؤسسة) وتظهر (القبلية) محل (المهنية) و(الاحترافية).
في العهد البائد كان الكثير من مؤسسات الدولة التوظيف فيها يتم على اساس (قبلي) وهذا واضح الآن في الكثير من القطاعات – القبلية بدأت من هنا.
اذا تحول الصارع السياسي في السودان الى صراع (قبلي) سوف يحول البلاد الى (جحيم) لا يطاق.
الادارات الاهلية دائماً المعايير عندها معايير (قبلية) وهي تحشد الآن وتستنفر من اجل (الانتخابات).
عانت دارفور من نار القبلية والعنصرية كثيراً وما زالت تعاني من النزاعات القبلية .. وعلى ما يبدو اننا سوف ننقل هذه التجربة الى الشرق والشمال والوسط .. بل سوف ننقلها الى العاصمة القومية .. التى تحولت من العاصمة (المثلثة) الى العاصمة (المسلحة) في ظل الجيوش التى توجد في العاصمة كما اشرنا الى ذلك كثيراً.
العاصمة الخرطوم التى كانت تتميز بقوميتها اصبحت منطقة صراع ونفوذ قبلي.
تحولت العاصمة الى (ثكنات عسكرية).
(3)

قبل فترة قصيرة كان الصورامي وهو الناطق رسمي سابق بالقوات المسلحة قد اعلن عن تكوين (جيش) قطاع خاص .. قال انه تكون من اجل ان يحفظ للشمال والوسط نصيبهم من السلطة والثروة.
ثم ظهر كيان عسكري اخر في البطانة .. ظهر قادته على مواقع التواصل الاجتماعي بالبزة العسكرية وكأنهم في طريقهم الى تحرير الاراضي العربية المحتلة.
سبق ذلك جيش البجا الذي يهدد بالانفصال ولا يتوانى في ذلك.
قبل ايام قليلة اعلن في احد فنادق الخرطوم المعروفة عن المجلس الاعلى لابناء الشمالية وجاء على رأس هذا المجلس الفريق اول يحيى محمد خير.
المفارقة ان الفريق يحيى محمد خير هو الامين العام لنادي الهلال – نادي الحركة الوطنية والنادي الذي يدعم (القومية) ويوحد السودان مع نده المريخ.
النظام البائد هو السبب في تجييش الشعب السوداني وتسليح القبائل لتخرج لنا بهذا المهدد الذي يهدد أمن الوطن واستقراره.
(4)

انقلاب 25 اكتوبر حرّض القبائل على التسليح .. واتفاقية جوبا للسلام اعطت الحركات المسلحة اكثر مما تستحق خاصة بعد ان سيطرت على الدولة بعد انقلاب 25 اكتوبر .. لذلك جنحت القبائل الى عسكرة ابنائها.
اذا لم يتم ادماج جيوش الحركات وقوات الدعم السريع في القوات المسلحة لن تمتلك الحكومة قدرة على محاسبة كل من تسول له نفسه تكوين جيش او تسليح قبيلة.
على الحكومة ان تضرب بيد من حديد هذه الكيانات المسلحة ..لأن تركها هكذا سوف يجعلها في حالة تكاثر ونمو مستمر.
اي حكومة محترمة في العالم لن تقبل ان يخرج مواطن واحد وان كان (نظامياً) شاهراً سلاحه في مواقع التواصل الاجتماعي ليهدد أمن الوطن واستقراره ، فكيف ان كان الذين يخرجون علينا الآن كيانات وقبائل ومجالس عليا وقيادات كانت تحمل رتباً عسكرية كبرى؟
اي عمل (مدني) وان كان (خيرياً) او (تطوعياً) قائم على (القبلية) هو مرفوض ويجب ان يحاسب عليه القانون .. ناهيك ان يكون ذلك العمل (عسكرياً) وقائماً على دوافع (عنصرية).
(5)

بغم
اذا عاد الجيش الى ثكناته .. الخرطوم ح يكون ما فيها ولا زول.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى