أحمد يوسف التاي

أحمد يوسف التاي يكتب: حتى لايكون كآلهة العجوة

 

(1)

بإلقاء نظرة شاملة للإتفاق الإطاري الذي تم التوقيع عليه الإثنين الماضي يدرك أي مراقب سياسي أن غالبية بنود الإتفاق تصب في التحول الديمقراطي وبناء هياكل السلطة المدنية الكاملة ، كما أن بنود الإتفاق نظريا تحقق أهداف ثورة ديسمبر فيما يتصل بالحريات وبناء الدولة المدنية وتحقيق العدالة الإنتقالية وتفكيك نظام 30 يونيو 89، كما أنها ـ أي بنود الإتفاق ـ تجعل السلطة في يد المؤسسات المدنية ، هذا بجانب إصلاح المؤسسات العدلية والعسكرية ودمج كل الجيوش في جيش واحد ذوعقيدة قتالية موحدة وتكون مهمته الأساسية هي حماية الحدود والتصدي للعدوان الخارجي.

(2)

من الناحية النظرية ، وأكررالناحية النظرية وأضع تحت الكلمة خطوطا عريضة بعرض الآمال والتطلعات في بناء الدولة المدنية نفسها …أقول من الناحية النظرية لا غبار ولابأس في هذا الإتفاق، ولا شك أن من شأنه تحقيق كل الأهداف التي سبقت الإشارة إليها، لكن يبقى المحك الأساسي ومربط الفرس وبيت القصيد هو الإلتزام الصارم بتنفيذ هذا الإتفاق والتقيد به..

(3)

ستستمر المعارضة لهذا الإتفاق لأسباب بعضها موضوعي يستند على مبررات موضوعية ومقبولة وبعضها غير موضوعي يتصل بأسباب شخصية وتأثيرات بسبب التعبئة ضده وهي أمور قائمة على أحكام ومواقف مسبقة من شاكلة : (لا نقبل به وسنعارضة حتى وإن جاء مبرأ من كل عيب) ، والمعارضة والرفض أمر طبيعي وغير مزعج حتى وإن بُني على أسباب شخصية ، المهم أن الإتفاق سيحقق الأهداف المجمع عليها ويقود إلى بناء الدولة المدنية وينهي حالة اللادولة والسلطة المطلقة التي كانت في يد شخص واحد أو أشخاص بعد أصابع اليد الواحدة إذا ما تم الإلتزامبه ، ولن يكون له أية قيمة إلا إذا رأيناه واقعا يمشي بين الناس ،وإلا كان مثله مثل إتفاقيات ودساتير وقوانين سودت بها الصفحات ثم خُرقت من جانب أصحابها القائمين على أمرها ، وأصبح مثلها كمثل إله العجوى الذي يتم إلتهامه في أو محطة من محطات الجوع والمسغبة…اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى