أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: المتسللون إلى السياسة

 

(1)

في أحيانٍ كثيرة استغرق في التفكير بالمشهد السوداني على صعيده السياسي فتتراءى لي صورة موغلة في القتامة…صورة أحزاب ،وحركات وتنظيمات وكيانات وأجسام سياسية تمور بها الساحة السياسة فتشكل جزءا كبيرا من المشهد القاتم بأفعالها وممارساتها وسلوكها الذي يبتعد عن القيم الوطنية والمباديء الأخلاقية سنين ضوئية عديدة، ومع ذلك لا أعمم لأتهم كل الساسة ولا كل الأجسام السياسية ..

(2)

هذه الأجسام السياسية،أو بصورة أدق التي تمارس السياسة بكل شطط وغلواء وعدم دراية بأصول اللعبة السياسية وضوابطها وقواعدها وحدود ممارساتها يقود راحلة بعضها منافقون مردوا على النفاق من ذرية ابن سلول يحملون جيناته كاملة بكل صفاتها ، والبعض سخي في بذل المعلومات للسفارات والمخابرات الأجنبية ويفاخر بذلك ويتباهى ولايملك أية حساسية تجاه هذا الموضوع الحساس ، والبعض قُطاع طُرق وجدوا ضالتهم في هذه (الأجسام) مارسوا النهب والسلب والقتل وأدانتهم المحاكم على الملأ.. فهؤلاء عناصر سطت على السياسة واتخذتها وسيلة لتحقيق أغراض خبيثة،فلابد من تطهير هذه الوسيلة من هؤلاء.

(3)

لكل ما تقدم أعلاه يتراءى لي وتقفز إلى ذهني صورة عناصر اتخذت من السياسة سُلماً لممارسة النهب والسرقة واللصوصية وأخرى امطت ظهر السياسة لممارسة الإستهبال والإنتهازية والابتزاز،وثالثة اتخذتها وسيلة للتكسب المادي، ورابعة للهيمنة واحتكار السلطة وامتلاك القوة ، وخامسة للإحتماء بها من المحاسبة والعقاب، وجميع هؤلاء يتحصنون بالسياسة ويستقوون بسلطانها وصولجانها ويتدثرون بـ (حصانتها) وعلاقاتها المتشابكة والمشبوهة.

(4)

الأجسام السياسة ليست كلها شرا مستطيرا إذا ما انضبطت بقوانين اللعبة والتزمت الجوانب الأخلاقية والمباديء والأهداف الوطنية، فهي وسيلة الحكم الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة والإدارة المسؤولة والحكم الرشيد ، فالدول لاتحكمها الجيوش ولا تديرها أجهزة الأمن والخابرات بل الأحزاب السياسة هي وسيلة الحكم وأداته الناجعة، ولكن لابد من تنقية هذه الوسيلة وتطهيرها أولا…اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق انه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى