حوارات

قيادي بالشيوعي: مسيرة المحلول حالة نفسية وإلى يوم القيامة لن يرجعوا إلى السلطة

استنكر القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار، مطالبة الإسلاميين بطرد رئيس البعثة الأممية فولكر, موضحاً بأن هم من أدخلوا الأجانب إلى السودان, وقال: هذا تاريخ لا ينسى ولا يرحم, وجزم كرار في حواره مع مصادر مطلعة عن ضعف مسيرة الكرامة التي نفَّذها التيار الإسلامي العريض, مؤكداً وجود “جداد” إلكتروني لتضخيم المسيرة, مشيراً إلى أن المسيرة تساوي صفر على الشمال، ولا تؤثر على المشهد السياسي. وأكد أن الإسلاميين نزولوا إلى الشارع من أجل إرجاع ممتلكاتهم وشركاتهم التي تمت مصادرتها من قبل لجنة التمكين. مؤكداً أن الشارع سوف يقاوم ويرفض أي تسوية تعيد الوطني مرة أخرى إلى المشهد السياسي. واستبعد في ذات الوقت عودة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك، إلى رئاسة مجلس الوزراء. وقال: حمدوك ليس له وجود في المعادلة السياسية الآن باعتبار أنه السبب في مأساة الوضع الحالي, وأنه انحرف عن أهداف الثورة وعن أهداف حكومته .

هنالك تصريحات نارية للحزب تجاه موكب الإسلاميين الذي خرج في مسيرة يوم الكرامة ما تعليقك؟
(منوهم الموجودين)، هذه حالة نفسية للحزب المحلول, وأؤكد لك لا وجود لهم في المشهد السياسي مرة أخرى .
كيف ليس لهم وجود وهم خرجوا في مسيرة ضخمة؟
إذا كان لديهم وجود كان حموا نظامهم زمان, والآن نظامهم داسوا الشعب برجليه. بالتالي هم منذ 2018م، خارج دائرة الفعل السياسي.
لكن مسيرتهم كانت تدل عكس ذلك؟
مثل ما يقول المثل: (الكلب يهوهو خوفاً علي ضنبو) على حد قوله. وأن الثورة اقتلعت نظامهم وأصبحوا الآن حزب معزول ومنبوذ، لذلك خروجهم نوع من المحاولات, الغرض منها رفع الصوت, والقول نحن هنا لناس الأمم المتحدة ولناس العساكر الموجودة, وإلى ناس الانقلاب. ولكن هم كتنظيم لا يصلحوا الآن لأن تنظيمهم قائم على المصلحة, والفساد, وليس لديه رؤية واضحة، كل برامجه فساد وسرقة. وبعد أن سقط النظام هم تفرَّقوا. الآن تلك محاولات من بعضهم لإظهارهم سياسياً، ولكن محاولاتهم يائسة ومحكوم عليها بالفشل .
الإسلاميون كانوا في حالة صمت بعد التغيير والآن ظهروا بطريقة توصف بالقوة وأتاحوا لهم ذلك نزولهم إلى الشارع ؟
نعم، كانوا صامتين، ولكن الانقلاب الذي حصل في 25 أكتوبر، أعادهم إلى المشهد.

أي مصالح تقصد؟
العسكر ساعين بجدية إدخال أجزاء من الإسلاميين في الحكم، لأنهم يتحدثون عن ضرورة المشاركة من قبل المؤتمر الشعبي وغيره .
تقصد هنالك من حرَّكهم إلى الشارع ؟
هنالك جزء معلن, وجزء غير معلن, وهنالك أموال تم إرجاعها بعد مصادرتها من المؤتمر الوطني، وتم أيضاً إرجاع بعض الشركات, وأن القاعدة الاقتصادية للحزب أرجعت لهم هذا هو السبب المباشر لرفع صوتهم في الشارع, ولكن مسيرتهم كانت محدودة العدد. ولكن حاول البعض إظهارها بمظهر الأغلبية. ولعل من المفارقات هنالك مواكب يتم ضربها, والناس تموت وهنالك مواكب تحميها القوات النظامية .
البعض يرى أن مسيرة الإسلاميين ناجحة وهادئة دون أي خسائر؟
من يروِّج إلى ذلك هم إعلام الوطني نفسه, أو ما يسمى بـ”الجداد” الإلكتروني الذي يتحدث دائماً عن إخفاء الحقائق، وهذا الحديث لمن صوَّر عبر الطيران. ولكن نقول المسيرة كانت قليلة جداً مقارنة بالمسيرة التي تخرج برجال المقاومة في الأحياء ولا تقارن بهم أساساً. وإذا تحدثنا عن السلمية فإن مسيرات المقاومة أكثر سلمية، ولكن تواجه بقمع عنيف لأنها تخرج ضد السلطة, ولكن هنالك مواكب قلباً وغالباً مشجعة من الانقلاب .

هل يمكن أن يعودوا حاكمين؟
والله ليوم القيامة العصر ما يرجعوا إلى السلطة.
لكن يوجد إسلاميين في الدولة ويتقلدون مناصب مؤثرة في دواليب العمل الحكومي؟
لذلك الانقلاب هو انقلابهم، وأن ما حصل من انقلاب الهدف منه إعادة المؤتمر الوطني إلى السلطة .
أين الشعب والتغيير من ذلك؟
الشعب صاحي وعرف ما حصل ولم يسمح بإعادة أي شخص من النظام البائد لذلك الشارع مُصر على إسقاط الانقلاب لأنهم يعرفون أن الانقلاب هو إعادة المؤتمر الوطني .
ما رأيك في مطالبتهم بطرد فولكر هل هذا من حقهم؟
هم من أدخلوا الأمم المتحدة والأجانب في شأن السودان من زمن نيفاشا وما قبل نيفاشا ومن وقت اليونميد كان ذلك بإرادتهم إذا كيف يطالبون بطرد الأجانب. هم من أدخلوهم. وهذا تاريخ قريب لا ينسى .

بعد مسيرة الإسلاميين هل نتوقع اتخاذ قرارات جديدة؟
مسيرتهم كانت صفر على الشمال, ولا يمكن أن تؤثر بشيء والشعب مُصر على تصفية نظام الإنقاذ اقتصادياً، سياسياً واجتماعياً، يزيل إرث المحلول, وأن خروجهم لا يغيِّر شيئاً في المشهد السياسي .
ولكن هنالك تهديدات أطلقها عناصر المحلول في مسيرتهم ومنها إغلاق العاصمة الخرطوم وتهديدات لفولكر.
الذي يفعل الشيء لا يهدِّد به, وهم ليس لديهم القدرة على فعل شيء, وأن كانت لديهم قدرة لقاموا بفعلها عندما كانوا في السلطة، ولكن هم لم يستطيعوا حماية الشارع وحماية نظامهم, وهم الآن أكثر ضعفاً وأقل حيلة.
ولكن هنالك قيادات كانت مشاركة في الدولة ظهرت في المسيرة؟
من المفترض من ظهروا يكونوا خاضعين للمحاسبة وداخل السجون الآن. ولكن الثورة لم تحاسب رموز الوطني بالكامل لذلك ظهروا ولكن هم في المعادلة السياسية صفر .

عودة حمدوك المشروطة هل سيتقلَّد المنصب مرة أخرى؟
حمدوك ده خلاص ليس له وجود في المعادلة السياسية القادمة، وهو من ساق الثورة إلى هذه المآسي. أعاد الانقلاب وانحرف من مسار الثورة, وانحرفت حكومته عن أهدافها. ليس لديه فرصة للرجوع مرة أخرى نهائياً .
إلى متى تستمر التظاهرات؟ البعض يرى أنها انحسرت في الشارع؟
ستتواصل إلى حين إسقاط النظام، لأن شعارنا اللاءات الثلاث لا شراكة لا تفاوض لا تسوية .
التسوية المستمرة الآن هنالك جدل كثيف حولها؟
أي تسوية سوف يسقطها الشارع الثوري .
لماذا؟
لأنها تعيد إنتاج الشراكة المرفوضة أساساً، وهي محاولة لقطع طريق الثورة.
مايتم الآن من تسوية يعتبر شراكة ؟
هي محاولة لنفس طريقة حمدوك نفس النسخة، ولكن بوجوه جديدة. وهذه نسخة فاشلة لن تحقق انتقال حقيقي والشارع رافض لكل مبادرات التسوية.

حوار: عوضية سليمان
الخرطوم: (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى