منوعات وفنون

تبلدية جعفر .. ذاكرة الدلنج وخاصرة معهدها

هكذا هي تبلدية جعفر، تتبدل عليها الأيام والدهور دون أن تتبدل هي، تختزن بيسر تاريخ مدينة الدلنج ومعهد معلميها، تبدلت الدلنج بمعية معهدها ولم تتبدل هي، بجذعها الصلد وفروعها المتجذعة تحتل الجانب الشرقي من ذلك المعهد، وهي ساخرة من عملية الإهمال الممنهجة التي تتربص بها.
وبحسب صحيفة الحراك السياسي، كثيرون هم الذين شدوا الرحال إلى الدلنج للتفرّس في تلك التبلدية الأشهر من بين رصيفاتها اللائي يرسمن السهل الكردفاني المرتفع هنا والمنخفض هناك.

شعراً ونثراً
التبلدية التي تستمد قدسيتها من قدسية مكانها، وهي التي تبارى كثيرون في وصفها شعراً ونثراً، كان أبرزهم، جعفر محمد عثمان، الذي جاء إلى الدلنج في العام 1957م يحمل صفة أستاذ اللغة العربية بمعهد المعلمين، ثم خرج منها هائماً ولهانَاً بتلك التبلدية ليقرضها من قصيده ما لم يقرض من قبل وهو يكتب:
ذكرى وفاءٍ وودِ… عندي لبنت التبلدي
في كل خفقة قلبٍ… وكل زفرة وجدِ
فيا ابنة الروضِ ماذا… جرى لمغناكِ بعدي؟

تخليد للرمزية
يقال إن جعفر كتب القصيدة بعد مغادرته للمدينة ناحية (بخت الرضا) في العام 1964م، ونقلت بعد ذلك مفرداتها إلى منهج اللغة العربية للمرحلة الثانوية تخليداً لرمزيتها، ومن هنا اكتسبت التبلدية شهرتها، حيث كان يتسابق إليها طلاب الرحلات العلمية التي كانت تقصد المعهد في أيامه الخوالي. وإن كان البعض يقول إن قصيدة التبلدية كانت ترمز بالأساس لمحبوبة جعفر، إلا أن ذلك لا يحط من قدرها إن لم يرفع من شأنها وصاحبها يستجير بها من حاله ومآله.

فقدان الاهتمام
يقول صديق الشاعر المشهور بـ (تركمان) لـ (الحراك) : إن التبلدية فقدت الاهتمام الذي كانت تحظى به بعد تحويل المعهد إلى جامعة الدلنج، ولم تعد مزاراً يؤمه كل من وطأت قدماه المدينة، كما هو الحال في ما مضى، وهي حال أبلغ ما توصف به ذات كلمات الشاعر في (محبوبته):
مازلتِ وحدك إلفي… يا ليتني لك وحدي
لا تحزني إن تعرت لدى المصيف فروعك
أو إن يبست فبانت من الذبول ضلوعك
فدون ما راع قلبي من الأسى ما يروعك
أنا لن يعود ربيعي لكن يعود ربيعك
وكم تلفت خلفي بحيرة والتياع
الركب يمضي بعيداً عن حالمات البقاع
وللغصون الأعالي في الريح خفق الشراع
كأنها منك كف قد لوحت لوداع..

الخرطوم: (كوش نيوز)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى